يمثل العيد الوطني المجيد الرابع والأربعون، والذكرى السادسة عشرة لتولي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم في البلاد فرصة مثالية لاستحضار الإنجازات والمكتسبات التي حققتها الحركة الرياضية بالمملكة في العهد الإصلاحي الزاهر لجلالة الملك.في السنوات الـ 16 الماضية حققت الرياضة البحرينية تطوراً مذهلا على كافة الأصعدة والمستويات، في ظل ما يحظى به القطاع الرياضي والشبابي من دعم ورعاية فائقة من لدن جلالة الملك ودعم صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء الموقر، ومؤازرة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين، نائب القائد الأعلى، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، واهتمام سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشئون الشباب، رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، رئيس اللجنة الأولمبية.فعلى مستوى البنية التحتية شهدت المرافق والمنشآت الرياضية في البحرين تطوراً كبيراً، إذ قامت وزارة شئون الشباب والرياضة (المؤسسة العامة للشباب والرياضة سابقا) بتشييد وبناء أندية نموذجية مثل نادي الشباب، نادي الرفاع، نادي سترة، نادي النجمة، وبناء سلسلة من الملاعب والصالات الرياضية للأندية مثل صالة نادي النصر، صالة نادي توبلي، صالة نادي الاتفاق وبناء مقار جديدة للأندية والاتحادات والعديد من الملاعب الكروية.كما تم تشييد مدينتين رياضيتين جديدتين مجهزتين بأحدث المواصفات شكلتا إضافة نوعية كبيرة للبنية التحتية الرياضية في المملكة وهما مدينة الشيخ خليفة الرياضية بمدينة عيسى التي تضم ستادا كرويا وصالة للألعاب الجماعية ومسبح أولمبي ومقر لاتحاد السباحة، ومدينة الشيخ عيسى الرياضية بمنطقة الرفاع التي تضم ثلاث صالات رياضية ومقرات إدارية لكلا من اتحاد الكرة الطائرة، اتحاد كرة الطاولة، اتحاد رياضة المعاقين، وسلسلة من الملاعب والمنشآت الرياضية التي كان لها انعكاسات ايجابية على مسيرة الحركة الرياضية إيمانا من جلالة الملك بأهمية توفير مشاريع البنية التحتية الحديثة القادرة على استقطاب الشباب البحريني وتلبية احتياجات الرياضة البحرينية من المنشآت لاستضافة البحرين لمختلف الأحداث والبطولات الرياضية.وتعتبر حلبة البحرين الدولية للفورمولا1 التي افتتحت في عام 2004 واحدة من المعالم البارزة في المملكة والتي جعلت البحرين موطناً لرياضة السيارات في منطقة الشرق الأوسط بفضل روعة تصميمها لتشكل أحد الوجهات المفضلة للسائقين والصانعين في بطولة العالم للفورمولا1 سنوياً.كما ساهمت البنية التحتية المتطورة في جعل البحرين وجهة مثالية لاستضافة مختلف البطولات الرياضية الإقليمية والقارية والدولية والعالمية الأخرى، حيث نظمت البحرين سلسلة من الدورات والبطولات التي حظيت بنجاح بارز في مقدمتها دورة الألعاب الرياضية الشاطئية الأولى عام 2010، ودورة الألعاب الرياضية الخليجية الأولى (البحرين 11) عام 2011، والدورة الثالثة لرياضة المرأة الخليجية عام 2013، وبطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم عام 2013، وبطولة كأس آسيا لكرة اليد المؤهلة لكأس العالم 2014، والبطولة الآسيوية للشباب للكرة الطائرة عام 2015 وسلسلة من البطولات في مختلف الألعاب الرياضية.وحصلت الاتحادات الرياضية على ميزانيات مضاعفة منذ عام 2012 بلغت نسبتها نحو 150% عن ميزانية عام 2011 مما كان له آثار إيجابية على مسيرة المنتخبات الوطنية التي حققت في الآونة الاخيرة العديد من الانجازات الرياضية المشرفة على مختلف الأصعدة، حيث أن زيادة الميزانية منحت الاتحادات الرياضية مساحة أوسع للتحرك نحو رعاية فرقها الرياضية بالشكل المتميز وتوفير الخبرات الإدارية والفنية القادرة على الارتقاء بها كما أعطى مجالس إداراتها الدافع الاكبر نحو القيام بالمهام النبيلة الموكلة لهم من اجل العمل على تطوير المنتخبات الوطنية.كما نالت الأندية هي الأخرى موازنة مضاعفة في عام 2013 من خلال زيادة مخصصات الألعاب الرياضية السنوية للأندية بنسبة 50%، وزيادة الميزانية المخصصة لدعم منشآت الأندية والمصاريف التشغيلية بنسبة 116%، إضافة لزيادة الدعم المقدم للأندية المتخصصة وتخصيص مبالغ لدعم أنشطة وفعاليات الأندية، واستحداث بنود لدعم تجهيزات الأندية وزيادة ميزانية بند الصيانة باعتبار هذه الأندية ثروةً وطنيةً يجب المحافظة عليها، إضافةً لضرورة تهيئتها بصورة متميزة لاحتضان الشباب البحريني باعتبارها أحد الركائز الأساسية لصناعة اللاعبين المتميزين وتنظيم مختلف الفعاليات الثقافية والاجتماعية. وجاء ذلك الدعم للأندية والاتحادات ليؤكد حرص جلالته على تهيئة المناخات المناسبة امامهم لاحتضان الشباب البحريني وتنمية مهاراته في مختلف المجالات بما يجعله قادرا على المشاركة الحقيقية في عملية التنمية التي تشهدها المملكة والعمل على تحقيق التمثيل المشرف للمنتخبات الوطنية بمختلف المحافل الخارجية.ونتيجة لازدهار البنى التحتية في المملكة ومضاعفة الدعم المالي للأندية والاتحادات فرضت البحرين نفسها على الساحة الإقليمية والقارية والعالمية وحققت سلسلة من الإنجازات الرياضية البارزة التي عززت مكانتها على خارطة الرياضة العالمية، فقد أحرزت البحرين أول ميدالية أولمبية في تاريخها بعدما كسبت العداءة مريم جمال الميدالية الفضية في سباق 1500 متر بأولمبياد لندن 2012، وحققت البحرين قفزات نوعية كبيرة في الدورات الآسيوية والعربية، فقد بلغت حصيلة البحرين في النسخة الأخيرة لدورة الألعاب الآسيوية (إنشيون 2014) 19 ميدالية متنوعة من بينها 9 ميداليات ذهبية شكلت الحصاد الأكبر من الذهب في تاريخ مشاركات البحرين بالدورات الآسيوية، و6 ميداليات فضية و4 ميداليات برونزية.وحققت المملكة تميزا لافتاً في دورة الألعاب العربية الثانية عشرة التي نظمتها العاصمة القطرية الدوحة بتحقيقها 37 ميدالية متنوعة بينها 12 ميدالية ذهبية و10 ميدالية فضية و15 ميدالية برونزية لتحقق افضل مشاركة عربية عبر تاريخ مشاركاتها السابقة في الدورات الرياضية العربية، ونجح المنتخب الأول لكرة اليد في التأهل لكأس العالم مرتين.ونجحت البحرين في إحراز سلسلة من الألقاب والبطولات في ألعاب القوى، كرة القدم، الكرة الطائرة، كرة اليد، كرة السلة، الترايثلون، الفروسية وسباقات القدرة، البولينج، الرماية، الدفاع عن النفس، السباحة، كرة الطاولة، الجولف، رياضة المعاقين، الدراجات الهوائية، كمال الأجسام ورفع الأثقال، السنوكر.وكان للرياضة النسائية نصيب بارز من الإنجازات حيث تعتبر مملكة البحرين الأولى خليجياً على صعيد الرياضة النسائية بعدما حافظت على لقب دورة رياضة المرأة بمجلس التعاون لدول الخليج العربي بعد فوزها بلقب النسخة الرابعة التي نظمتها سلطنة عمان مؤخراً إثر فوزها بـ 33 ميدالية متنوعة بينها 20 ميدالية ذهبية و8 ميداليات فضية و5 ميداليات برونزية لتبرهن عن المستوى المتطور للرياضة النسائية في المملكة.وبرزت الأندية في التمثيل الخارجي وحققت كلا من أندية الأهلي والمحرق والنجمة وأندية أخرى إنجازات خليجية وعربية وقارية ومنها على سبيل المثال لا الحصر فوز الفريق الأول لكرة القدم بنادي المحرق بكأس الاتحاد الآسيوي عام 2007، وفوزه ببطولة الأندية الخليجية عام 2012، بالإضافة إلى فوز فريق الكرة الطائرة بالنادي ببطولة الأندية الخليجية عدة مرات، بجانب فوز فريق الأهلي للكرة الطائرة بلقب بطولة الأندية العربية في العام الماضي 2014 لأول مرة في تاريخ الأندية المحلية وفوز فريق اليد بعدة ألقاب على المستوى الخليجي، بالإضافة إلى الإنجازات المتعددة لأندية أخرى في بعض الألعاب.وساهم دعم القيادة الرشيدة واهتمامها بتهيئة ورعاية الكوادر الوطنية في تبوأ الكفاءات البحرينية أرفع المناصب الخارجية، حيث يتولى الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة الأمين العام للمجلس الأعلى للشباب والرياضة نائب رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية رئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بالتزكية، وعضوية المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم، وهو مرشح لرئاسة الاتحاد الدولي (الفيفا)، ويتقلد الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة النائب الثاني لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة منصب نائب رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي، كما يتولى الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة رئيس الاتحاد البحريني لرفع الأثقال وكمال الأجسام رئاسة الاتحاد الآسيوي لكمال الأجسام ونائبا لرئيس الاتحاد الدولي، والشيخ علي بن عبدالله آل خليفة رئاسة الاتحاد الآسيوي للرماية، و الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة نائباً لرئيس الاتحاد الدولي للفروسية رئيس المجموعة الإقليمية السابعة، والسيد عيسى عبدالرحيم رئاسة الاتحاد الدولي للرياضة للجميع، والعديد من الشخصيات المحلية التي تتبوأ مناصب عليا في عضوية مجالس الإدارات واللجان بالاتحادات الإقليمية والقارية والدولية.وشهد القطاع الشبابي والرياضي تحولات تاريخية ونقلة نوعية بعد سلسلة المراسيم التي أصدرها جلالة الملك ابتداءً بتعيين هشام بن محمد الجودر وزيرًا لشئون الشباب والرياضة بمرسوم رقم (27) لسنة 2015 الصادر بتاريخ 14 إبريل الماضي، ومرورًا بصدور مرسوم بقانون مؤخرًا بإلغاء المؤسسة العامة للشباب والرياضة وضمها إلى وزارة شئون الشباب والرياضة الأمر الذي ينبأ بمستقبل أكثر إشراقًا للحركة الشبابية والرياضية.
970x90
{{ article.article_title }}
970x90