تجرع فريق ريال مدريد اخيرا مرارة الخسارة هذا الموسم بعدما سقط امام اشبيلية بنتيجة 2-3 على ملعب (رامون سانشيز بيزخوان) الاحد، ضمن منافسات الجولة الحادية عشر من الدوري الاسباني لكرة القدم.
وعجز النادي الملكي عن مجاراة صاحب الارض والضيافة، وظهر بشكل "شاحب"، بعدما وقف المدرب "البدين" رافاييل بينيتيز عاجزا عن ايجاد الحلول، مكتفيا بالاجتهادات الفردية لبعض لاعبي ريال مدريد في تسيير المباراة.
كاسيا وبيبي ودانيلو وكريستيانو رونالدو، كانوا من اسوأ اللاعبين في المباراة التي خسرها الميرينغي للمرة الاولى هذا الموسم على المستويين المحلي والاوروبي، بينما كان المحارب الاسباني سيرجيو راموس من افضل لاعبي ريال مدريد في المباراة رغم استبداله عند الدقيقة 31 بسبب الاصابة.
وافتقد ريال مدريد في آخر مباراتين خاضهما على مستوى الليغا إلى خدمات الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس بسبب معاناته من حمل زائد على العضلات (الاجهاد العضلي) ليجد بينيتيز نفسه مجبرا على الاستعانة بخدمات الحارس الشاب كيكو كاسيا، والذي استقبلت شباكه 4 اهداف في مباراتين فقط، بمعدل هدفين في المباراة الواحدة.
بينما خاض كيلور نافاس 9 مباريات مع ريال مدريد على مستوى الليغا، ودخلت شباكه 4 اهداف بمعدل 0.4 هدف في المباراة الواحدة، كما حافظ الحارس السابق لليفانتي الاسباني على "عذرية" شباكه عقب مرور 4 جولات من مرحلة المجموعات لمسابقة دوري أبطال اوروبا لكرة القدم، وعانى الريال بشكل واضح في الخط الخلفي واستقبل العديد من الفرص الخطيرة التي أنقذ الكوستاريكي جزء كبير منها، بينما ضاعت الأخرى بسبب سوء التوفيق الذي لازم مهاجمي المنافسين في المباريات الاخيرة.
هذه الارقام الزائفة، والتي كانت بمثابة "ابرة مخدر" لجماهير (سانتياغو بيرنابيو) على حجم الدمار التكتيكي الذي احدثه بينيتيز مع ريال مدريد منذ استلامه مهمة التدريب في 3 حزيران/ يونيو 2015، اكدها النادي الاندلسي بعدما سيّر المباراة كما يشاء، بسبب عشوائية الاداء وغياب الحلول التكتيكية وعدم التوظيف المناسب لامكانيات بعض اللاعبين بالشكل الامثل، فضلا عن استمراراه بالاعتماد على وجود الاسماء الكبيرة بشكل اساسي في التشكيلة، دون النظر إلى مردودهم على ارض الملعب.
ويبدو ان ريال مدريد سيكون بحاجة ماسة إلى التعاقد مع حارس جديد في فترة الانتقالات الشتوية او الصيفية المقبلتين على ابعد تقدير، لأن الحارس الاحتياطي كيكو كاسيا غير مؤهل بعد للدفاع عن عرين النادي الملكي، كما يجب استعجال عودة كارفاخال بعدما افتقد البرازيلي دانيلو إلى ابجديات الدفاع، وكانت جهته اليمنى بمثابة الطريق المفروشة بالورود للاعبي اشبيلية، والاعتماد على راموس وفاران كقلبي دفاع، لأن بيبي لم يستعيد عافيته بعد بالشكل المطلوب وظهر تائها في مباراة الاحد.
بينيتيز افقد ريال مدريد مقومات اللعب الجميل، واصبحت "الصدفة" عنوان الانتصارات الاخيرة للنادي الملكي، وهو ما ظهر بشكل واضح في المباراة قبل الاخيرة بالتشامبيونزليغ بعدما قدّم سان جيرمان مباراة رائعة على جميع المستويات بيد ان الحظ حرمه من تحقيق فوز تاريخي على البيرنابيو، بينما فاز الأسوأ (ريال مدريد).
الجميع تحدث عن الشق السلبي في خسارة ريال مدريد امام اشبيلية وتجاهل لعنة الاصابات، إلا أن ما حدث قد يكون جرس انذار لبينيتيز من أجل اعادة ترتيب اوراقه قبل خوض معركة الكلاسيكو امام الغريم التقليدي برشلونة يوم 21 تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي .. فهل يستثمر المدرب السابق لنابولي فترة توقف الدوريات بسبب اسبوع الفيفا، أم تكون موقعة الكلاسيكو بمثابة بداية النهاية للمدرب العشوائي؟.