قال الكاتب د.صفوق الشمري إنَّ التصرف السيئ والمستفز الذي قام به الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بزيارة جزيرة أبوموسى الإماراتية المحتلة يعطي دلالة واضحة على أخلاقيات جار السوء، الذي ابتلينا به في الخليج العربي!. وأشار د.صفوق الشمري، في مقال بصحيفة “الرياض” أمس تحت عنوان “ما الفرق بين الاحتلال الإيراني والاحتلال الصهيوني؟”، إلا أنَّ الاحتلال له لون وطعم واحد! سواء أتى من قريب أو غريب! له نفس الطعم المر، وهو طعم اغتصاب الأرض! وأضاف “مهما حاولت دول الخليج التعقل واستخدام الدبلوماسية وحسن الجوار، إلا أنه دائماً ما تقابل إيران ذلك بالإساءة وعدم الاتزان، فبينما أتى الإيرانيون صاغرين لاجتماع تركيا مع الدول الست بخصوص ملفها النووي وقدموا تنازلات ومرونة غير معهودة، فاجأت حتى الأوربيين والأمريكيين بسبب قسوة العقوبات والتهديد المبطن، وجلسوا في الاجتماع كالتلميذ المهذب الخائف من معلمه، نجد أنَّ رئيسهم يقوم بزيارة عنجهية لأرض مغتصبة من الخليج، ويقول بكل وقاحة إنها أرض إيرانية!، وهي لم تكن في يوم ما كذلك ولن تكون مستقبلاً!، للأسف إنَّ الإيرانيين يفهمون الأسلوب المهذب لدول الخليج على أنه ضعف! ويهددون ويتوعدون مع أنهم أعرف الناس بأنهم مجرد بالونة هواء، مع أيِّ احتكاك حقيقي ستنفجر! وترجع لحجمها الطبيعي! وأي عارف بالأمور الاستراتيجية والعسكرية يعرف أنَّ قوة إيران هي قوة ورقية ونباح إعلامي للتغطية على مشاكلها الداخلية”. وقال الشمري “السؤال بماذا هم يتفاخرون؟، بأسطول طائراتهم المهترئة التي أكلها الصدأ لعدم وجود قطع غيار، والتي يتساقط جزء منها كلما قامت باستعراض عسكري، وبطلاء طائرات أف-5 القديمة بطلاء حديث وتسميتها باسم إيراني جديد والادعاء أنها صناعة إيرانية؟!. أم بأسطولهم البحري الذي قامت البحرية الأمريكية بتدميره في الثمانينيات ببضع ساعات! أم بغواصاتهم القديمة والكبيرة مقيدة الحركة التي لا تصلح للخليج العربي، كأنها حوت في مسبح صغير! أم بصواريخ التنك البدائية التي لم يسعفها حتى الفوتوشوب في تحسين أدائها”. وأشار إلى أنه عندما قال ديفيد بتريوس إنَّ سلاح الجو الإماراتي بمفرده قادر على تدمير السلاح الإيراني، فإنه لم يبالغ وقال الحقيقة التي يعرفها كل العسكريين! فما بالكم وأسلحة دول الخليج مجتمعة! قوة إيران الوحيدة هي التخريب! وهذا ما تقدر عليه حتى العصابات وليس الدول! وإنْ كانت القيادة الإيرانية في تفكيرها لا تختلف كثيراً عن العصابات! وأوضح أنَّ الهدف من الزيارة هو لفت الأنظار وتحويلها عن حليفه السوري مجرم دمشق! إنَّ كل ما يحدث حالياً من شغب في البحرين والتي تسمى زوراً معارضة! (هناك فرق بين المعارضة والعمالة) وما يحدث من تحريك للقاعدة في اليمن وخطف الدبلوماسي السعودي، إنما يحدث بأياد وتحريض إيراني لتخفيف الضغط عن النظام المجرم في سوريا! والذي سيسقط بإذن الله لا محالة! القاعدة والعملاء في البحرين ما الذي أثارهم في هذا الوقت؟ إنْ لم تكن الأوامر الإيرانية قد صدرت! هذا بالإضافة لذنبهم الآخر دكتاتور بغداد الجديد الذي أظهرت التقارير أنَّ إيران سرقت من حقوله النفطية السنة الماضية 17 مليار دولار ولم يفتح فمه بكلمة! بينما عندما يتحدث عن دول الخليج يزبد ويرعد!”. وأضاف تصرفات إيران وعملائها في المنطقة تذكرنا ببيت الشعر الشهير: إذا أنتَ أكرمتَ الكريمَ ملكته وإنْ أنتَ أكرمتَ اللئيمَ تمردا إيران وهي لا تملك سلاحاً نووياً وتسبب كل هذه الفوضى والدمار! فما بالكم إنْ هي ملكته!. ولئن تُقصف إيران وتدمر أحب إليَّ من إيران نووية يمتد شرها لكل العالم! وخصوصاً العرب! وبيّن “لا أرى أيّ فارق بين احتلال إسرائيل لفلسطين، واحتلال إيران للجزر الإماراتية! فكلها احتلال بالقوة ورفض للتفاوض والشرعية الدولية! بل أعتقد أنَّ احتلال إيران أسوأ من إسرائيل! فعلى الأقل حكومة إسرائيل تستمع لصوت عمتها أمريكا، والأمريكيين قادرون إلى حدٍّ ما على التحكم بتهور الإسرائيليين، لكن القيادة الإيرانية كالثور الهائج أو كالمراهق المتشنج، قادر على إيذاء نفسه وإيذاء غيره دون تحكم في تصرفاته!، يجب وضع حدٍّ لهذا التهور الإيراني فليس ذنب الخليج أنه كلما حصلت مشكلة داخلية في إيران، أو لأحد حلفائها قاموا بتصديرها للخليج العربي، يجب المعاملة بالمثل ويجب أنْ لا ترمي الناس بالحجر وبيتها من زجاج، فكلنا يعرف ضعف الداخل الإيراني ومشاكل الأقليات، والتي لا تعتبر أقليات بل تعادل أكثر من نصف الشعب الإيراني”. وطالب د.صفوق الشمري الخليجيين بالتحرك كجسد واحد والرد على إيران بقوة حتى لا تتطاول أكثر، من ذلك وقانون المعاملة بالمثل قانون سياسي عالمي! ومن يتدخل في شؤونك لمَ لا تذيقه طعم التدخل في شؤونه؟، أما المواطن الخليجي فمن واجبه وأقل ما يفعله مقاطعة كل المنتجات الإيرانية حتى ترى إيران جزءاً مما هو قادر على فعله، فالنظام الإيراني يبدو أنه لا يعرف إلا لغة العقوبات، وتهذيبه في محادثات تركيا مع الدول الست أكبر مثال.