أفاد مراسل "العربية" أن الانتحاريين اللذين أعلن عنهما الإدعاء الفرنسي أحدهما ولد في سوريا ويحمل جواز سفر سوري عليه ختم من الأمن العام في اليونان في أكتوبر، بينما ولد الآخر في باريس ويدعى سامي اميمور وهو فرنسي يبلغ 28 عاماً، ولد في الضاحية الباريسية وكان معروفا لدى أجهزة مكافحة الارهاب منذ العام 2012، وصدرت بحقه مذكرة توقيف دولية منذ العام 2013.

وقالت أسرة سامي اميمور لوكالة فرانس برس انه ذهب إلى سوريا في العام 2013.

وبالكشف عن هوية هذين الانتحاريين يرتفع عدد المشتبه بهم إلى 5 انتحاريين متهمين في اعتداءات باريس الدامية.

وأضاف أن السلطات الفرنسية قامت بـ150 عملية مصادرة شملت وثائق وأسلحة وعناصر مادية تساعد في سير عملية التحقيقات للوصول إلى مرتكبي هجمات باريس.

وأكد مراسلنا في باريس أن السلطات الفرنسية بدأت بالفعل تطبيق وقف العمل بـ"شنغن" لمدة شهر، ومن يريد دخول فرنسا عليه استخراج تأشيرة فرنسية.

جاء ذلك بعدما أعلن مدعي باريس، أمس الأحد، تحديد هوية انتحاريين فرنسيين اثنين آخرين شاركا في اعتداءات باريس الجمعة، وذلك بعد تحديد هوية انتحاري هاجم قاعة باتاكلان السبت.

وقال فرنسوا مولان في بيان إن هذين الشخصين كانا يقيمان في بلجيكا، لافتا إلى أن أحدهما (20 عاما) هو "منفذ إحدى الهجمات الانتحارية التي ارتكبت قرب استاد فرنسا"، والثاني (31 عاما) هو من فجر نفسه في بولفار فولتير بشرق باريس.

يذكر أن الانتحاري الفرنسي الأول الذي حددت هويته هو عمر إسماعيل مصطفوي (29 عاما).
إبراهيم وصلاح ومحمد عبدالسلام.. الأشقاء الثلاثة

وفي إطار التحقيقات الجارية، تشير المعلومات إلى ضلوع مجموعة بلجيكية موقعها في منطقة مولنبيك القريبة من العاصمة بروكسل. فقد توجهت أنظار المحققين الفرنسيين إلى 3 أشقاء فرنسيين قطنوا في بلجيكا هم إبراهيم وصلاح ومحمد عبدالسلام.

وفي التفاصيل بحسب صحيفة "لو موند الفرنسية"، فإن إبراهيم عبدالسلام هو الانتحاري الذي فجر نفسه عند بولفار فولتير الباريسي. أما شقيقه صلاح البالغ من العمر 26 عاماً الذي كان متواجداً في باريس يوم الاعتداءات، فقد صدرت بحقه في بلجيكا مذكرة توقيف دولية، وهو الذي استأجر سيارة البولو السوداء التي وجدت بالقرب من مسرح باتاكلان.

أما المفاجأة فكانت أن صلاح تم تفتيشه السبت من قبل الشرطة دون توقيفه لأن الشرطة لم يكن لديها أي معلومات بعد عن شقيقه، كما أن سجله كان نظيفاً. وقد عممت الشرطة الفرنسية صورته، طالبة ممن يملك أي معلومات عنه الاتصال برقم للطوارئ. وقامت بنشر صوره عبر مواقع التواصل الإجتماعى، وأهابت بكل من لديه معلومات عنه تسمح بتحديد مكانه بالاتصال بها على الفور، ونبهت المواطنين إلى أنه شخص خطر ويجب عدم التعرض له.

يذكر أن صلاح عبد السلام من مواليد 15 سبتمبر 1989 في العاصمة البلجيكية بروكسل.


وبالنسبة للأخ الثالث محمد، فلا يزال قيد التوقيف في بلجيكا، ولا تزال التحقيقات معه جارية بغية الكشف عن المزيد من الخيوط.
"شبكة في بلجيكا"

من جهتها، كشفت النيابة البلجيكية عن أن اثنتين من السيارات التي استخدمها منفذو هجمات باريس استؤجرتا في بلجيكا، وأضافت أن فرنسيين أقاما في بروكسل بين منفذي الاعتداءات في باريس، أحدهما في حي مولنبيك تحديداً، و"قتلا" في موقع الهجمات، مضيفة أنه تم توقيف 7 أشخاص في بلجيكا منذ السبت في إطار الشق البلجيكي من التحقيق في الاعتداءات.

وفي هذا السياق قالت رئيسة بلدية "مولنبيك - سان - جان" في منطقة بروكسل فرنسواز شيبمانس، خلال نقاش على التلفزيون العام البلجيكي "يمكن اعتبارها شبكة" من غير أن توضح ما إذا كانت التوقيفات جرت بشكل متزامن أو بعد عمليات التوقيف الأولى التي أعلن عنها حيث تم اعتقال 3 أشخاص مشتبه بهم على الحدود مع بلجيكا.

وكانت الشرطة الفرنسية عثرت داخل سيارة من نوع سيات سوداء اللون في ضاحية مونتروي MONTREUIL شرق باريس على رشاشات كلاشينكوف التي استخدمت في الاعتداءات، وقال مراسل "العربية" إن لوحة السيارة بلجيكية.

وكان شهود أفادوا عن سيارة سيات سوداء استخدمها المهاجمون في ثلاثة من مواقع الاعتداءات ضد حانات ومطاعم ليل الجمعة في شرق باريس.

وأفادت مصادر في الشرطة الفرنسية أنه تم العثور ليل السبت على السيارة في حي هادئ في مونتروي بالضاحية الشرقية للعاصمة.

وأكد شاهد خلال عملية الشرطة أنها "كانت سيات سوداء، بلوحات بلجيكية".

كما عثر على سيارة أخرى، وهي فولكسفاغن من طراز بولو ومسجلة في بلجيكا أيضا، بالقرب من قاعة باتاكلان، وقد استأجر السيارة فرنسي مقيم في بلجيكا. وقال أحد سكان مونتروي طالبا عدم كشف هويته "قرع جرس الشقة ليل السبت وكانت الشرطة طلبوا منا إخلاء الشقق" لأن "هناك خطر حصول تفجير". وأشار إلى أن الشرطة حطمت نوافذ السيارة وأخرجت منها بندقيتي كلاشينكوف وأجهزة شحن.
حي شعبي غرب بروكسل

من جانبه قال رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل، إنه يُعتقد أن شخصا واحدا على الأقل من هؤلاء المعتقلين في قلب حي مولنبيك كان قد أمضى مساء يوم الجمعة في باريس حيث جرى التحفظ على سيارتين مسجلتين في بلجيكا على مقربة من بعض الأماكن التي شهدت عنفا بما فيها قاعة باتاكلان.

ويقع حي مولنبيك غربي بروكسل، ويضم هذا الحي الشعبي نسبة كبيرة من السكان المتحدرين من أصول مهاجرة، واقام فيه منذ عشرين عاما منفذو عدد من الاعتداءات الإرهابية منهم منفذ اغتيال القائد مسعود في افغانستان عام 2001 ومهدي نموش المسؤول عن المجزرة في المتحف اليهودي في بروكسل التي اوقعت اربعة قتلى في مايو 2014.

وكان المدعي العام الفرنسي قد قال إن سيارة استأجرها فرنسي مقيم في بروكسل من بلجيكا لها علاقة بهجمات ليل الجمعة في باريس، وتم توقيفها في وقت مبكر من صباح السبت على الحدود مع بلجيكا.

وقال مكتب المدعي العام البلجيكي في بيان أمس، إنه فتح تحقيقا يتعلق بمكافحة الإرهاب بعد هجمات في باريس أودت بحياة 129 شخصا.

وأكد المدعي العام أيضا أن الشرطة اعتقلت عدة أشخاص في عملية لا تزال مستمرة في أحد أحياء بروكسل.

وحث رئيس الوزراء البلجيكي مواطنيه على عدم السفر لباريس إلا لضرورة ملحة.