أصدرت الأمانة لدول مجلس التعاون الخليجي بالرياض تقريرا اقتصاديا أشارت فيه إلى المرحلة التي شهدت إزالة الحواجز الجمركية بينها فيما يخص منتجاتها، وأعفت تلك المنتجات من الرسوم الجمركية، وعاملتها معاملة السلع الوطنية. ومنذ العام 1983 أقامت دول المجلس منطقة تجارة حرة، ثم إتحاداً جمركياً مطلع العام 2003. وقد تخلل تلك السنوات، إقرار عدد من القوانين والأنظمة والسياسات التي سهلت انسياب تنقل السلع والخدمات ووسائط النقل بين الدول الأعضاء، وشجعت المنتجات الوطنية، وفعلت دور القطاع الخاص في تنمية صادرات دول المجلس.
وفي الإطار ذاته قرر مجلس التعاون في ديسمبر 1991 السماح للمؤسسات والوحدات الإنتاجية في الدول الأعضاء بفتح مكاتب للتمثيل التجاري في أي دولة عضو. كما تم السماح باستيراد وتصدير المنتجات الوطنية فيما بين دول المجلس دون الحاجة إلى وكيل محلي. ويضاف إلى ذلك قرارات مهمة أخرى أسهمت في دعم التجارة البينية مثل القرار الذي اتخذه مجلس التعاون في عام 1993 بإقامة مركز التحكيم التجاري لدول المجلس والقرار الخاص بإنشاء هيئة التقييس لدول مجلس التعاون في عام 2003. ومثّل قيام الاتحاد الجمركي اعتباراً من يناير 2003 ثم اعلان قيام السوق الخليجية المشتركة اعتباراً من يناير 2008 دعماً مباشراً للتجارة البينية، اسهم في رفع قيمتها بشكل كبير.
ويؤكد تقرير اعده قطاع المعلومات في الأمانة العامة لمجلس التعاون، ان هذه القرارات والخطوات التي اتخذتها الدول الأعضاء مجتمعة لتسهيل انسياب السلع بينها، قفزت بقيمة التجارة البينية لدول مجلس التعاون من حوالي 6 مليارات دولار في العام 1984 إلى حوالي 124 مليار دولار في العام 2014. كما يلاحظ التأثير المباشر لقرار إقامة الإتحاد الجمركي الخليجي في عام 2003 على نمو التجارة البينية، حيث شهد التبادل التجاري بين دول المجلس زيادة ملحوظة في السنة الأولى لقيام الإتحاد بلغت ما نسبته 51%. كما يلاحظ أن حجم التجارة البينية قد ارتفع من 15 مليار دولار في العام 2002 ، وهو العام السابق لإقامة الاتحاد الجمركي، إلى حوالي 124 مليار دولار في العام 2014 ، أي بزيادة بلغت نسبتها 717 %.