ذكرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية التابعة لـ"حزب الله" في عددها الصادر اليوم، أن التحقيقات التي تجري مع النائب السابق حسن يعقوب "وكل المشتبه فيهم" على خلفية اختطاف نجل الرئيس الليبي السابق هنيبعل القذافي، تدور "في فلك ما أدلت به اللبنانية فاطمة. ه أرملة هلال الأسد القائد السابق لقوات الدفاع الوطني في اللاذقية". ولم تقدم الصحيفة أي معلومات إضافية عن شخصية "فاطمة" وما إذا كانت هي نفسها أم القاتل سليمان هلال الأسد الذي قتل ضابطاً تابعاً للنظام السوري في فترة سابقة.
ونقلت الصحيفة عن المدعوة "فاطمة" أنها هي التي توجهت إلى "أحد الأجهزة الأمنية" وأدلت "بكل ما تعرفه". وأن فاطمة تعرفت إلى هنيبعل معمر القذافي من طريق أخته عائشة. بينما تربطها علاقة "ود واحترام" بيعقوب كون الأخير "آزرها" بعد مقتل زوجها في الحرب السورية.
ويظهر من تفاصيل القصة التي نقلتها "الأخبار" عن فاطمة التي عرفتها بأنها أرملة هلال الأسد، أحد أبناء عمومة رئيس النظام السوري، بأنها رتّبت موعداً مابين نجل القذافي والنائب يعقوب، في إحدى مناطق دمشق. وأن لحظة اللقاء، خرج هنيبعل القذافي من سيارته واستقل أخرى، وتوجه مع آخرين كانوا في السيارة التي استقلها، إلى "طريق غير مأهول" وأنهم "توقفوا وأنزلوه ووضعوه في صندوق السيارة ثم ساروا به إلى البقاع" اللبناني.
وتضيف الصحيفة نقلاً عن فاطمة.ه أنها حاولت الاتصال بهنيبعل القذافي، هي وزوجته، للاطمئنان عليه بعد ساعات مرت على اختفائه، إلا أن هاتفه كان مقفلاً، وفي إحدى المرات ردّ عليها يعقوب قائلاً: "هنيبعل بخير وبأيد أمينة". ونقلت أن يعقوب وعدها بأن هنيبعل سيقوم بالاتصال بزوجته لتطمئن عليه، إلا أن "الأيام مرت على فاطمة" مابين اليأس والرجاء، إلى أن ظهر تسجيل لهنيبعل على وسائل الإعلام "فأدركت الفخ الذي نصبه يعقوب" لها ولنجل القذافي. فقررت اليوم الإفادة بما لديها.
وكانت الصحيفة نفسها، في عدد سابق، قد أشارت إلى فاطمة بأنها فقط "أرملة ضابط سوري". على غير ما حصل في عدد الصحيفة اليوم السبت، حيث حددتها بأنها أرملة هلال الأسد.
ولم يعرف ماذا كان رمز حرف الهاء الذي أشارت إليه الصحيفة، القصد منه "هلال الأسد". خصوصا أن الصحيفة قالت إنها لبنانية، علماً أن الاسم المتداول للسيدة فاطمة هلال الأسد، هو فاطمة مسعود. إلا إن كان لهلال الأسد زوجة ثانية وتحمل الاسم نفسه، وهذه مصادفة نادرة جدا.
فاطمة مسعود، والتي نشر موقع "العربية.نت" عدة تقارير عنها تداولتها الصحافة والمواقع الإلكترونية، كانت قد نشرت على صفحتها أواخر شهر سبتمبر الماضي، نبأ تعرضها لإطلاق نار من قبل امرأة من آل الأسد هي "هالة الأسد" وعرضت في صفحتها صورا لها وهي مصابة بأربع طلقات نارية. الأمر الذي يثير استفهاماً حول مانقلته الصحيفة اللبنانية من أن فاطمة قد تولت الاتصالات مابين الرجلين، يعقوب وهنيبعل، منذ ثلاثة أشهر، كما ذكرت الصحيفة، وهو التاريخ الذي يفترض أن تكون فيه فاطمة مسعود قيد العلاج من إصابتها بالطلقات النارية.
النقطة الأخرى التي تثيرها تصريحات فاطمة (سواء كانت أم سليمان الأسد أو سواها) هو مدى الصلاحيات الممنوحة لتلك السيدة، في سوريا، لكي تقوم بالاتصال والوساطة مابين نجل للقذافي، ونائب لبناني سابق لتأمين خدمات معينة له تختص بأفراد أسرته وتسهيل سفرهم.
خصوصا أن اللقاء الذي قامت فاطمة بترتيبه مابين الرجلين، تم في منطقة المزة في العاصمة السورية، كما نقلت الصحيفة المشار إليها سالفاً. وقول فاطمة إن علاقتها الودودة بيعقوب سببها مؤازرة الأخير لها بعد وفاة زوجها (هلال الأسد) هي ليست في صالحها، لأن هذا يثبت ولاءها للنائب المتهم باختطاف نجل القذافي، إلا أنه لا يفسر ظهورها بعد عملية الخطف، حيث من غير المعقول، في بلد كسوريا، أن يتحرك شخص كنجل القذافي، ويتواصل مع أرملة لابن عم الرئيس السوري، دون أن يكون أمن النظام مطلعاً على مجريات وتفاصيل هذه اللقاءات.
فاطمة.ه لازالت لغزاً. سواء كانت هي فاطمة مسعود الأسد، أم فاطمة اللبنانية التي لم تذكر الصحيفة شيئا عنها في هذا الخصوص. لكن كل الدلائل تشير إلى أن المقصود بفاطمة، هي نفسها السيدة فاطمة مسعود الأسد، أم القاتل سليمان، وزوجة هلال الأسد. إلا باستثناء نادر للغاية، وهو أن يكون لهلال الأسد زوجة أخرى تحمل نفس الاسم "فاطمة" وهو أمر مستبعد.