في اليوم العالمي للمتطوعين في العمل الخيري والذي يصادف الخامس من ديسمبر من كل عام، تحتفل مملكة البحرين وتتخذ وضع متقدم إلى جانب الدول الداعمة للمتطوعين نظراً لتاريخها الطويل في هذا المجال. ويأتي هذا اليوم بمثابة التأكيد على أهمية العمل الخيري التطوعي كقيمة إنسانية نبيلة، حيث يحتفل به العالم تكريما للعمل التطوعي والمتطوعين ولتقديم الشكر لهم على مجهوداتهم ولدعم دورهم في تحقيق التنمية الشاملة في مجتمعاتهم، علاوة على تشجيع وترسيخ مفاهيم العطاء والايثار بلا مقابل والمساهمة الفاعلة في المجتمعات والاستفادة من أهم العناصر التي يستطيع الجميع التطوع فيها وهي الوقت والجهد والعلم والرأي والخبرة كأحد أوجه التطوع والعطاء.

إن اهتمام المجتمعات المعاصرة بالعمل التطوعي هو عنوان تقدمها وتنميتها وركيزة أساسية في بنائها وتطورها وازدهارها، لذا كانت الرؤية الثاقبة لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى، حفظه الله ورعاه، وتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس مجلس الوزراء الموقر، ودعم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد الأمين، حفظهم الله ورعاهم، بأن يكون للقطاع الأهلي التطوعي حضور بارز في المجتمع، وعاملاً جوهرياً في تحقيق التنمية المستدامة في مملكة البحرين، حيث ارتكز المشروع الإصلاحي الذي دشنه جلالة الملك المفدى، رعاه الله، على مبدأ الشراكة بين القطاعات الثلاثة الحكومية والخاصة والأهلية، فشهد القطاع توسعا وزيادة لافتة في الجمعيات الأهلية وعدد المتطوعين، مما أسهم في تعزيز وتفعيل المشاركة المجتمعية المنفتحة وتكامل المنظومة الاجتماعية المتفاعلة مع جميع المتغيرات المحلية والعالمية، وهذا يؤكد حرص مملكة البحرين وقيادتها الرشيدة ودعمها الدائم لجميع القطاعات بما فيها القطاع الأهلي والتطوعي.

وتعتبر مملكة البحرين من الدول السباقة والرائدة في العمل التطوعي وفعل الخير ومساعدة المحتاج في كافة المجالات، وللسياسات الحكومية الدور الأبرز في دعمها من خلال تيسير سبل زيادة إسهاماتها التطوعية التي سطرت من خلالها أروع الأمثلة في العطاء وتركت بصمة في عدد كبير من مناطق ودول العالم، كما أنها تدعم الجمعيات الخيرية والتطوعية وتساهم في توعية المواطنين بأهمية العمل التطوعي وأهمية خدمة الإنسان والمجتمع.

ولا يقتصر العمل التطوعي في مملكة البحرين على العمل الخيري وتقديم المساعدات فحسب، بل يمتد ليرتبط ارتباطا وثيقا باحتياجات المجتمع، فقد تأسست جمعيات تطوعية في جميع المجالات الشبابية والنسائية والطفولة وكبار السن والأسر المتعففة بالإضافة إلى العمل الإنساني الذي يمتد عطاؤه إلى مناطق متعددة من العالم.

ولا يكاد يخلو مجال من مجالات الحياة من الحاجة إلى العمل التطوعي، وتظهر صوره بأشكال مختلفة وفي ميادين متباينة منها التعليم، الصحة، مشاريع وبرامج التنمية الاجتماعية، الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة والأرامل والمسنين والأيتام، ومن هنا فإن وزارة العمل والتنمية الاجتماعية تهتم اهتماماً كبيراً بالعمل التطوعي ويتجلى هذا الاهتمام في تقديم الخدمات اللازمة لمختلف فئات المجتمع، فضلا عن دعم المؤسسات الخيرية والأهلية والتطوعية لتتمكن من تحقيق رسالتها الهادفة وهدفها السامي.

إن العمل التطوعي في المجالات الخيرية وغيرها في مملكة البحرين احتل جانباً كبيراً في حياة معظم الأفراد وأصبح يمثل منهج حياة للعديد من الجمعيات، وهذا بفضل تضافر جهود الحكومة وتعاونها مع المؤسسات الخاصة والأهلية في تعزيز ثقافة التطوع وتوسيع الخدمات التطوعية لمعظم شرائح المجتمع البحريني، مما أسهم في بروز اسم مملكة البحرين في مجال العمل الخيري التطوعي على كافة الأصعدة وفي مختلف المحافل المحلية والدولية، ليؤكد إيمانها الراسخ بأهمية هذا المجال ودعمها الكامل له ولمن يعمل فيه.

وبهذه المناسبة العزيزة، تقدم وزارة العمل والتنمية الاجتماعية أجمل كلمات الشكر والعرفان لكافة المتطوعين متمنية لهم المزيد من العطاء والتميز في خدمة هذا الوطن الغالي.