بدعم من وزارة شؤون الإعلام وتحت رعاية مؤسسة الأيام للنشر، استضاف مركز عيسى الثقافي تأبينا للمرحوم الكاتب الصحفي خالد البسام شارك فيه كل من جمعية الصحفيين وأسرة الأدباء والكتاب وجمعية آثار وتاريخ البحرين، وجمعية الثقافة بالخبر والشاعر علي الشرقاوي، ونخبة من المثقفين والأدباء ورجال الصحافة والسياسة والإعلام وعلى رأسهم مستشار جلالة الملك لشئون الإعلام سعادة الأستاذ نبيل بن يعقوب الحمر وسعادة وزير شؤون الإعلام وشؤون مجلسي الشورى والنواب عيسى بن عبدالرحمن الحمادي .
وبدأ التأبين بالوقوف دقيقة حداد على روح المغفور له وآيات من القرآن الكريم وعرض فيلم قصير عن الكاتب الراحل توفر على مجموعة صور ومقاطع فيديو مسجلة تسرد سيرته الصحافية والأدبية وإسهاماته التي أثرت التاريخ البحريني والخليج.
وفي كلمته بهذه المناسبة أكد سعادة وزير شؤون الإعلام وشؤون مجلسي الشورى والنواب عيسى بن عبدالرحمن الحمادي، أن الأسرة الأدبية والصحفية البحرينية والحركة الثقافية والإعلامية الخليجية والعربية، فقدت رائدا من رواد الفكر والإبداع وقامة شامخة في مجال الكتابة والتأليف الروائي والقصصي، وأحد حملة مشاعل التنوير الذين كرسوا حياتهم في نشر القيم الوطنية والإنسانية الراقية.
وأشار سعادة الوزير إلى أن البسام وإن كان قد رحل بجسده وارتقت روحه الطاهرة إلى السماء، إلا أن أعماله ومؤلفاته بقيت خالدة وشاهدة على عظمة عطائه الفكري والأدبي، وإسهاماته الرائدة في النهوض بالوطن والدفاع عن قضاياه وتدعيم منجزاته الحضارية والثقافية والأدبية والإعلامية.
ولفت سعادة وزير شؤون الإعلام إلى أن كتابات الراحل أسهمت كذلك في تطور الصحافة البحرينية والخليجية منذ عام 1981 وأثرت المكتبة العربية في مجالات الثقافة والآداب والكتب التاريخية فاستحق ثقة وتقدير واحترام الأوساط الثقافية والإعلامية والفوز بالمركز الأول في استفتاء كتاب الأعمدة المفضلين في الصحافة المحلية لعام 1999 وجائزة مجلس التعاون الخليجي في الإبداع في أكتوبر 2015، وحصول كتابيه "خليج الحكايات" و"صدمة الاحتكاك" على شهادة أكثر الكتب انتشارا في بريطانيا وغيرها من شهادات التكريم.
واختتم الوزير كلمته قائلا: ترجل أحد فرسان الكلمة الصادقة والأخلاق العالية تاركا من خلفه مسيرة حافلة بالعطاء والإنجاز والإبداع في حب الوطن والنهوض بالإنتاج الثقافي والأدبي ومثالا رفيعا في روح التسامح والإنسانية ورصيدا كبيرا من الحب والتقدير في قلب كل إنسان تعامل معه وفي وجدان كل مثقف وصحفي بحريني وخليجي وعربي، تغمده الله تعالى بواسع رحمته ومغفرته وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
وقالت عائلة الكاتب الراحل في كلمتها أنه رحل بهدوء كما عاش ولم يرتووا من أحاديثه وكتاباته التي كان يبتعد فيها عن كل القضايا التي تثير الفرقة والطائفية وكان دائما يحاول رسم البسمة والفرح في قلوب الناس متحديا كل الأوضاع المحلية والعالمية التي تدمي القلوب
ورغم تكريمه في كثير من المناسبات إلا أن عائلته أشارت لأنه لم يكن يحب البروتوكولات ويعتذر دائما عن حضور الحفلات وكان آخرها تكريمه في الدوحة بجائزة مجلس التعاون ككاتب من ضمن 3 مبدعين وكان دائما يقول أن حب الناس ومتابعتهم لكتبي هو أكبر تكريم.
وتقدم رئيس تحرير صحيفة الايام الأستاذ عيسى الشايجي بالشكر للحضور وعائلة البسام والأستاذ ابراهيم بشمي الذي أشرف على اعداد وتنظيم الحفل، وقال في كلمته، انه لمن دواعي الشرف لصحيفة الايام ان يكون الفقيد الزميل الكاتب خالد البسام رحمة الله عليه احد مؤسسي الصحيفة، حيث كان للفقيد بما يتحلى به من قدرات متميزة في الصحافة مساهمات كبيرة في الانطلاقة، الأولى للصحيفة وذلك في العام 1989.
وأكد الشايجي أن الفقيد خالد البسام بعث التفاؤل بمستقبل الصحيفة بروحه الجميلة وقلمه الرشيق وافكاره النيرة، وقال أن ما بين الفقيد خالد البسام والقلم علاقة حب ودفئ، فهو رحمه الله لم يستسغ قيود الوظيفة الروتينية، بل كان دائماً يحلق عالياً بأفكاره في مساحات شاسعة، شأنه في ذلك شأن كل المبدعين، لافتا إلى أن البسام كان قارئاً متعمقاً لما بين السطور، ولذلك فقد كان كاتباً وصحفياً متميزاً في اسلوبه وفي افكاره، وكان مؤرخاً يعرف كيف يقتنص المعلومة القيمة التي تهم الناس، وبفقدانه فقدت الايام والبحرين احد اهم كتابها المتميزين الذي حظي بالمتابعة الكبيرة من القراء.
من جانبه أكد رئيس جمعية تاريخ وآثار البحرين الأستاذ عيسى أمين في كلمته على أن الكاتب الحقيقي لا يموت لافتا إلى أن البسام منح قراءه الإحساس بالإنسانية ورفعهم من مستوى الأرض، وأعاد تشكيل الحياة بقلمه، وقال أن أمثال الراحل لا يموتون مستشهدا بالتاريخ العربي والإسلامي في هذا الشأن، لأن أمثاله من يشكلون المشهد الثقافي.
وتقدم رئيس أسرة الأدباء والكتاب الأستاذ إبراهيم بوهندي بالنيابة عن الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الأديب محمد سلماوي بأحر التعازي لعائلة الفقيد العزيز وكل أهله وأصدقائه، وقال أن أسرة الأدباء والكتاب يشرفها أن يقترن اسم الفقيد بأسماء لها حضور لافت في كيان البحرين الأدبي العريق، وأن يذكر له إسهاماته ضمن مسيرة الإبداع الخالدة في المشهد الأدبي والثقافي لمملكة البحرين.
وقال رئيس جمعية الصحفيين ورئيس تحرير صحيفة البلاد الأستاذ مؤنس المردي أن الأمسية تهدف للتعبير عن العرفان والوفاء للكاتب الراحل منوها إلى أن رحيله أحدث صدمه في قلوب محبيه إلا أن العزاء كان في مشاعر الحب الفياضة والصادقة التي تجسدت في اللقاء، وكذلك ما تركه الفقيد من إرث أدبي وصحفي ثري سيظل محفورا في الذاكرة ومصدر فخر ومرجع مهم، حيث كان الراحل أهم أحد رجالات الصحافة البحرينية والخليجية بأعماله الرائدة وأدبه الرفيع وأخلاقه العالية، ورحيله ترك خسارة كبيرة في الأوساط الصحفية والثقافية والأدبية.
واستذكر الكاتب إبراهيم بشمي صفات الراحل مؤكدا أنه كان شخص رهيف الإحساس هادئ يرسم البسمة وقليل الكلمات وكانت الكتب كنزه الثمين فاستطاع أن يستنطق الأوراق بأسلوب رشيق وسهل ممتنع، وأن يعيد الذكريات ويستعيد بعض التواريخ ليعيد تخليق الحوادث وقد تمكن من إعادة الثقة والحماس لقراءة التاريخ.