أكد عيسى بن عبدالرحمن الحمادي وزير شؤون الإعلام وشؤون مجلسي الشورى والنواب أهمية تفعيل دور الأمن الإعلامي بمنظوره الشامل في مواجهة العنف والتطرف والإرهاب، من خلال الإدارة المنهجية للأزمات والتخطيط الاستراتيجي الفعال في ظل ما تواجهه المنطقة الخليجية والعربية من تحديات وتهديدات داخلية أو محركة من الخارج تستهدف أمنها واستقرارها.
ودعا، لدى مشاركته اليوم في الملتقى الخليجي الرابع للتخطيط الاستراتيجي ضمن محور "الأمن الإعلامي"، والذي تنظمه أكت سمارت لاستشارات العلاقات العامة بفندق ومنتجع سوفيتيل الزلاق خلال الفترة من 3-5 نوفمبر الجاري إلى تعزيز التعاون والتنسيق بين الإعلام الوطني والأجهزة الأمنية والعسكرية في مجابهة التهديدات الأمنية، والمخاطر الخارجية.
وأكد وزير شؤون الإعلام أن دول مجلس التعاون الخليجي تواجه تحديين أساسيين يتعلقان بخطورة إساءة استغلال وسائل الإعلام بشقيها التقليدي والحديث، أولهما: التحدي الفكري لنمو بعض الأيديولوجيات المتطرفة، وثانيهما: التحدي الميداني في ظل استخدام التنظيمات الإرهابية لوسائط الإعلام، في تغذية الكراهية أو اختلاق الصراعات بين مكونات المجتمع للنيل من استقرار الأوطان وتماسكها أو الابتزاز، وتجنيد الشباب المغرر به عبر المواقع الالكترونية، وتدريبهم على الأعمال الإرهابية وصنع واستخدام المتفجرات.
وحول آليات التصدي لهذه الهواجس الأمنية، دعا الحمادي إلى تحديث التشريعات والقوانين لتجريم الدعوات التحريضية على العنف والإرهاب عبر وسائل الإعلام، مؤكدًا في الوقت ذاته أن تطبيق القانون على المحرضين والإرهابيين وحده ليس كافيًا لمواجهة هذه التهديدات، وإنما يتطلب الأمر أيضًا الارتقاء بالوعي الثقافي المجتمعي، ونشر الفكر المستنير، وتفعيل التزام وسائل الإعلام بالضوابط المهنية والأخلاقية، والرقابة الذاتية.
وأشار إلى أهمية تطوير المحتوى الإعلامي وتعزيز التواصل مع الجهات الخارجية، لاسيما في الأوساط الإعلامية والأكاديمية ومراكز الفكر والدراسات والمنظمات غير الحكومية بما يعكس حقائق الأوضاع في الدول الخليجية.
وأضاف في هذا الصدد الحاجة المستمرة الى التخطيط الاستراتيجي والتحرك الإعلامي من خلال تفعيل التعاون بين الوزارات والأجهزة الحكومية في تبادل المعلومات، والتنسيق معها والمؤسسات الأهلية في التواصل مع العالم الخارجي، بما يبرز حقيقة التطورات التي تشهدها المنطقة، ويدحض الشائعات والأكاذيب، ويوفر بيئة جاذبة للسياحة والاستثمارات.
وفيما يتعلق بالتغطية الإعلامية لعملية عاصفة الحزم وإعادة الأمل في الجمهورية اليمنية، أكد وزير شؤون الإعلام أن التجربة الخليجية في هذه الحرب تجربة متطورة قياسًا بالتجارب السابقة، مشيدًا بجهود المتحدث الرسمي ووجود المراسلين في قلب الحدث، ومنوهًا إلى قيام الإعلام البحريني بواجباته الوطنية والقومية في تقديم العديد من البرامج والتغطيات الإخبارية الإذاعية والتليفزيونية وعبر شبكات الإعلام الاجتماعي.
ودعا سعادة السيد عيسى بن عبدالرحمن الحمادي وزير شؤون الإعلام وشؤون مجلسي الشورى والنواب إلى زيادة تفعيل التعاون والتنسيق بين الأجهزة الإعلامية والعسكرية الخليجية في تغطية هذه العمليات الحربية، مؤكدًا أنها ليست حربًا طائفية، وإنما واجب قومي للحفاظ على عروبة اليمن واستقراره وإعادة الشرعية في مواجهة مد فارسي توسعي لنظام ثيوقراطي يسيئ استغلال الدين لأغراض سياسية توسعية، مؤكدًا أن دول الخليج العربية ضد الإرهاب بجميع أشكاله.
ومن جانبه، أكد سعادة الأستاذ نبيل بن يعقوب الحمر مستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام رئيس مجلس أمناء معهد البحرين للتنمية السياسية أهمية التنسيق وتبادل المعلومات بين الجهاز الإعلامي ووزارات ومؤسسات الدولة المختلفة، بما يمكن الإعلام من أداء واجباته بفعالية وتقديم المعلومات بسرعة ودقة ومصداقية.
ونوه إلى التطورات المتلاحقة في وسائل الإعلام، ما يتطلب السرعة في نشر الأخبار مع التأكد من صحة المعلومات لتأسيس إعلام متميز وصادق، وقادر على معالجة إشكالية المصداقية والموثوقية في وسائل التواصل الاجتماعي، لاسيما مع خطورة ترديد الأكاذيب والشائعات، وتداولها.
وعلى صعيد متصل دعا الأستاذ سلطان البازعي رئيس الجمعية السعودية للثقافة والفنون الرئيس التنفيذي للطارق للإعلام إلى تطوير القوة الناعمة للإعلام في تحصين المنطقة الخليجية والعربية من الهجمات الخارجية وإحباط المحاولات الرامية إلى زعزعة الأمن والاستقرار، في ظل مخططات وأطماع إسرائيلية وإيرانية لتفكيك الدول العربية.
وطالب البازعي بتطوير الإعلام الرسمي العربي ودوره في نشر الحقيقة ومواجهة الشائعات وتعزيز تواجده على وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت أكثر الوسائل تأثيرًا في منطقة الشرق الأوسط، نظرًا للسرعة والإثارة في نشر الأخبار دون الالتزام بأي قواعد مهنية، واستخدامها بشكل خطير من قبل التنظيمات الإرهابية مثل (داعش) مما يهدد الأمن الداخلي للدول العربية.