كتب - موسى عساف:
الفيلم البحريني «أطفال الجنة» لمخرجه الشاب مهدي رفيع جائرة أفضل فيلم في مهرجان الأفلام القصيرة للشباب العربي (Red Carpet) في نسخته الثالثة، إضافة إلى جائزة أفضل إخراج، في حين توزعت باقي الجوائز على البحرين والإمارات ومصر، حيث حصل الممثل البحريني الشاب علي مشعل على جائزة أفضل ممثل عن فيلم «المرآة»، والفيلم البحريني «انعكاس» على جائزة أفضل صوت، فيما حصل الفيلم المصري «سكر ولاد» على جائزة أفضل سيناريو، وأخيراً الفيلم الإماراتي «مكتوب» حصل على جائزة أفضل تصوير.
المهرجان الذي اختتمت فعالياته مساء أمس في سينما «البحرين ستي سنتر» تحت رعاية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، والذي أناب عنه سعادة وزير الرياضة والشباب هشام الجودر، وبحضور وزير الإعلام عيسى الحمادي، شهد عرض الأفلام الأربعة المرشحة لجائزة أفضل فيلم وهي؛ المصري «سكر ولاد» والكويتي «الانطباع الأول» والبحريني «انعكاس» وفيلم «أطفال الجنة».
وقال رئيس لجنة التحكيم، المخرج بسام الذوادي، في كلمة له إن هناك حاجة لتوجيه الطاقات الشابة العاملة في مجال صناعة الأفلام، حيث لوحظ أن عدد المخرجين يفوق عدد العاملين في صناعة الشباب، مؤكداً أن هناك إمكانات شبابية في كل مجالات العمل؛ كتابة، تصوير، إضاءة، ماكياج، يجب التركيز عليها وتنميتها.
من جانبه أكد عضو اللجنة صالح ناس أن مهرجان هذا العام شهد نكهات مختلفة، بحرينية خليجية عربية، وهو ما انعكس كحوار بين الشباب العربي كعمل إبداعي أخرج هذا الكم من الموضوعات المختلفة، مشيراً إلى أن مثل هذه المهرجانات هي البداية لصناعة السينما في البحرين.
أما عضو اللجنة، ايفا داود، فقد رأت أن الأفلام المشاركة امتازت بالجرأة في طرح الموضوعات، مؤكدة على ضرورة أن مثل هذه المواهب بحاجة إلى صقل للوصول إلى هويتها الحقيقية في عالم صناعة السينما.
الجودر.. برامج لصقل المواهب
وفي تصريح خاص بـ «الوطن» أعرب وزير الشباب والرياضة، هشام الجودر، عن سعادته بما شاهدته من أعمال إبداعية، خصوصاً ما تميز به الشباب البحرين، مؤكداً أن هذا الإبداع ما كان له أن يتحقق على أرض الواقع إلا من خلال العزيمة والإصرار لدى الشباب على العمل وتفجير طاقاتهم الإبداعية.
وتمنى الجودر أن يستمر جميع الشباب، سواء من فاز أو من لم يفز، بالمشاركة في هذا المهرجان وغيره من المهرجانات، لأن لديهم إمكانات ذاتية كبيرة، ويمكن أن يعول عليهم ليكونوا لبنة أساسية في صناعة السينما البحرينية، وباستطاعتهم من خلال هذه الأعمال نقل رسالتهم وأفكارهم إلى العالم.
وأشار الجودر إلى أن وزارة الشباب والرياضة تعمل ضمن برنامج خاص لدعم الموهوبين في مجال صناعة الأفلام، مشيراً إلى أن المشاركين البحرينيين في المهرجان قد استفادوا من ورش العمل والدورات التدريبية التي أقامتها الوزارة من خلال المركز الإعلامي، وهي دورات في الكتابة والإخراج والتصوير وعمل الماكياج.
وعن التعاون القائم مع وزارة الإعلام في مجال دعم المواهب الشبابية، أشار الوزير إلى أن هناك تنسيقاً كاملاً بين وزارتي الشباب والرياضة والإعلام في مجال دعم المواهب البحرينية الشابة، مشيراً إلى إمكانية أن يكون هؤلاء الشباب هم الكوادر التي تبنى عليهم صناعة السينما البحرينية مستقبلاً، ونوه الجودر إلى أن الشباب استطاعوا أن يخلقوا قنواتهم الخاصة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وبالتالي فقد استقطبوا جمهوراً مهماً.
وعن برامج الوزارة في دعم الشباب، أشار الجودر إلى أن هناك العديد من البرامج والفعاليات التي تقيمها الوزارة، إضافة إلى مهرجان السينما، تهدف إلى تنمية وصقل المواهب البحرينية، وفي هذا الصدد أشار الجودر إلى أن هناك برامج خاصة بالعلوم ودعم الاختراعات والأفكار الشبابية واحتضان أصحابها، إلى جانب الأنشطة الاجتماعية والثقافية والشبابية المختلفة، وأن هذه البرامج تتم من خلال ما يزيد عن 36 مركزاً شبابياً و23 نادياً رياضياً.
الحمادي.. كشف المواهب
أما وزير الإعلام، عيسى الحمادي، فأشار في تصريح خاص بـ «الوطن» إلى أن مهرجان هذا العام كشف عن إمكانات شبابية كبيرة في مجال صناعة السينما، والتي يكن دعمها ورعايتها لتكون قادرة على صناعة سينما بحرينية حقيقية، مؤكداً أن وزارته تعمل على استقطاب الطاقات الشبابية مستشهداً بالقسم الإبداعي في وزارة الإعلام والذي يقوم عليه مجموعة من الشباب البحريني المبدع والقادر على إدخال أفكار جديدة في المحتوى الإعلامي الذي تبثه من خلال قنواتنا المختلفة.
وعن إمكانية تقديم دعم خاص للشباب في مجال العمل الدرامي، أشار الوزير أن أمام الوزارة اليوم تحدياً كبيراً في مجال الإنتاج الدرامي يتمثل في ضعف الميزانيات المخصصة، ولكننا سنسعى لإيجاد حلول هذا الأمر، لأن البحرين بالفعل تزخر بإمكانات ومواهب كبيرة يجب الاستفادة منها حالياً ومستقبلاً، لتكون ممثلاً قادراً على إبراز العمل الدرامي البحريني، والذي له تاريخ طويل من التميز.
ونوه الوزير إلى أنه ورغم قلة الإمكانات المالية فقد بدأنا بالفعل الاستفادة من المواهب الشابة من خلال إشراكهم في أعمال فنية «جرافيك»، والتي تشاهدنها الآن على شاشة التلفزيون، وهناك قنوات تعاون مفتوحة مع جامعة البحرين ووزارة الشباب والرياضة، حيث يمكن من خلالهم استقطاب المواهب الشابة وإعطائها الفرصة الحقيقية للإبداع وتقديم أفكارهم ومواهبهم.
ملك.. الاستفادة من المواهب
الفنان البحريني عبدالله ملك أشار إلى أن ما شاهده في المهرجان يمكن أن يتطور إلى الأفضل إذا تم رعاية المواهب الحقيقية وبشكل جدي، منوهاً إلى أن ما رآه من أفلام هي في مستوى واحد ولا يوجد تمايز كبير بينها، مؤكداً أن المجال الفني يعتمد على المختلف والمغاير والمبدع، في حين أن بعض الشباب استسهل العمل وبالتالي لم يرتق عمله إلى المستوى المطلوب.
وعن الجهات التي يجب أن تدعم المواهب الفنية، أشار ملك إلى الجهد الكبير الذي تبذله وزارة الرياضة والشباب في هذا المجال، منوهاً إلى أن مؤسسات أخرى ذات صلة أكبر في هذا المجال يجب أن تبادر وتدعم المواهب الشبابية مثل وزارة الإعلام وهيئة الثقافة ونادي السينما والمسارح الأهلية، لأن هؤلاء هم من يقع عليه واجب دعم وصقل وتنمية المواهب الفنية.
رفيع.. القدرة على المنافسة
مهدي رفيع مخرج فيلم «أطفال الجنة» الفائز بجائزتي «أفضل فيلم» و»أفضل إخراج» تمنى على الجهات الرسمية تبنى المواهب الشابة في مجال صناعة السينما، وتذليل العقبات التي تعرقل تقدمهم، منوهاً إلى أنه إضافة إلى الدعم المادي هناك حاجة لعمل ورش عمل ودورات تدريبية على مدار العام في مجالات العمل السينمائي، لأن المواهب الشابة بحاجة إلى المزيد من الصقل والاهتمام، حتى تكون ممثلة لمملكة البحرين في مختلف المهرجانات العربية والعالمية، ولديها القدرة على المنافسة إذا توفرت لها الإمكانات
وتمنى رفيع أن تقوم الجهات المختصة بدراسة إنشاء أستوديو مصغر للشباب حتى يمارسوا فيه هواياتهم وإبداعاتهم، وتذليل العقبات التي تواجه الشباب أثناء عملهم والمتمثلة في صعوبة الحصول على تراخيص تصوير في المؤسسات الرسمية، وهو ما يعطل العمل.
سعدون.. أفضل مخرج
المخرج المصري محمد سعدون، والفائز بجائزة أفضل مخرج عن فيلمه «سكر ولاد» أبدى سعادته بالمشاركة في المهرجان، وقدم الشكر الجزيل لكل العاملين على إنجاحه، مشيراً إلى ضرورة الاهتمام بالمواهب الشابة في مجال صناعة السينما،
وقال إن هذا المهرجان شهد العرض الثاني لفيلم «سكر ولاد»، مبدياً سعادته بزيارة البحرين، حيث لمسنا كل اهتمام من القائمين على المهرجان، وكان فرصة جميلة للتعرف على البحرين وعلى زملائنا العاملين في مجال إنتاج الأفلام القصيرة، حيث تبادلنا الخبرات والأفكار.
الشباب بحاجة إلى دعم من كافة المؤسسات الحكومية والأهلية والاهتمام بصناعة الأفلام القصيرة، لأن مخرج الفيلم القصير هو في الغد سيكون مخرج أفلام روائية طويلة قادرة على العمل في المستقبل. ورغم قلة الإمكانات نصنع أفلاماً تشارك في مهرجانات وتحقق جوائز. يذكر أن مهرجان (Red Carpet) للأفلام الشبابية القصيرة يقام ضمن فعاليات المنامة عاصمة الشباب العربي ويهدف إلى فتح مجال صناعة الأفلام بالدول العربية، وتنمية الجانب الإبداعي لدى المشاركين في مجالات التصوير والإخراج والإنتاج الإعلامي، وحث الشباب على روح المنافسة، وتشجيع الشباب على التعبير عن آرائهم من خلال إنتاج فيلم قصير، والاهتمام بإنشاء جيل قادر ومتمكن إعلامياً على المستوى العالمي، وتنمية العلاقات بين المشاركين من الدول المشاركة وتعزيز التبادل الثقافي.