بعد ما يقارب الثلاث سنوات أصدر القضاء العراقي حكماً بالاعدام على قاتل الخبير والمحلل الأمني هشام الهاشمي.

وما أن نشر الخبر اليوم الأحد حتى اجتاح اسم الخبير الراحل الذي قدم العديد من الاستشارات الاستراتيجية والأمنية لقادة وسياسيين عراقيين، مواقع التواصل.

إلا أن العديد من العراقيين لم يشفوا غليلهم، وطالبوا بالكشف عمن يقف وراء "الضابط أحمد حمداوي عويد معارج الكناني" الذي اغتال الهاشمي أمام منزله في بغداد في السادس من تموز 2020 ، عبر مجموعة من المسلحين كانوا يستقلون في حينه دراجة نارية.



لا سيما أن بإمكان المدان استئناف هذا الحكم، كما أكد مصدر قضائي لفرانس برس.

فقد رأى محمود النجار، مدير مركز بغداد للرؤية والدرسات بتغريدة على حسابه في تويتر، أن "قاتل الهاشمي سيُعدم ولكن لم يتم الكشف عن الجهة التي أعطته الأوامر"، معتبراً أنه "هنا يكمن السر الأهم".

كما طالب آخرون كذلك بمعرفة الجهة التي حثت هذا الضابط على قتل الخبير الذي كان ذائع الصيت في البلاد.

لكن من هو الكناني؟

عمل الكناني البالغ 36 عاماً، والمنتمي الى القوات الأمنية منذ العام 2007، قبل اعتقاله ضابطاً في وزارة الداخلية.

وإثر اعتقاله، أفاد مصدر أمني بأنه كان مرتبطاً بكتائب حزب الله العراقي، وهو فصيل مسلّح من ضمن فصائل الحشد الشعبي الموالية لإيران

فيما بثّ التلفزيون العراقي "اعترافاته" بالضلوع في هذا الاغتيال الذي صدم البلاد، في يوليو 2021، خلال رئاسة مصطفى الكاظمي للحكومة.

وأقر الضابط الموقوف في التسجيل الذي بث حينها بأنه أطلق أربع إلى خمس رصاصات على الهاشمي الذي كان يهم بالنزول من سيارته، من مسدسه الحكومي، بعد أن تعطلت بندقيته!

إلا أنه لم يكشف السبب وراء جريمته، أو الجهة التي تقف خلفه أو التي دفعته لارتكابها.

برصاصات أمام منزله

يشار إلى أن الهاشمي كان اغتيل في 2020 بإطلاق نار أمام منزله في العاصمة العراقية من قبل مسلحين كانوا يستقلون دراجة نارية.

وبعد عام على الاغتيال، أعلن الكاظمي القبض على المتهّم الرئيسي،

وكان الخبير الشهير يقدّم استشارات لشخصيات سياسية عراقية وتولى وظائف استشارية لبعض الأجهزة الأمنية المحلية.

كما أيّد الهاشمي التظاهرات التي شهدها العراق في تشرين الأول/أكتوبر 2019، والتي ندّد فيها المتظاهرون بالفساد في البلاد وبالنفوذ الإيراني، وطالبوا بتغيير النظام السياسي. وقد أثار اغتياله صدمةً في كافة أرجاء البلاد، وتنديداً من الأمم المتحدة وعواصم غربية.

وتعرّضت الحركة الاحتجاجية للقمع الشديد وتلتها عمليات اغتيال وخطف ومحاولات قتل استهدفت العشرات من الناشطين.

فيما أفاد تقرير صادر عن بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق في حزيران/يونيو الماضي 2022، أن "الإفلات من العقاب" لا يزال مستمراً في ما يتعلّق بالهجمات التي استهدفت متظاهرين وناشطين ومنتقدين لـ"عناصر مسلحة وجهات سياسية" تنسب إليها الهجمات.

كما لاحظ التقرير أنه في حين "يتم تنفيذ معظم الجرائم بدون الكشف عن هوية الجناة"، فإن "المعلومات تشير إلى أن المحتجزين والمدانين قد ينتمون إلى جماعات مسلحة معروفة تعمل خارج سيطرة الدولة".