أكد وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة أن انضمام البحرين للتحالف الإسلامي العسكري هو استمرار لسياسة المملكة الداعمة لكل الجهود الرامية إلى مكافحة الإرهاب، معرباً عن تطلعه إلى التوقيع على عدد الاتفاقيات خلال الفترة المقبلة مع روسيا تغطي مجالات مهمة من بينها التعاون العسكري وحماية الاستثمار، وتعزيز العلاقات وخاصة في مجالات الطاقة والسياحة والاستثمار. ووقع وزير الخارجية، لدى اجتماعه مع وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرجي لافروف أمس في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها إلى روسيا، على اتفاق بين حكومة البحرين وحكومة روسيا الاتحادية حول الإعفاء المتبادل من التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة والخدمية.
واستعرض القضايا التي تم التطرق إليها في المحادثات مع وزير الخارجية الروسي، وعلى رأسها موضوع الإرهاب، مؤكداً أن تشكيل التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب والمكون من 34 دولة إسلامية بقيادة المملكة العربية السعودية خطوة مهمة في إطار اضطلاع الدول العربية والإسلامية بمسؤولياتها في محاربة الإرهابيين الذين يستهدفون البشرية ويسيئون إلى الدين الإسلامي والمسلمين وهو ما يضع مسؤولية مضاعفة على الدول الإسلامية في الحرب ضد الإرهاب. ونوه بما تقوم به المملكة العربية السعودية من دور ريادي في مواجهة مختلف التهديدات التي تواجه دول المنطقة والعالم.
وخلال الاجتماع، تم استعراض علاقات الصداقة والتعاون الوطيدة بين البلدين الصديقين، والمستويات المتميزة التي وصلت إليها العلاقات البحرينية الروسية في شتى الميادين، والتأكيد على الحرص المشترك والمستمر على تطوير هذه العلاقات والارتقاء بها إلى أفضل المستويات بما يعزز المصالح المشتركة للبلدين الصديقين.
وأكد الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقد بعد الاجتماع، اعتزاز البحرين بما وصلت إليه العلاقات مع روسيا الاتحادية الصديقة من مستويات متقدمة في مختلف المجالات، وما شهدته هذه العلاقات من طفرة كبيرة بعد زيارة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى العام الماضي لروسيا واجتماع جلالته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالمقر الرئاسي بمدينة سوتشي الروسية، حيث كان لهذه الزيارة التاريخية نتائج ملموسة في علاقات التعاون المشترك بين البلدين، وكذلك زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء إلى مدينة موسكو ومدينة سانت بيترسبرغ، حيث تم بعد ذلك التوقيع على العديد من اتفاقيات التعاون بين البلدين في المجالات المختلفة.
ولفت إلى ان الحوار الاستراتيجي المستمر بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية وبين روسيا الاتحادية حيث أجريت ثلاث مراحل لهذا الحوار ومن المتوقع إجراء المرحلة الرابعة خلال العام المقبل.
وبخصوص اليمن، أوضح أنه كان هناك اتفاق على ضرورة نجاح حوار جنيف فيما يتعلق بالوضع في اليمن والتوصل لحل سياسي شامل يعيد الأمن والاستقرار ويؤدي إلى تحسين الأوضاع الإنسانية في اليمن.
وبالنسبة لسوريا، فهناك اتفاق على ضرورة الوصول لحل سياسي يقوم على مبادىء جنيف 1 كضرورة قصوى لإعادة الاستقرار للبلاد، وضرورة توحيد الجهود الدولية الرامية إلى القضاء على الإرهاب في سوريا .
وحول إيران، أشار وزير الخارجية إلى انها هي دولة جارة وتربطنا بها علاقات كبيرة لكن لدينا معها أيضاً مشكلة في العلاقات الثنائية في الوقت الراهن ليس من طرفنا نحن، بل نحن نتطلع إلى خطوات إيجابية من قبل إيران تجاه البحرين وتجاه دول المنطقة بوقف التدخلات وبناء الثقة، قائلاً «إن خطت إيران خطوة في هذا المجال وبدأت في تعزيز العلاقات فسنخطو خطوتين في هذا المجال.
إضافة إلى ذلك تم التطرق لبعض القضايا ذات الاهتمام المشترك .
من جانبه، هنأ سيرجي لافروف، الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة بمناسبة العيد الوطني للبحرين، معرباً عن عميق شكره لوزير الخارجية على تلبية دعوته لزيارة روسيا الاتحادية. وأكد اعتزازه بالعلاقات المتميزة بين مملكة البحرين وروسيا الاتحادية، وعن أمله في أن تشهد العلاقات الثنائية مزيداً من التنوع في مختلف المجالات.
وأشاد بالمحادثات مع الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة والتي تطرقت لجملة من القضايا ذات الاهتمام المشترك ومن أهمها سبل تطبيق ما تم التوصل إليه اتفاقيات بين البلدين الصديقين، وضرورة ترجمة وتنفيذ ما تم التوصل إليه وخاصة في مجالات الطاقة والاستثمار بشكل سريع، والمشاريع المشتركة في مجال الغاز، ودعم مساعي الشركات الروسية الراغبة في التعاون مع البحرين، ومواصلة الجهود لتسهيل نظام التأشيرات لرجال الأعمال من البلدين، مؤكدًا أهمية اللقاء المرتقب لمجلس الأعمال الروسي البحريني في المنامة في شهر فبراير المقبل.
وأكد سيرجي لافروف أن الاتصالات بين روسيا الاتحادية والبحرين إلى جانب أهميتها بالنسبة للعلاقات الثنائية فإنها مكون مهم للعلاقات بين روسيا ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، مشيراً إلى أن هناك آلية للتعاون الاستراتيجي وهي اللقاءات الوزارية، حيث جرى ثلاث لقاءات من هذا القبيل وستبادر روسيا الاتحادية لاستضافة اللقاء الرابع، إضافة إلى اللقاءات الثنائية التي تتسم بالصراحة حول كافة قضايا الشرق الأوسط ومشكلاته.
وأشار إلى أن مثل هذا الحديث الصريح مع الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة أكد تقارب وجهات النظر بين روسيا الاتحادية والبحرين في كل القضايا ذات الاهتمام المتبادل ومن بينها وضرورة تشكيل جبهة موسعة لمحاربة الارهاب، وتكثيف جهود التوصل لحل سياسي في سوريا واليمن عن طريق الحوار وبرعاية أممية.