كتب - حذيفة إبراهيم:
كشف مصدر مطلع في وزارة الصحة، عن إعادة تعيين بعض الأطباء الاستشاريين في السلمانية بعد إحالتهم على التقاعد في أقسام ثانية، مما يتسبب بضغط كبير على الميزانية، نظراً لدرجاتهم العلمية العالية، والسلم الوظيفي المتبع. وأشار بامتعاض شديد إلى أن بعضهم يسعى أن يكون على رأس العمل حتى آخر يوم في حياته.
وقال إن غياب التخطيط لابتعاث ودراسة تخصصات فرعية وثانوية بدلاً عن العامة في بعض الأقسام أدى لعدد من المشاكل، إضافة إلى الضغوط التي يلاقيها بعض رؤساء الأقسام من قبل بعض الاستشاريين.
وأوضح أن العديد من الأقسام تعاني نقصاً شديداً، ويتم الاستعانة بأطباء من الخارج، فيما يوجد أطباء يدرسون تخصصات هناك اكتفاء بها، ويتم اختيارهم من قبل أقسامهم لدراسة تلك التخصصات، في ظل وجود أماكن أخرى أشد حاجة لهم.
وتابع، هناك بعض الاستشاريين من الذين يحرصون على عدم وجود طبيب متخصص بذات اختصاصهم، لكي يظل متربعاً على عرش الاختصاص. مشيراً إلى أن ذلك يتم في ظل غياب خطة التدريب أوالتأهيل في بعض الأقسام.
مشيراً إلى أن «الفترة المقبلة ستشهد وجود شواغر استشارية عديدة، دون وجود أي أطباء بحرينيين ممن أتموا تدريبهم في مستشفى السلمانية الطبي أو حتى تخصيصهم لتخصصات أخرى، أو حصولهم على شهادة المجلس العربي في الأعوام الأخيرة أو التي تليها.
وقال «أستطيع استقراء ما سيجري بكل وضوح، إذ سيتم التمديد للعديد من الاستشاريين حتى بعد تعديهم سن التقاعد، في ظل رغبة الوزارة بأن يكون الاستشاريون بحرينيين، على أن يكونوا قدموا من الخارج، وهو ما سيؤدي إلى الدخول في دائرة مفرغة ليس لها نهاية». وأضاف «تعبنا من استمرار ذلك الوضع، يجب تأهيل أشخاص جدد من خلال الابتعاث للخارج في التخصصات المختلفة، وألا يبقى الحال على ما هو عليه، وإلا فإننا سنجد تكدساً في تخصصات، وعدم وجود أطباء في تخصصات أخرى أكثر دقة والحاجة لها ملحة جداً».
وأكد أن المشاكل في التدريب والابتعاث لا حصر لها، ويجب أن تشكل الوزارة لجنة مستقلة بعيداً عن الاستشاريين أو حتى رؤساء الأقسام، تعكف على دراسة حقيقية للتخصصات المطلوبة، وكيفية ابتعاث الأطباء، باعتبار أنه لا يمكن أن يستمر الحال على ما هو عليه، إذ يعني استنزاف الموازنة، وعدم وجود كوادر حقيقية بحرينية في ذلك المجال.