أكد روبين نوبل مدير شركة أوكسيرا البريطانية للاستشارات لصحيفة" الاقتصادية"، أن سوق النفط الخام في طريقها إلى التعافي، بعد أن سجل مستويات قياسية في الانخفاض بتأثير من حالة وفرة المعروض التي أرهقت السوق.

وأشار "نوبل" إلى أن كثيرا من المؤسسات المالية الدولية، تراهن على ارتفاع مستوى أسعار النفط في الأمد القريب، وأخيرا صدر تقرير لوكالة الطاقة الدولية يتحدث عن استعادة سوق النفط الخام لمستوياتها مرتفعة قبل حلول عام 2020.

وأوضح أن نمو الطلب هو كلمة السر في استعادة السوق توازنها قريبا خاصة مع تسارع النمو في العديد من دول العالم النامي، وعلى الرغم من بعض المؤشرات السلبية للنمو في الصين يبقى معدل النمو بها مرتفعا على الرغم من تراجعه لأقل من 7%.

وأضاف أن مؤشرات تقلص حالة وفرة المعروض، بدأت تتضح بقوة مع تقلص الإنتاج الصخري الأميركي وتوقف الحفارات وانخفاض الأسعار، يمثل مزيدا من الضغوط على أصحاب الإنتاج عالي التكلفة، كما أن الاستثمارات تأثرت على نحو كبير وأحدث التقارير تشير إلى إلغاء بريتش بتروليوم (بي بي) لـ80 مشروعا هذا العام، بسبب انخفاض الأسعار وارتفاع تكلفة الإنتاج بما يحول دون تحقيق أرباح بل يزيد نزيف الخسائر الذي تتعرض له الشركة العملاقة.

وكانت وكالة الطاقة الدولية قد توقعت أمس ارتفاع الطلب نحو 900 ألف برميل يوميا في السنة حتى عام 2020، وذلك وفقا لتصور وصفته بالمركزي.

وقال فاتح بيرول المدير التنفيذي لوكالة الطاقة متحدثا إلى "رويترز" قبيل صدور التقرير المسمى توقعات الطاقة العالمية "نتوقع ارتفاع الأسعار تدريجيا إلى80 دولارا قرب 2020. تفيد تقديراتنا أن استثمارات النفط هذا العام ستتراجع أكثر من 20%. لكن هذا التراجع سيستمر في العام المقبل أيضا، ولعل هذا هو الأهم. في الـ 25 عاما الماضية لم نر قط عامين متتاليين من تراجع الاستثمارات، وقد يكون لهذا تداعياته على سوق النفط في الأعوام المقبلة".

ونقلت "رويترز" عن بيرول قوله في مؤتمر صحافي "في الأعوام العشرة المقبلة حتى إذا كان نمو الطلب على النفط صفرا.. فإن مجرد زيادة الإنتاج لتعويض تراجع الحقول القائمة سيتطلب منا استثمارات عند مستوى 650 مليار دولار".

ومالت أسعار النفط الخام إلى الحفاظ على ارتفاعات نسبية، بعد أن نجحت تصريحات صادرة عن منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" في بث الثقة في السوق، إذ أكدت على وجود مؤشرات قوية على تحسن مستويات الطلب العالمي مع بداية العام المقبل 2016.

وتزامنت توقعات "أوبك" مع بيانات أميركية تؤكد انخفاض الإنتاج الأميركي على نحو واسع خلال الشهور المقبلة، إلا أن عوامل سلبية ما زالت تعمل بثقلها في السوق وفي مقدمتها المؤشرات الضعيفة للاقتصاد الصيني واستمرار حالة وفرة المعروض وارتفاع المخزونات النفطية الأميركية. وبسبب تنازع السوق من عوامل متضادة وواسعة التأثير عليه بقيت مكاسب أسعار النفط محدودة ليبقى خام برنت حول 47 دولارا والخام الأميركي حول 44 دولارا للبرميل.