حج جمهور كثيف إلى قصر المؤتمرات بمراكش، عشية يوم الجمعة 4 ديسمبر لتحية نجوم السينما العالميين وأخذ صور تذكارية مع بعضهم خلال اللحظة التي كانوا فيها يعبرون السجاد الأحمر.
وكان على رأس هؤلاء الفنانين، أيقونة هوليود، بيل موراي " Bill Murray"، الذي تسلم من المخرجة صوفيا كوبولا بمناسبة تكريمه في حفل الافتتاح النجمة الذهبية للمهرجان على إيقاع تصفيقات حارة تؤكد على حفاوة الاستقبال.
وقالت صوفيا كوبولا، التي سبق وأنت تعاونت مع موراي في فيلم "ضائع في الترجمة"، إن بيل موراي نجم متعدد المواهب يبهر بتقمصه الهائل لشخصياته، وأنه "أسطورة للكوميديا" يقدم أفضل ما لديه في أي عمل فني كما ينجح في إلهام الآخرين ليقدموا أفضل ما لديهم أيضا.
بيل موراي لم يحاول إثارة مرح الجمهور، على غرار حديثه في البرنامج الأمريكي الشهير "جيمي كميل لايف"، الذي حل فيه مؤخرا كضيف، حيث صرح بخفة دم أثناء حديثه عن آخر أفلامه "روك القصبة" الذي تم تصويره في المغرب بالقول "أشجع كل الخائفين أمثالي، على زيارة المغرب، باعتباره الخطوة الأولى لاكتشاف إفريقيا والعالم الإسلامي".
ومن باب الدعابة أيضا، سيضيف، "لم يقدم لي المغرب ثمن ما قلته". لكن هذه المرة وأثناء مراسيم التكريم سيبتعد بيل في كلمته عن أسلوبه المرح في إثارة الجمهور، معبرا عن سعادته بعودته للمغرب وبتواجده بين الشعب المغربي الذي يكن له كل الحب والتقدير.
وقال موراي إن ما حفزه لحضور المهرجان عشقه الكبير للمغرب، فضلا عن عرض فيلمه "روك القصبة" في حفل الافتتاح، مشيرا إلى أن الظروف تفرض عليه كممثل أن يصور أفلاما في ظروف صعبة حيث يجد نفسه أمام اختلافات على مستوى اللغات والثقافات، ولكن على الرغم من ذلك يحرص على البحث عن نقاط الالتقاء بينه وبين الآخرين لأن ما يجمع البشر أكثر مما يفرقهم.
بعد حفل التكريم، عرض المهرجان الفيلم الكوميدى الفرنسى "روك القصبة" لبارى ليفينسون مع بيل موراى، الذي سبق وأن قدم مجموعة من الأفلام، وتميز بتشخيصه أدوارا مهمة في إنتاجات لاقت نجاحا كبيرا في ثمانينيات القرن الماضي.
نذكر من بين هذه الأفلام "إس أو إس فانتوم" و"توتسي"، حيث أصبح موراي أيقونة لسينما المؤلف بالولايات المتحدة الأمريكية، من خلال العمل مع مخرجين كويس أندرسن، جيم جارموش وتيم بورتن.
حفل الافتتاح تميز أيضا بتقديم أعضاء لجان تحكيم مسابقات المهرجان، ومن ضمنها لجنة المسابقة الرسمية للفيلم الروائي الطويل، التي يرأسها هذه السنة المخرج الأمريكي الشهير فرانسيس فورد كوبولا.
وأعرب كوبولا بهذه المناسبة عن سعادته بهذه المهمة التي أسندت إليه من طرف إدارة المهرجان، مشيرا إلى أن هذا الأخير يعد فرصة كبيرة لكل العاملين في المجال السينمائي لمتابعة أعمال كبيرة ومختلفة تقدم ثقافات من مختلف أنحاء العالم.
ابتداء من يومه السبت، سيعرض بقاعة الوزراء الإنتاجات المشاركة في المسابقة الرسمية بحضور المخرجين والممثلين، وسيكون معدل العروض فيلمين في اليوم باستثناء يوم الثلاثاء القادم الذي ستقدم فيه ثلاث أشرطة.
وتتبارى على النجمة الذهبية للمهرجان خمسة عشر فيلما روائيا، وهي أرقى الجوائز الخمس التي ستوزع في أمسية حفل الاختتام، وتعكس الأعمال المتبارية حالة مجتمعاتنا، وتترجم انشغالات صناع السينما في مواجهة العالم المتغير باستمرار.
البراءة المختطفة، المرأة القوية المتمردة، الرغبات الصبيانية، مؤلفون يحاولون إعادة وضع الإنسان في قلب الحركة الفنية... تلك بعض من الأعمال المقترحة في هذه الدورة.