أصابع الشبهة بتفخيخ وتفجير الطائرة الروسية، تتجه الآن إلى مصري عمره 42 سنة، ولا يظهر إلا "مموه الوجه" في الصور ولقطات الفيديو، بحيث لا يعرف ملامحه ولا اسمه أحد، سوى متطرفين معه في تنظيم "ولاية سيناء" الذي أعلن الولاء في نوفمبر الماضي للخليفة "الداعشي" أبو بكر البغدادي.
ذلك الإعلان كان عبر بيان، تلاه فيديو في مايو هذا العام، عنوانه "بيعة الأباة" وظهر فيه زعيم التنظيم "أبو أسامة المصري" وسط مسلحين يرتدون الزي العسكري، وبينهم كان الشهير كمال علام الذي حرص التسجيل على إبراز وجهه، فيما أخفى وجوه البقية بأقنعة أو مؤثرات تمويه بصرية، ومنهم "أبو أسامة" الذي عاد وظهر بالصوت في فيديو بثه التنظيم يوم سقطت الطائرة السبت الماضي، وفيه قال عبارته الشهيرة: "نحن من أسقطناها موتوا بغيظكم" في إشارة إلى "الايرباص 321" الروسية.
واليوم الأحد، نشرت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، أن "أبو أسامة المصري" هو العقل المدبر في "إسقاط" الطائرة ومقتل 224 كانوا عائدين على متنها، مستندة إلى معلومات لدى الاستخبارات البريطانية، وأن مسؤولين بريطانيين أعلنوا عن "الاستعداد لمساعدة مصر أو روسيا في مهمة قتل أو اعتقال قد تستدعي إنزال عناصر من قوات SAS البريطانية الخاصة" في شبه جزيرة سيناء، للنيل من "أبو أسامة" وتنظيمه.
رصدوهم يتحادثون بلهجتي لندن وبرمنغهام
ذكرت في الخبر أن مسؤولين في الاستخبارات، مقتنعين بأن "أبو أسامة المصري" تلقى مساعدة من داخل مطار شرم الشيخ لتسريب قنبلة ودسها في حقيبة أحد المسافرين على متن الطائرة، وهو ما أشارت إليه "العربية.نت" في خبر نشرته الأربعاء الماضي عن سيناريو محتمل لكيفية "إسقاط" الطائرة، فيما لو صح أنها تعرضت لعمل إرهابي فعلاً، وليس لعطل فني.
وأشارت الصحيفة إلى أن "مسؤولين" في المخابرات كانوا منهمكين مساء أمس السبت في التحقيق من تورط بريطانيين حلفاء للتنظيم "الداعشي" بعملية تفجير الطائرة، بعد أن اتضح من عمليات رصد وتنصت قامت بها الاستخبارات على اتصالات إلكترونية بين متطرفين يتحادثون عن الطائرة بلهجة مدينتي لندن وبرمنغهام البريطانيتين، وهو ما قرأته "العربية.نت" اليوم الأحد أيضاً بصحيفة "التلغراف" البريطانية، وفيه أضافت جديداً، نقلاً عن صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.
والجديد هو أن "الأف.بي.آي" الأميركي "وافق على مساعدة الحكومة الروسية" في التحقيق بسقوط الطائرة، للتوصل إلى الأسباب التي أدت إلى تحطمها، وأن المساعدة جاءت تلبية لطلب روسي، وأن بعض قطع الطائرة تم إرسالها للفحص في روسيا نفسها، لكنها لم تذكر طبيعتها.