يقوم المخرج الأميركي بيلي راي بإخراج أحدث أفلامه "سر في عيونهم". يعتمد الفيلم على حكاية ثنائي من المحققين المتمرسين الأشداء حتى اليوم الذي تكتشف به المحققة "جيس" ويقوم بدورها جوليا روبرتز، أن جثة ابنتها الوحيدة ملقاة في أحد مكبات القمامة وهي مشوهة. عندها يأتي تلاحم وتكاتف زميلها "راي" شيواتال ايجيوفور" الذي يقف إلى جوارها في مهمة البحث عن القاتل. مهمة تستغرق قرابة الثلاثة عشر عاما من أجل الكشف عن القاتل وحيثيات تلك الجريمة التي أخذت أعز ما تمتلك تلك المحققة بعد أن تحولت حياتها إلى لا شيء سوى الانتقام الذي راح يتصاعد ليتحول إلى ألم يومي معاش .
بالمقابل هناك حكاية القاضية "كلير" نيكول كيدمان، التي تواصل رغبتها الأخرى بالبحث عن إحداثيات تلك الجريمة وغموضها ورغبتها بالوصول إلى القاتل، خصوصا وهي تتلمس تلك الرغبة المتفجرة للآثار من القاتل من قبل الأم المحققة المفجوعة وزميلها .
هنا نحن أمام عاصفة الانتقام الشخصي، الذي يجعل ذلك الثنائي من الشرطة يتجاوز كل شيء من أجل الانتقام وتحقيق العدالة بأسلوبه الشخصي، حتى لو تنافى ذلك مع القوانين والقواعد والأعراف. وأيضا هناك القوانين والأعراف التي تربي عليها ذلك الثنائي والذي يكاد يكبلهما عن المضي قدما صوب ذلك الانتقام الشخصي من قاتل مسعور .
هكذا هو المحور الذي يظل فيلم "السر في عيونهم" يشتغل علية ليتجاوز صيغ المغامرة التقليدية إلى الحديث عن الألم بالرغبة بالانتقام الذي يظل متفجرا يوم بعد آخر وعام بعد ثان وصولا إلى الهدف .
ثلاثي رفيع المستوى أمام الكاميرا تتقدمهم الأميركية جوليا روبرت بدور المحققة المفجوعة باغتيال ابنتها بدور يؤكد اقتدارها وتميزها ومعها النجم البريطاني شيواتال ايجيوفور الذي أدهشنا من قبل خلال فيلم "عبد لـ 12 عاما" إضافة إلى النجمة الأسترالية نيكول كيدمان .
ويبقى أن نقول فيلم "السر في عيونهم" سينما المغامرة بطعم الألم لذا لا ينتهي الفيلم حينما تضيء الصالة أنوارها بكل يظل يحاورنا طويلا وبعمق.