من جديد يعود النجم آل باتشينو ليبهرنا بأدواره من خلال فيلم «دانى كولينز» Danny collins الذى عرض فى قسم مهرجان المهرجانات ضمن فعاليات الدورة الـ37 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى. الفيلم مستوحى من قصة حقيقية، حيث يجسد آل باتشينو دور مطرب كبير فى السن «دانى كولينز» وهو نجم موسيقى الروك فى السبعينيات من القرن الماضى، ومدمن للهيروين وشرب الخمر ويرتبط عاطفيا بفتاة فى العشرينيات من عمرها، وما زالت حفلاته تحقق نجاحا كبيرا، حيث يعيد غناء أغنياته الشهيرة التى قدمها فى شبابه.
أداء آل باتشينو فى العمل يحمل طابع التوازن، وكأنه يمسك بورقة وقلم ليرسم أدق تفاصيل الدور، فهو يجسد دور مطرب ذى ثراء فاحش، لكنه غير سعيد فى حياته ويشعر بأنه ضائع فى زحام الحياة رغم ثروته وشهرته، لكنه أيضا ليس عابس الوجه فهو منطلق ويسخر من كل شىء وكثيرا ما يطلق النكات ويتمتع بروح الدعابة. وفاجئنا آل باتشينو بقدرته على تقديم أغنية روك ضمن أحداث العمل، رغم أنه كان متخوفا بشدة من ذلك الأمر، وهو ما أعلنه بنفسه فى أحد العروض الخاصة بالعمل، فنجم السينما الأمريكية تحدى نفسه بهذا الدور، ووافق على تقديم الأغنية لأن وجودها أساسى وضرورى لإقناع المشاهد.
ورغم أن آل باتشينو يجسد دور شخصية عبثية تعيش الحياة كما هى، فإن هناك الكثير من المواقف الإنسانية فى العمل، منها فى ربع الساعة الأول من الفيلم والذى يفاجأ خلاله بهدية يقدمها له مدير أعماله عبارة عن خطاب كتبه الأسطورة «جون لينون» فى السبعينيات يشيد فيها بألبومه الغنائى الأول وطريقته فى الغناء والموسيقى، ويطلب منه الاستمرار فى ذلك. الخطاب لم يصل فى وقتها إليه، كما أن دانى لم يحافظ على طريقته فى الغناء، بل اتجه لتقديم أغان مضمونة النجاح والتى تعجب الجمهور، والتى حققت له ثروة ضخمة لكن بدون سعادة حقيقية. وقرر دانى تغيير حياته ليترك حبيبته الشابة التى تخونه، ويذهب لإصلاح خطأ ارتكبه منذ 3 عقود، عندما ترك زوجته حاملا وذهب ليبحث عن الشهرة، لكن الزوجة توفيت وتركت شابا ناضجا لديه زوجة وابنه صغيرة، ورغم صعوبة المواجهة فإنه ينجح فى استعادة الجو الأسرى من جديد.
أحداث الفيلم تشهد تقلبات سريعة فى شخصية دانى كولينز، فهو الرجل العجوز المرح، ثم المكتئب، ونراه سخيا مع الآخرين وفى نفس الوقت مدمنا للهيروين، والضائع والمتفائل، والمقاتل للبحث عن حياة جديدة، وأيضا الخائف المرتبك الذى يخشى من التغيير والعاجز عن تقديم أغنية واحدة جديدة من تأليفه طوال 40 عاما. رسالة جون لينون إلى دانى كولينز كانت ستغير كثيرا فى حياته لو وصلته فى الوقت المناسب، ولكن نجم الروك ورغم إدراكه لهذه الحقيقة فهو يدرك أيضا حقيقة أخرى هى أنه، دائما، الوقت لا يفوت وما زالت هناك فرصة للتغيير.
والفيلم من إخراج دان فوجيلمان وسيناريو ستيف يلدين، ويشارك فى بطولته انيت باننج وبوبى كانفال وجينفر جارنر وكريستوفر بلامر وكاترينا كاس وجيزيل ايسنبرج.