عجز برشلونة الإسباني عن فك نحس تشلسي الإنجليزي وخرج من الباب الخلفي لملعبه «كامب نو» أمام 90 ألف متفرج وملايين «الذهولين» خلف الشاشات الصغيرة الذين أصيب أغلبهم بحالات اختناق جراء الأداء العقيم والفرص الضائعة في إياب الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم. ويتحدث حال الفريق الكاتالوني عن نفسه بعد ثلاث ضربات متتالية فجرت رأسه في أتعس لحظات حياته الكروية إثر الخسارة التاريخية أمام ريال مدريد 1-2 في «الليغا» وأمام تشلسي صفر-1 ذهاباً وتعادله معه 2-2 إياباً في البطولة العجوز. وقدم البارشا في المباريات الثلاث الأخيرة العروض نفسها التي أبهر فيها العالم طوال السنوات الخمس الماضية ولكن ما تغير عليه اكتشاف وصفة سحرية بإمكانها الإطاحة بالعملاق وتعذيبه ألا وهي «الدفاع الصارم ولو بتسعة لاعبين في منطقة خط الستة والارتداد للتسجيل بقليل من الحظ»!. وهذا ما فعله الريال وتشلسي حتى تمكنا من لي ذراع الفيلسوف الفني بيب غوارديولا الذي سقط في المحظور الفني وتكشفت أوراقه وطريقة لعب الفريق الاعتيادية بالاستحواذ الطويل واللعب بعرض الملعب بعيداً عن تنويع الهجمات أو إيجاد حلول وخلق ثغرات للتسديد من خارج المنطقة، إذ لم نشهد في مباراة تشلسي سوى تسديدتين فقط، الأولى عبر ماسكيرانو في الشوط الأول علت العارضة بقليل، والثانية أطلقها ميسي وردها القائم في الحصة الثانية!. ومن الخطأ أن يلقي برشلونة اللوم على الحظ العاثر كلياً وإن تسبب بنسبة 50% في الخروج من البطولة الأوروبية تحديداً بحكم عارضتين وقائمين في مباراتين، لأن هناك «عقلاً فنياً» يجب أن يفكر خارج الملعب من أجل تقديم العون ورمي طوق النجاة على مقربة من اللاعبين الذين حرثوا الملعب دون أن يجدوا من يرشدهم للحل من خلال ابتكار تكتيك مختلف يتناسب مع الحالة الدفاعية الصارمة التي واجهها الفريق. وهنا نتساءل.. هل كان ميسي وحده من يتحمل المسؤولية لإهداره ركلة جزاء؟ ماذا عن الكرة الذهبية التي مررها لزميله إنييستا وسجل منها الأخير هدف التقدم 2-صفر والذي كان كفيلاً بتأهل الفريق؟ أين لمسات غوارديولا على المباراة بالمقارنة مع مدرب تشلسي دي ماتيو الذي أشرك نجمه فرناندو توريس ليحطم قلب كاتالونيا؟!. الإجابة بسيطة.. تكمن في أن كرة القدم لن تنصف فريقاً يستحوذ عليها 78% ضد «10 لاعبين» لمدة 55 دقيقة دون أن ينجح في خلق فرص للتسجيل ويختبر الحارس بعشرات الكرات بدلاً من اثنتين حقيقيتين تكفل بهما حارس تشلسي بيتر تشيك، كما إن المدرب يعد رمانة الميزان في أي شوط ثان للمباريات التي يخوضها فريقه ولكن غوارديولا لم يكن على مستوى اللحظات الحرجة فترجحت كفة «فريق العواجيز»!. الأكيد أن برشلونة خسر أهم بطولتين في الموسم الحالي، وأهدر على نفسه فرصة نادرة لتجديد الموعد مع غريمه ريال مدريد ونيل لقب أوروبي على حسابه في حال حقق الأخير انتصاراً على بايرن ميونيخ الألماني الأربعاء وبلغ النهائي الحلم، لكنه ركل الفرصة بـ»قدميه ويديه ورأسه» ليبقى مدريد سعيداً بفوزه التاريخي على أرض «كامب نو» حتى يلتقيان في الموسم المقبل. أخيراً.. هل ينتهي عصر برشلونة والتركيبة السحرية للفريق وتذهب المتعة أدراج الرياح اعتباراً من 2012 الذي بدوره حمل الشؤم والحزن والضغينة تجاه فريق لطالما وصفه المراقبون بأنه الأعظم والأفضل في التاريخ؟ أم يتسلم الراية مدرب جديد يعيد الفريق إلى القمة في الموسم المقبل؟.