كشف رئيس الأوقاف الجعفرية سماحة الشيخ محسن آل عصفور أن الإدارة شرعت في إعادة النظر في أسعار تأجير الأراضي الوقفية المؤجرة بثمن بخبس وبعقود يمتد بعضها لمدد طويلة، مؤكداً على حق الأوقاف في طلب تعديل أثر عقود الإيجار إلى المبلغ المناسب للسوق (أجرة المثل)، وذلك في إطار استراتيجية الإدارة لحفظ حقوق الوقفيات ووقف استغلال وانتفاع عقارات الأوقاف وهو الأمر الذي يمثل أحد التوجهات الأساسية للإصلاح الشامل في الإدارة.
وأشار آل عصفور إلى أن مجلس الأوقاف الجعفرية أقر اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لاسترجاع المباني التي تم تأجيرها بثمن بخس وجميع العقارات التي لم يتم تجديد عقود ايجارها والاراضي المستولى عليها باستغلال شخصي دون عقود إيجار نظراً لضعف الرقابة في فترات سابقة، موضحاً أن هناك العديد من النصوص القانونية الواضحة التي تجيز تصحيح وضع إيجار العقارات الوقفية بما يتناسب مع سعر السوق، خصوصاً إذا نتج عن العقد غبن فاحش للدولة أو لغيرها من الأشخاص الاعتبارية العامة جاز للمغبون أن يطلب تعديل التزام الطرف الآخر بما يرفع عنه الفحش في الغبن " وكذلك استناداً إلى قانون الإيجارات الجديد الذي يكفل حقوق المؤجر والمستأجر على نحو عادل.
وأكد رئيس الأوقاف الجعفرية– خلال زيارة قام بها صباح اليوم (الثلاثاء) لأربع قرى في منطقة سترة (سفالة، القرية، واديان، الخارجية) بحضور القائم بأعمال مدير عام إدارة الأوقاف الجعفرية السيد عبدالله الشيخ الجزيري وعدد من مسئولي الإدارة- على الدور المحوري الذي يجب تضطلع به الأوقاف في تنمية المجتمع عبر إقامة المشاريع الاستثمارية ذات التأجير الأمثل وبما يمثل العائد الأعلى على الجهات الموقوف عليها.
وشملت الجولة الميدانية زيارة مأتم منطقة (سفالة) للرجال (مأتم العصفور) بحضور رئيس المأتم أحمد عبدالنبي العصفور حيث أطلعت إدارة المأتم رئيس الأوقاف على الحريق الذي أتى على المأتم، حيث أكد رئيس الأوقاف على إعادة تأهيل المأتم بما يحقق طموح الأهالي، ومن ثم قام رئيس ووفد إدارة الأوقاف بزيارة مأتم منطقة القرية القديم للرجال بحضور رئيس المأتم محمد علي عمران وأعضاء مجلس الإدارة واطلع على مشروع إعادة بناء المأتم، موجهاً إلى أهمية أن يستثمر المشروع المساحة الإجمالية للأرض وبما يحقق القدرة الاستيعابية القصوى، كما شملت الجولة زيارة أرض مقبرة واديان بحضور الأستاذين سند الماقنة ومحمد مرهون الستري ممثلين عن جمعية الذكر الحكيم (فرع سترة) ومركز الغدير، فضلاً عن زيارة جامع الخارجية الكبير الذي يعد واحداً من الجوامع الرئيسية التي شيدت على نفقة المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية واختتمت الجولة بزيارة مسجد المرحوم العلامة الشيخ عبدالله الستري.
وأوضح آل عصفور أن الأوقاف تعمل على حصر احتياجات المناطق للمساجد والمآتم والمشاريع التنموية، كما أن الإدارة تعكف حالياً على مراجعة أوضاع كافة العقارات الوقفية والعمل على تصحيحها واستثمارها بالشكل الأمثل مجدداً بما يعود بالنفع على أهالي المناطق المجاورة لها.
من جانبهم عبّر رؤساء المآتم والحسينيات عن تقديرهم لزيارة رئيس الاوقاف وحرصه على التواصل المباشر والميداني للوقوف بشكل مباشر على الاحتياجات والتحديات، مثمنين خطة الإدارة في النهوض بالخدمات المقدمة على كافة المستويات، آملين أن يثمر التعاون مع إدارة الأوقاف في تعمير دور العبادة واستثمار العقارات الوقفية في تنفيذ مشاريع استراتيجية ونوعية لخدمة الأهالي وتنمية العائدات الوقفية.