يروون في الأساطير أن أول من امتلك "الهدية التي قدمها إله الشمس إلى الأرض" كان أمير مدينة "ملوي" البعيدة في جنوب محافظة المنيا المصرية 270 كيلومترا عن القاهرة، وكانت مملكة في ماض بعيد، حين غزاها أمير اسمه علاء الدين، وخرج منها غانما "ماسة مذهلة، لا يضاهيها شيء بالعالم، لكنها اختفت لقرنين، وبعدها ظهرت وتناوب على ملكيتها أباطرة وملوك" ثم انتهت الأسطورة بما هو حقيقي: شركة الهند الشرقية "صادرتها واستحوذت عليها" وأهدتها في1851 للملكة البريطانية فيكتوريا.
يسمونها "كوهينور" ومعناه "جبل النور" بالفارسية، وهي الأشهر في تاج بريطانيا الملكي وفي العالم، وقيمتها طبقا لما قرأت "العربية.نت" مما يجمع عليه مثمنون وخبراء بكل كريم من الأحجار وما ندر، تزيد عن 150 مليون دولار، وقد يقفز المبلغ إلى 200 لو جرى مزاد، واحتدم فيه التنافس عليها بين ذوي الشهية للماس والدرر، إلا أن حشدا من ممثلي "بوليود" السينمائيين في الهند، تكاتف مع عدد من صناعيها ورجال الأعمال فيها، وبدأوا يطالبون بريطانيا، بأن تعيد مجانا إلى الهند ما "صادرته" منها شركتها مجانا زمن الاستعمار.
فشل بحماية 1000 مسلم قتلوا في ولايته
حشد مشاهير الهند بدأ يطالب بالماسة الأشهر منذ أيام قليلة فقط، وبتزامن مع زيارة يقوم بها رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي، منذ الخميس الماضي إلى بريطانيا، وهو الذي كان ممنوعا من دخولها طوال أكثر من 10 أعوام مضت، بحسب ما قرأت "العربية.نت" عن زيارته في صحف بريطانية، ذكرت أن المنع كان لفشله بالسيطرة على أعمال شغب استهدفت مسلمين عام 2002 وقتلت 1000 منهم عندما كان رئيسا لوزراء ولاية غوجارات.
أما عن Koh-i-Noor المسيلة للعاب، فخبر المطالبة بها قصير بعدد صحيفة "التايمز" البريطانية اليوم الاثنين، وفيه أن رئيس الوزراء الهندي لن يتحدث بشأنها حين يتناول الغداء مع الملكة اليزابيث الثانية بقصر باكنغهام في لندن هذا الأسبوع، ولا مع أي مسؤول بريطاني آخر، طبقا لاتفاق مسبق على ما يبدو، خصوصا مع نظيره ديفيد كاميرون، الذي زار الهند في 2010 وثانية العام الماضي، وفي الأخيرة سألوه عن "كوهينور" فأجاب بأن بريطانيا "لن تتخلى عنها وتلبي من يطالبون بها، لأن كلمة نعم لواحد تعني تفريغ المتحف البريطاني من محتوياته" كما قال.
كانت قبل 268 عاما لأمير أفغاني
وكل شيء معروف تقريبا عن الماسة التي رفع مشاهير الهند أمر المطالبة بها إلى محكمة بدأت تتداول قضيتها في لندن، فهي من 105.6 قيراط، وحصلت عليه شركة الهند الشرقية في 1849 بعد أن قام الهندي داليب سينغ بتسليمها للبريطانيين بموجب معاهدة أبرمت بعد الحرب البريطانية ضد السيخ، ونصت بأنه "يجب على مهراجا لاهور تسليم الألماسة المسماة كوهينور، والتي أخذها رانجيت سينغ من شاه شجاع الملك، إلى ملكة إنجلترا" وهكذا أصبحت الماسة التي عثروا عليها وحكوها في الهند قبل 800 "ملكا" لإنجلترا، انتقلت بعدها إلى عاصمتها.
في لندن أضافوها إلى تاج الملكة الأم اليزابيت، الوالدة الراحلة للملكة الحالية اليزابيث الثانية، لتضعه في 1937 أثناء مراسم تتويج الملك جورج السادس، بحسب ما قرأت "العربية.نت" في سيرتها، وبعدها ضموها إلى التاج البريطاني، المحفوظ الآن في "قصر وندسور" المعروف بأكبر قلعة مأهولة في العالم، وهو بمقاطعة "بيركشاير" في جنوب شرقي إنجلترا.
الماسة الموضوعة وسط الصليب المالطي بأعلى التاج المحفوظ مع غيره من النفائس في خزانة عرض موجودة بسرداب يسمونه "بيت الجوهرة" في "برج لندن" الشهير، يراها الملايين ممن يزورونه كل عام، ومعظمهم لا يدري كمعظم البريطانيين، أن "كوهينور" كانت أيضا لأمير أفعاني اسمه أحمد شاه دوراني، ورسم أحدهم في 1747 لوحة نصفية له، بدت لامعة على عمامته المطرزة بحبات أخرى من الماس.