كثير من الأخطاء التربوية التى يرتكبها من يقوم على تربية الطفل، تخرج فى النهاية طفلا مشوه الشخصية تشوبه الكثير من العيوب التى لا يمكن السيطرة عليها لاحقا، ولذا إذا كنت تعانى من عدم انتباه الطفل لحديثك، أو أنه لا يريد الإصغاء لك، أو تعانى مشكلة فى التواصل السليم معه، أو أنه يستمع إلى كلام ونصائح الآخرين دونك، فعليك حينها إعادة النظر فى علاقتكما سويا، وفى طبيعة تربيتك له، وفى مدى قدرتك على جعله شخصا مصغيا لك ولمعلميه وللقائمين على العناية به.
فى هذا الشأن تحدث الدكتور محمد عادل، الأخصائى النفسى، الذى أوضح أن الطفل الذى لا يجيد الإصغاء هو طفل لم يجد من يصغى إليه فى الغالب، هذا الطفل العنيد الذى لا يتمتع بالقدرة على الاستماع ولا الصبر على الإصغاء لوالديه، لا يعانى عندا مرضيا فى جميع الأحوال حسبما يعتقد الآباء خطئا فى كثير الحالات، بل إن الكثير من العوامل المجمعة تلك التى حولته لطفل لا يصغى.
وتابع الدكتور محمد حديثه موضحا أن أهم أسباب عدم إصغاء الطفل لوالديه ومعلميه، الحط من قدره أو التقليل من حديثه عند تحدثه عن أى أمر، أو تتفيه كلامه أو الضحك عليه، أو عدم صبر الأبوين فى الإصغاء لحديث ومشكلات الابن، أو سيطرة وتسلط أحد الأبوين فى التعامل مع الطفل، أو توجيه الأوامر المستمر له دون سماع رأيه، أو عدم وجود الأب بالمنزل لفترات طويلة ولا يجد الوقت الكاف للإصغاء لطفله.
بعض النصائح المهمة لإصغاء طفلك لك ولمعلميه ولأن الطفل غير المصغى طفل غير محبب كما يصفه الكثيرون بالعند والعصبية، يقدم الدكتور محمد عادل مجموعة من أهم النصائح لجعل الطفل مصغيا لأبويه ومعلميه، ليصبح طفلا مطيعا قادرا على التكيف والتواصل ومن أهمها: - اصغ لطفلك منذ بداية قدرته على التحدث حتى وإن كان كلامه غير مفهوم. - كن صبورا معه واعطه وقته فى الحديث والإصغاء التام. - لا تتحدث أو تعلق إلا بعد فروغه من الحديث أو عندما يطلب منك ذلك. - اهتم بطريقة حديثك مع والدته وباقى إخوته وأفراد الأسرة، فلا تكونوا متداخلى الحديث وصوتكم عال على الدوام. - تحدث بنبرة هادئة رزينة مع طفلك وبعد الإصغاء له ولا حاجة للعصبية أو الصوت العالى على الدوام. - لا تساعد طفلك على قطع حديث أحدهم، بل علمه أن ينتظر حتى يفرغ من أمامه من الحديث. - لا تعنفه لعدم إصغائه بل اطلب منه ذلك باحترام وهدوء ومحبة. - لا تطل التعبيرات والشعارات والخطب والأحاديث مع طفلك دون داع، المختصر المفيد. - اجعل طفلك يستمتع بوقت خاص معك، لتستمعا إلى بعضكما البعض معا. - اهتم بالحالة النفسية لطفلك وتخير أوقات حديثك معه عند هدوئه. - قل له على الدوام أنا أصغى إليك. - علمه كيف يستمع كثيرا ويتحدث قليلا.