مصدر بالصحة لـ الوطن : اللقاح غير عملي ويقي بنسبة ?40
«اليونيسيف»: توافد الآلاف للعراق يزيد
من خطورة تفشي المرض
كتب - حذيفة إبراهيم:
أكد رئيس الأوقاف الجعفرية الشيخ محسن العصفور أنه «حال أثبت الطب أن الكوليرا في العراق أصبحت وباء يهدد صحة الإنسان وحياته فحينها يحرم السفر إليه»، فيما يستعد أكثر من 40 ألف مواطن بحريني للذهاب للعراق لأداء زيارة الأربعينية في ظل انتشار وباء الكوليرا هناك، وتحذيرات منظمة اليونيسيف من تحوله إلى وباء إقليمي.
وأوضح العصفور أن الإسلام يرفض أن يكون الشخص معرضاً للإصابة بأي مرض، مستنداً إلى حديث للرسول صلى الله عليه وسلم يقول «فر من الجذام فرارك من الأسد».
وبيّن أنه وفي حال وجدت أماكن وبائية يجب تجنبها، لافتاً إلى أن التأكيدات الطبية حتى الآن أشارت إلى أن ما يوجد بالعراق حالات محدودة لم تتحول إلى وباء.
وأشار إلى أن ذلك يأتي ضمن المبادئ العامة للإسلام، فلا ضرر ولا ضرار، وأن العبادات مبنية على الرعاية، وحفظ النفس كالحج وغيرها، إذ يشترط فيها «تخلية السرب» أي أن يكون الطريق خالياً ذهاباً وإياباً من المخاطر التي تهدد الحياة أو المال.
وأشار مصدر مطلع بوزارة الصحة لـ»الوطن» إلى أن الوزارة لا تعتزم القيام بأي خطوات تجاه ذلك المرض بالنسبة للذاهبين عدا حملات التوعية، إذ لن يتم استيراد التطعيم الخاص بالكوليرا، فيما سيتم اتخاذ الاحتياطات اللازمة عند قدوم المسافرين.
من جانبها، أعلنت إدارة صحة كربلاء أن المجموع التراكمي للمصابين بالكوليرا فاق الـ 60 شخصاً خلال الفترة الماضية، مشيرة إلى وجود حالات منها تماثلت للشفاء، فيما أشارت أيضاً في أخبار تناقلتها وسائل الإعلام إلى أنها ستتخذ الإجراءات اللازمة لحماية زوار الأربعينية من الإصابة بالمرض.
وأشار المصدر إلى أن اللقاح غير عملي، ويقي بنسبة لا تتعدى الـ 40%، كما أنه يجب أن يأخذ على جرعات متتالية لكي تظهر فعاليته، وهو لا يجد في جميع الحالات، ولفترة مؤقتة فقط.
وقال إن اللقاح ليس ضمن اللقاحات التي تتطلبها منظمة الصحة العالمية في كافة الدول، ولذلك فإن البحرين لا نية لديها لاستيراد اللقاح، وهي ملتزمة بما هو موجود في منظمة الصحة.
وأكد المصدر أن المرض لم يتحول إلى وباء حتى الآن، وهو يمكن أن يتحول ولكنه أمر مستبعد، نظراً لكون الحالات يتم اكتشافها بسهولة.
وأشار إلى أنه سيتم الكشف على الأشخاص القادمين من العراق أثناء قدومهم من الزيارة، فيما أكد ضرورة التزامهم بالنظافة العامة وبالأكل من المطاعم الموثوق بها.
وشدد على أن اللقاح معد للبالغين والأطفال ابتداء من سنتين والذين يسافرون إلى بلدان ينتشر فيها مرض الكوليرا بنسب مرتفعة أو عند وجود خطر الإصابة بعدوى جرثومتها، وهي لبعض الدول الأفريقية والآسيوية، كما أنه معد أيضاً للعاملين في حقل المساعدات الانسانية، مثل الطواقم الطبية والمتطوعين في مناطق الكوارث ومخيمات اللاجئين، حيث يكون خطر الاصابة بالعدوى كبيراً.
وتابع أن منظمة الصحة لم تحذر حتى الآن وكل ما انتشر من اليونيسيف هو أمر معتد به أيضاً ولكنه لا زال تحت السيطرة.
من جانبها، أكدت السلطات المختصة بمحافظة كربلاء مقصد زوار الأربعينية، أن جميع الإجراءات الاحترازية سيتم اتخاذها لاستقبال الزوار هناك.
وتابعت السلطات في تصريحات إعلامية أنها تعمل حالياً على اعتماد التوعية والتثقيف الصحي من خلال عقد الندوات الصحية لمختلف شرائح المجتمع بمركز مدينة كربلاء واقضيتها ونواحيها، فضلاَ عن تنسيق وتعاون مع الحكومة المحلية في المحافظة وإعداد خطة متكاملة للحيلولة دون انتشار مرض الكوليرا.
واتفقت دائرة صحة كربلاء، مع مديرية ماء المحافظة على زيادة نسبة الكلور في الماء إلى جانب تشديد الرقابة على معامل الأغذية وتعبئة مياه الشرب.
وأصيب حتى الآن في العراق أكثر من 3 آلاف عراقي بالكوليرا، وتوفي العديد منهم نتيجة لذلك الوباء، وفقاً للمصادر الرسمية بالعراق.
وقال مدير صندوق الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» في العراق بيتر هوكينز، إن تفشي الكوليرا امتد إلى سوريا والكويت، محذراً من «خطر تحوله إلى وباء إقليمي».
وأشار هوكينز إلى أن التفشي لديه قوة دفع إقليمية بالفعل، وخطر هذا يمكن أن يزيد بمجيء أُناس من شتى أنحاء المنطقة إلى العراق»، مؤكداً أن «الكويت وسوريا سجلت حالات مؤكدة بالفعل».
وتعود أسباب تفشي مرض الكوليرا بالعراق لانخفاض منسوب المياه في نهر الفرات وتلوث النهر والآبار بمياه الصرف الصحي.