يوما بعد الآخر تثبت النجمة العالمية ميريل ستريب أنها واحدة من أفضل نجوم السينما الأمريكية بقدرتها على تجسيد مختلف الأدوار، وأن تقدم العمر لا يقف عائقا أمام موهبة الفنان للمشاركة فى أعمال سينمائية متميزة، وهو ما أثبتته فى فيلمها السينمائى الجديد «ريكى وفرقة فلاش» Ricki and The Flash الذى عرض فى افتتاح الدورة الـ37 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى.

تجسد ميريل ستريب فى الفيلم شخصية «ريكى» المرأة التى هجرت زوجها وأولادها الثلاثة لتحقق حلمها فى أن تصبح مطربة روك شهيرة خصوصا أنها تعشق الغناء، إلا أن الأمر ينتهى بها إلى أن تصبح امرأة مفلسة، وتغنى فى ملهى ليلى صغير بأحد الأحياء مع فرقتها «فلاش» وتعمل أيضا فى سوبر ماركت لتدبر مصاريف معيشتها، وتفاجئ ذات يوما بأن زوجها السابق «بيتى» ويجسد دوره كيفين كلاين ووالد أبنائها – بنت وولدان- يتصل بها ويخبرها بأن ابنتها «مامى جامر» أو «جولى» تعانى من اكتئاب حاد، بعد أن فشلت زيجتها وهجرها زوجها من أجل الزواج بامرأة أخرى، ويطالب «بيتى» بأن تأتى لتحاول إخراج ابنتها من الحالة النفسية السيئة، وتقرر «ريكى» السفر إلى بيت العائلة لتلتقى أفراد أسرتها بعد سنوات من رحيلها.

وتنجح ريكى إلى حد ما فى أن تساعد ابنتها لتمضى قدما فى حياتها وتنسى زوجها السابق، إلا أن الأمور تتغير مرة أخرى بعد وصول زوجة بيتى الحالية وتجبرها على أن تترك المنزل وتتركهم وشأنهم، لتعود ميريل ستريب مرة أخرى إلى فرقتها الغنائية، وتجدد علاقتها بصديقها «جريج» أو ريك سبيرينجفيلد، وتدخل معه فى علاقة عاطفية، لكنها تعود مرة أخرى إلى عائلتها الأولى لحضور حفل زفاف ابنها، وتقدم له أغنية هدية الحفل. قصة الفيلم الذى تبلغ مدته 100 دقيقة بسيطة، ويتضمن العديد من الأغانى التى تقدمها ميريل ستريب لتفكرنا بأجواء فيلمها الشهير «ماما ميا» Mamma Mia الذى قدمته عام 2008، لكنه فى الوقت نفسه ملىء بالمشاهد المؤثرة التى قدمتها ببراعة ستريب ذات الـ66 ربيعا منها مشهد حميمى مع «جريج» عقب عودتها إليه، بعد أن طردتها زوجة «بيت» ويلخص المشهد مدى احتياجها إلى نسيان آلامها ومعانتها كأم تترك أولادها.

وتألقت ميريل فى تجسيد دور مطربة الروك فى أحد الملاهى الليلية، حيث كانت ترقص وتغنى وكأنها شابة فى العشرين من عمرها، وملأت خشبة المسرح حيوية وانطلاق، كما كانت ملابسها التى ارتدتها فى الفيلم موفقة للغاية وتتناسب مع الشخصية التى جسدتها بالعمل. ورغم بساطة الفيلم فإنه تضمن رسائل سياسية ضمنية، منها السخرية من اختيار باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، حيث قالت ضمن أحداث العمل بشكل ساخر: كلنا نعرف ماذا حدث فى 2008 ومن الذى فاز برئاسة أمريكا، وأيضا أشار الفيلم إلى الخسائر التى تحملتها أمريكا فى حرب فيتنام، حيث فقدت ميريل ستريب ضمن أحداث العمل شقيقها الوحيد، وجاء المشهد ليعبر عن مدى حزنها لرحيل شقيقها عندما أشعلت شمعة أمام صورته.

ويضم الفيلم 3 شخصيات سينمائية سبق أن نالت جوائز الأوسكار أولها ميريل ستريب، صاحبة الرقم القياسى فى الترشيح لأوسكار التمثيل، حيث رشحت 19 مرة، وفازت بها 3 مرات فى أعوام 1980 و1983 و2012، وأيضا نال مخرج العمل «جوناثان ديمى» أوسكار الإخراج عن فيلمه الشهير «صمت الحملان»، وكذلك نالك كاتبة السيناريو «ديابلو كودى» جائزة أوسكار أحسن سيناريو عن فيلم «جونو» عام 2007، وكان السيناريو الأول الذى تكتبه فى حياتها. وأجاد مخرج العمل اختيار شخصيات الفيلم، خصوصا مع «مامى جامر» التى جسدت دور ابنة ميريل ستريب، وهى ابنتها فى الحقيقة أيضا.