ضرت المستشارة الإعلامية لرئيس النظام السوري، الدكتورة بثينة شعبان، حفل تكريم بعض الفنانين والإعلاميين الموالين، وشاركت في الوقوف على منصة التكريم مصافحة الذين تم منحهم شهادات تكريم أو سوى ذلك. ورافقها في حضور الاحتفال والوقوف على منصة تكريم الفنانين والإعلاميين الموالين للأسد، الفنان دريد لحام.
الاحتفال أصلا، دعت إليه وزارة الإعلام السورية، بحضور وزير إعلام نظام الأسد عمران الزعبي. ولم يعرف سبب حضور مستشارة الأسد الدكتورة شعبان، خصوصا أن عمران الزعبي قد تحدث للمكرّمين الموالين بأن الأسد حمّله هو- لاهي- رسالة إلى الحاضرين فنقل إليهم الوزير بأن الأسد "يوجه إليهم تحياته"، وأنه يهنئهم من قلبه "على الجوائز التي حازوها". كما نقلت وكالة الإعلام الرسمية "سانا".
احتفالات بتكاليف رسمية رغم انهيار الليرة ودمار الاقتصاد
وكانت المناسبة لتكريم بعض الفنانين والإعلامين الموالين لنظام الرئيس السوري، هي الاحتفال بنيلهم جوائز من خارج سوريا، على بعض الأعمال. إلا أنه لوحظ ارتباك في الاحتفال، بسبب "عدم تلقائيته" من جهة، كما ألمح البعض، وكذلك بسبب "تجاهل المنظمين والمكرَّمين" لما تمرّ به البلاد التي تعاني من الموت والدمار والخراب بسبب حرب الأسد، وكذلك تحتشد في سمائها "تقريبا كل الطائرات العسكرية للدول التي تشكل مجلس الأمن الدولي" كما قال بعض المنتقدين لمثل هكذا احتفال "يريد منح الانطباع المبكر بالانتصار" فأرسل الأسد مستشارته، ودُعي دريد لحام بصفته "الفنان المخلص للخط". فظهرت على وجهيهما، كما تظهر الصور الملتقطة، ابتسامات عريضة وواثقة.
وقامت الدكتورة بثينة شعبان، بمصافحة من تم تكريمهم وتهنئتهم والتقاط الصور التذكارية معهم، ووقف إلى جانبها الفنان دريد لحام وصافح المكرمين ناقلا إليهم تهنئته بتلك الجوائز وذلك التكريم.
وعلم في هذا السياق أن هذا الحفل لتكريم "فناني وإعلاميي" النظام السوري، استُثمِر للتعبير عن "ولاء المكرّمين" للرئيس الأسد، وقام بعض ممن تم تكريمه بإهداء "تكريم وزارة الإعلام إلى سورية وقائدها وجيشها". كما ورد في "سانا" التي نقلت تفاصيل الخبر.
واستغربت أوساط متابعة، كيف يتم إقامة حفل غنائي ايضاً، ليتخلل احتفال تكريم المُوالين، بينما ملايين النازحين المهجرين السوريين تبيت في العراء أو لاتجد غطاء في هذا البرد القارس. وأنه لو كان هناك مايبرر لنظام الأسد بتكريم أنصاره، فأي مبرر له بإقامة حفل غنائي ترعاه وزارة إعلامه وتحضره مستشارته الإعلامية التي لن يكون حضورها "بمطلق الأحوال" إلا حاملاً "لصفة رسمية" في شكل ما؟.
مصادر رجحت أن الأسد يريد منح الانطباع "المزوّر" لأنصاره بأنه لايزال قويا وأن "ثمة من لايزال يناصره ويواليه" وأنه يعتمد "على نخبة تلفزيونية" لاتعكس حقيقة الشارع. كما عبر أحد منتقدي الاحتفال، والذي سمّاه بـ"احتفال مطار كويرس" لأن الحاضرين وبكلماتهم التي قالوها تحدثوا "بانتصار يقف على الباب" ووجهوا رسائل غير مباشرة "للآخرين" بأن "يتوبوا" ويرجعوا كما شدّد وزير إعلام الأسد على "الثأر" في كلمته التي طالب فيها بوقوف إعلاميي مؤسسته إلى "جانب المؤسسة العسكرية".
يذكر أن الحفل كرّم أيضا بعض الفنانين من خارج المناسبة التي أعلنها المنظمون، كالفنان رفيق سبيعي الذي اعتبر التكريم "حوافز للوصول الى الأجمل والأقوى". بينما قام الفنان أيمن رضا "بتثمين جهود وزارة الإعلام" على تكريم الفنانين والإعلاميين.
يشار إلى أن "سانا" لم توزّع صورا للمستشارة الإعلامية للأسد وهي على طاولة الطعام مع المدعوين. بل اكتفت بعرض الصور التي تظهر فيها شعبان وهي تسلم الجوائز وتصافح أصحابها. واكتفت الوكالة الرسمية، بنشر الفيديو الذي تضمّن لقطات لشعبان على المائدة.