شهدت أسعار النفط ارتفاعاً خلال تداولات، اليوم الثلاثاء، في ظل ترقب المستثمرين لاجتماع منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، وقبيل صدور بيانات المخزونات الأميركية.
وقد أدت توقعات بشأن زيادة معروض النفط مع ضعف بيانات اقتصادية في الصين وتباطؤ النمو إلى انخفاض الأسعار في الأشهر الماضية.
ومن المقرر انعقاد اجتماع "أوبك" في الرابع من ديسمبر الجاري في فيينا، كما يتوقع المحللون أن تناقش المنظمة موضوعات من بينها: كمية الإنتاج وهبوط الأسعار ومعاودة إيران توفير النفط للأسواق.
ونقلت "رويترز" أنه من المتوقع إبقاء "أوبك" على معدل إنتاجها البالغ 30 مليون برميل يومياً، أو زيادة نسبة الإنتاج في محاولة للحفاظ على حصتها السوقية. وخلص مسح أجرته "رويترز" إلى ارتفاع إنتاج نفط "أوبك" في نوفمبر عن الشهر السابق، بقيادة انتعاش في الصادرات العراقية بعد طقس سيء عطل نمو المعروض بشكل مؤقت من ثاني أكبر منتج في المنظمة.
وتشير الزيادة إلى أن منظمة البلدان المصدرة للبترول تضخ مجدداً قرب مستوى قياسي مرتفع مع تركيز السعودية وكبار المنتجين الآخرين على حماية الحصة السوقية. وتجتمع أوبك هذا الأسبوع ومن غير المتوقع أن تغير سياستها.
وبحسب المسح القائم على بيانات الشحن ومعلومات من مصادر بشركات النفط و"أوبك" واستشاريين، ارتفع معروض المنظمة في نوفمبر إلى 31.77 مليون برميل يومياً من 31.64 مليون في أكتوبر.
ويأتي اجتماع "أوبك"، يوم الجمعة، بعد عام تقريباً من قرارها التاريخي الذي قادته السعودية بعدم دعم الأسعار، وتراجع النفط أكثر من النصف في 18 شهراً بسبب تخمة المعروض المستمرة، لكن حتى أعضاء "أوبك" الذين يرغبون في تغيير نهج المنظمة لا يتوقعون ذلك.
وقال مندوب في "أوبك" من بلد غير خليجي يفضل فرض قيود على المعروض: "أتوقع ألا تغير السعودية موقفها.. لن يفرز الاجتماع القادم النتيجة المرغوبة".
ورفعت "أوبك" الإنتاج بنحو 1.50 مليون برميل يومياً منذ تغيير السياسة في نوفمبر 2014. ولا يقل الإنتاج كثيراً عن مستوى يوليو البالغ 31.88 مليون برميل يومياً الذي يعد الأعلى منذ بدأت "رويترز" حفظ البيانات في 1997.
وجاءت أكبر زيادة شهرية في الإنتاج من العراق، أسرع مصادر نمو المعروض في العالم هذا العام. ووفقا لبيانات التحميل ومصادر بالقطاع فقد زادت الصادرات من المنفذ الرئيسي للعراق - مرافئه الجنوبية - إلى 3.06 مليون برميل يومياً على الأقل في نوفمبر، وقد تتجاوز ذلك وتسجل رقماً قياسياً مرتفعاً إذا غادرت الناقلات المنتظرة حالياً قبل اليوم الثلاثاء.
إلى ذلك، قال مندوبون إنه من المنتظر أن تناقش "أوبك" زيادة فنية لسقف إنتاجها في وقت لاحق هذا الأسبوع، لاستيعاب عودة إندونيسيا إلى عضويتها، بينما تضاءلت الآمال في حوار بناء مع المنتجين المنافسين من خارج المنظمة.
وطلبت إندونيسيا هذا العام باستعادة عضويتها في "أوبك" حيث تهدف إلى الاستفادة من توطيد العلاقات مع منتجي النفط. ويقول البعض في المنظمة إن إندونيسيا يمكنها أن تسلط الضوء على وجهة نظر مستهلكي النفط بعد أن أصبحت مستورداً صافياً للخام.
وتنتج إندونيسيا نحو 900 ألف برميل يومياً من النفط الخام ينبغي ضمها إلى سقف إنتاج أوبك الذي لم يتغير من 30 مليون برميل يومياً على مدى الأعوام القليلة الماضية.
وسيتعين على "أوبك" عرض هذا الموضوع بحرص شديد على الأسواق، حتى ينظر إليه كاستيعاب فني وليس كزيادة في الإنتاج، في الوقت الذي يجري فيه تداول النفط بالفعل بأسعار تقل كثيراً عن توقعات المنظمة نظراً لتخمة المعروض في السوق العالمية.
وهبطت أسعار النفط أكثر من النصف في 18 شهراً الأخيرة إلى نحو 45 دولاراً للبرميل، بعدما قررت "أوبك" أن تزاحم المنتجين المنافسين على حصة السوق من خلال زيادة إنتاجها بدلا من خفضه لدعم الأسعار.
وقال مندوب لدى "أوبك" طلب عدم الكشف عن هويته إن رفع سقف إنتاج المنظمة إلى 31 مليون برميل يومياً سيناقش في اجتماع الرابع من ديسمبر، مضيفا أنه لا يعتقد أن ذلك سيؤثر على الأسعار.
وقال مندوب ثان: "ستستعيد إندونيسيا عضويتها فكيف تترك سقف الإنتاج عند 30 مليون برميل يوميا؟ إنه أمر منطقي".
وقال مندوب ثالث إنه يتوقع أن يُناقش الموضوع هذا الأسبوع، لكنه أضاف أن القرار الرسمي ربما يتخذ في وقت لاحق.
وتقول "أوبك" منذ فترة إنها لن تخفض الإنتاج بمفردها بل بتعاون جميع المنتجين من خارجها،إذا أرادوا دعم الأسعار من خلال خفض الإنتاج.
وبدأ إنتاج الولايات المتحدة ينخفض مع تراجع طفرة النفط الصخري تحت ضغط هبوط أسعار الخام. لكن روسيا أكبر بلد منتج للنفط في العالم فاجأت "أوبك" بزيادة إنتاجها، حيث تستفيد صناعتها من الهبوط الحاد في قيمة الروبل الذي استخدمه الكرملين في مواجهة تأثير تراجع أسعار الخام.