قالت الممرضة المتخصصة والمنسقة لرعاية مرضى السكري بمجمع السلمانية الطبي السيدة إيمان خليل الأنصاري إن مرض السكري يُعتبر من الأمراض الشائعة على نطاق واسع، فهو يؤثر على شتى أجهزة الجسم بلا استثناء، وهو يستدعي علاج دقيق، فلا يمكن التخلص منه نهائياً ولكن يمكن السيطرة عليه عند اتباع خطة العلاج حرفياً وبصورة دقيقة، فذلك من شأنه أن يجنب المريض ويقلل من المضاعفات المستقبلية.
وأشارت الأنصاري إلى أن الدراسات أثبتت أن المريض هو الركيزة الأساسية للتحكم الصارم بمرض السكري، ومن هنا أتت أهمية التركيز على توعية المريض بالدرجة الأولى وحثه على الالتزام بخطة العلاج كاملة، فكان هذا الأساس لأن يتعامل مريض السكري مع مرضه كصديق، ولابد من العناية الدقيقة به، لافتةً إلى أن الخطوة الأولى تكمن في فهم ماهية المرض، فهو مرض مبني على فقد الجسم للأنسولين اللازم لامتصاص الجلوكوز من الدم. وعليه يعاني المريض من عدم انتظام وارتفاع سكر الدم، ومع مرور الوقت، وخاصة في حالة عدم الانتظام بالعلاج، يؤثر المرض على الأجهزة الأخرى في الجسم مسبباً زيادة في معدل أمراض القلب وتصلب الشرايين وتلف الكلى المزمن، كما من شأنه أن يؤثر على الأعصاب الطرفية مسبباً نقص في الاحساس، مما ينتج عنه آلام مزمنة وزيادة في معدل التقرحات والقدم السكري، بالإضافة إلى العديد من المضاعفات الأخرى.
وشددت الأنصاري على أن التزام المريض هو الركيزة الأساسية لتحقيق هدف العلاج، والذي يكمن في منع مضاعفات مرض السكري عن طريق التحكم الدقيق بمستوى السكر في الدم والمتمثل في الالتزام التام بنمط حياتي صحي والالتزام التام بالأدوية المنظمة وإبر الأنسولين إن لزم. وتابعت: "لا تتردد عزيزي المريض في طلب المساعدة من طبيبك المباشر، فالنمط الغذائي وكمية الانسولين اللازمة تختلف باختلاف المريض وإن كانت القاعدة واحدة من حيث الالتزام بنمط نصحي، فالمريض الملتزم بحقن الانسولين، يختلف كمية الجرعة اللازمة باختلاف كمية ونوعية الغذاء، فعوضاً عن الالتزام بجرعات محددة، هناك نظام يقتضي بأن يحسب المريض وحدات الانسولين اللازمة بحسب حصة الكربوهيدرات المتناولة في الوجبة، وهنا يكون المريض مسؤولاً بشكل كامل عن جرعاته وله أن يستشير طبيبه في أي خطوة. من شأن هذه الطريقة أن تساهم في ضبط مستويات السكر بصورة أفضل ومنع ونوبات هبوط سكر الدم بصورة كبيرة، وتفيد جداً في حالة المرضى الذي يعانون من عدم انتظام شديد في سكر الدم".
وأضافت الأنصاري: "يبقى الغذاء الصحي من أهم الركائز، فاتباع النظام السابق لا يلغي الحاجة على الانتباه الى نمط التغذية، فلا يفرط في حصة الأطعمة الدهنية والكربوهيدرات، فالأطعمة في أغلبها تخزن على شكل جلوكوز في الجسم، ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى المضاعفات غير المرغوبة. ومن أهم الخطوات في سياق تغذية مريض السكري هو التخطيط المسبق للوجبات، والطريقة المثلى تقتضي الالتزام بالوجبات الثلاث الرئيسية وتناول وجبتين خفيفتين أو ثلاث فيما بينهما، فالتخطيط من شأنه أن يمنع المريض من تناول الوجبات السهلة الغير مفيدة في حالات الجوع الشديد. فهي متوافرة بشدة وسهلة المنال، وفي معظمها غنية بالأملاح والدهون غير الصحية. كما وأنه لا بد أن تحتوي الوجبات على حصص وفيرة من الألياف والخضروات والاكتفاء بحصة معتدلة وبسيطة من الفواكه حيث أن في أغلبها تحتوي على كمية من السكر، وهي وان كانت صحية فهي تساهم في ارتفاع مستوى سكر الدم، كما أن طريقة طبخ الوجبات مهمة جداً، فلابد من مراعاة طرق الطبخ الصحية كاستبدال طريقة القلي بالشواء، واذا لزم استخدام الزيت، يكون بكمية صغيرة جداً وتكون من الدهون الصحية غير المشبعة كزيت الزيتون".
وأوضحت الأنصاري أن شرب كميات وافرة من المياه يُعد قاعدة أساسية في التغذية العلاجية لمرض السكري، فبالإضافة إلى تأثيره الإيجابي في حماية الكلى، فهو يقلل من الإحساس بالجوع ويقلل من حصة الطعام التي يتناولها الفرد في الوجبة الواحدة، ويُعد مكون أساسي لنزول الوزن لدى المرضى البدناء، فالبدانة عامل رئيسي للإصابة بمرض السكري وفقدان الوزن الزائد ركيزة أساسية في رحلة العلاج، لافتةً إلى أن الأبحاث حالياً تتوجه في إطار توعية المرضى بأهمية التغذية العلاجية والوقائية، والارتقاء بمستوى فهمهم للمرض، كما ويحبذ الانخراط في المجموعات العلاجية الذي من شأنه أن يحفز المريض على الالتزام بالعلاج ويوفر له الدعم المعنوي لمواصلة رحلة التعايش مع مرض السكري.