كتبت - هدى عبدالحميد: اعتبرت فعاليات أنَّ استمرار إيران بالتصعيد ضد دولة الإمارات العربية المتحدة يعرقل الجهود والمحاولات، التي تبذلها أبوظبي لتسوية احتلال جزرها الثلاث المحتلة سلمياً، ويؤكد عدم احترام طهران لمبادئ حسن الجوار وضربها بعرض الحائط كل الأعراف والقيم، مشيرين إلى ما أعقب زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لجزيرة أبوموسى من دعوات لإنشاء محافظة تضمُّ الجزر الإماراتية المحتلة الثلاث (أبوموسى، وطنب الكبرى، وطنب الصغرى) وإرسال فرق علماء آثار للتنقيب يعتبر استفزاراً جديداً للإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي. وأكَّدت الفعاليات أنَّ زيارة نجاد لـ «أبـــــــــــوموســــــــــــى” وإطـــــــــــــــــــــلاق التصريحات التصعيدية التي أعقبتها، ما هي إلا محاولة إلى تصدير المشاكل الداخلية، التي تعاني منها إيران إلى دول المنطقة، وأشاروا إلى أنَّ تلك الزيارة تثبت النوايا التوسعية لإيران في المنطقة، وتضيف عامل توتر جديد في العلاقات الإيرانية - الخليجية، لافتين إلى أنه لا مفرّ من اللجوء إلى التحكيم الدولي في هذه القضية، لأنَّ إيران لا تستطيع أنْ تواجه دول مجلس التعاون التي تملك القدرة والقوة لاسترداد حقها بكل الوسائل الممكنة. استرداد الحق المسلوب: فمن جانبه، أكَّد النائب علي الزايد أنَّ ما تقوم به إيران من خطوات تصعيدية هو استفزاز للإمارات ودول الخليج العربية وأنَّ زيارة نجاد لجزيرة أبوموسى والتصريح بإنشاء محافظة تضمُّ الجزر المحتلة الثلاث وبعث علماء آثار للتنقيب هناك، يؤكد عدم احترام إيران لحسن الجوار، وهو سلوك يتسق مع ما عرف عن السياسية الصفوية الإيرانية وأفكار حكومة ولاية الفقيه. وأوضح الزايد أنه في ظلِّ هذه الخطوات التصعيدية الإيرانية، يجب أنْ تلجأ دولة الإمارات بأسرع ما يمكن إلى محكمة العدل الدولية، بغية استرداد حقها المسلوب من قبل إيران، كما يجب على مجلس التعاون الخليجي اتخاذ موقف حازم ضد تدخل إيران السافر في الشأن الخليجي، إذ لا يحق لها أنْ تفعل ما تشاء دون ردع أو حسم، لأنَّ ما تقوم به إيران تجاه الجزر الإماراتية يأتي ضمن سياسة الفوضى التي تحكم إيران. وشدَّد النائب على ضرورة أنْ تكون هناك وقفة حازمة خاصة من دول الخليج العربية والدول العربية لمساندة الإمارات، وطالب بوقفة جادة من قبل جامعة الدول العربية أيضاً تندد بالسلوك الإيراني وتطالبها بالقبول بالتحكيم الدولي بشأن احتلال جزر الإمارات العربية. ونفى الزايد أنْ تكون رغبة إيرانية تهدف لجرّ المنطقة إلى حرب لأنها ليست قادرة على خوضها، وإنما تسعى للتغطية على التذمر الشديد في الداخل الإيراني والرفض الشعبي لسياسة الحكومة الحالية، في مواجهة المشاكل الداخلية الناجمة على سوء إدراتها للملف النووي والضغوط الدولية في هذا الصدد، مما يدلُّ على الشرخ العميق في بنية المجتمع الإيراني. إفشال المخطط الصفوي: وفي السياق ذاته قال أمين عام جمعية ميثاق العمل الوطني محمد البوعنين إنَّ التصعيد الإيراني الراهن بشأن الجزر الإماراتية المحتلة الثلاث، أو على دول مجلس التعاون أصبح مألوفاً ومكشوفاً، إذ تتعمد إيران افتعال مشاكل مع دول الجوار الإقليمي للهروب من مواجهة أوضاعها الداخلية السيئة، والاستياء والغليان الشعبي من سياسات حكومة وولاية الفقيه الفاشلة. وأضاف البوعنين: “طهران تريد أنْ تغطي على مشاكلها الداخلية بافتعال أزمات في الخارج، ولكن يجب علينا كحكومات وشعوب دول الخليج العربي وكل الدول العربية أنْ نقف وقفة واحدة في مواجهة هذا الصلف، ولإفشال المخطط الصفوي الذي يريد أنْ يزعزع أمن واستقرار دولنا مستغلاً بعض ضعاف النفوس والطابور الخامس، لإشعال الفتن في المنطقة”. وأوضح أنَّ المواطن العربي يعيش في ظلِّ ظروف أفضل آلاف المرات مما يعشيه المواطن الإيراني، سواء على الصعيد الحقوقي أوالاجتماعي، أوالاقتصادي. وشدّد على أنهم يعملون جاهدين لإضعاف اقتصاديات دول مجلس التعاون الخليجي، لكي تكون لقمة سائغة سواء عن الطريق الإعلامي، أو عن تحريض تحريك بعض ضعاف النفوس، ودعا من يعجبه حال النظام الإيراني أنْ يعيش في إيران، وأنْ يتمتع بالنعيم المزعوم. وأشار أمين عام جمعية الميثاق إلى محاولة طهران إطلاق اسم “محافظة” أو”ولايــــــــــــــــــــــة” على الجزر العربية الإماراتية المحتلة، وتغيير مسمى “أبوموسى” إلى “بوموسى” ما هو إلا محاولة تكريس للاحتلال، والأمر الواقع على هذه الجزر ومن ورائها الساحل الغربي للخليج العربي، الذي احتلته إيران سابقاً بمعاونة بريطانيا، وهي تحاول جاهدة حتى الآن تنفيذ هذا المخطط التوسعي، وعليه يجب علينا كدول مجلس التعاون وكنخب سياسية أو اقتصادية أنْ نفهم جيداً ماذا تريد إيران، وأنْ نعمل جاهدين على إفشال هذا المخطط الصفوي. محاولة توسيع رقعة الأزمة: وعلى صعيد متصل، قال الشيخ الدكتور أسامة بحر: “نحن نرفض الأمور الاستفزازية التي تقوم بها إيران تجاه دول الجوار”، وأعتقد أنَّ توقيت زيارة الرئيس الإيراني لجزيرة “أبوموسى” قصد منه التصعيد ومحاولة جر بلاد الجوار إلى مصادمات، وفتح ملفات شائكة لصرف أنظار العالم عن متابعة تطورات الثورة في سوريا، وكشف حقيقة الوضع الداخلي المتردي في إيران نفسها، ومحاولة توسيع رقعة الأزمة المفتعلة في مملكة البحرين إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وجذب المملكة العربية السعودية للدخول في هذا الصراع. وفسَّر بحر أسباب زيارة أحمدي نجاد لجزيرة أبوموسى، بأنها تأتي كرد فعل من موقف دول مجلس التعاون الخليجي المناهض لانتهاكات نظام بشار الأسد ضد الشعب السوري الأعزل. وأضاف: “عقب تصعيد أعمال الإرهاب في البحرين واستخدام التفجيرات والعبوات الناسفة ضد رجال الأمن، فجَّرت طهران قضية جزر الإمارات المحتلة من جديد، وهذا ليس بشيء جديد، فهي تطالب بالبحرين وسبق أنْ حاولت احتلال عمان واحتلت الأحواز، وهذا ليس بغريب على سياسة التوسع التي تنتهجها إيران وتشابه نفس الأسلوب الإسرائيلي في احتلال الأراضي العربية ورفض التفاوض أو الحوار”. ودعا الشيخ إيران لتحكيم العقل لأنَّ التصعيد لا يخدم وضعها الداخلي بل يزيده تأزيماً، والعنف عقوبته وخيمة ومرفوض والرسول صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الرفق، فما كان الرفق في شيء إلا زانه وما كان العنف في شيء إلا شانه. وأضاف: “نقف قلباً وقالباً مع إخواننا في الإمارات وهم أهل الكرم وما يقال في حقهم قليل، من ناحية التسامح وحسن الجوار ومساندتهم للقضايا العربية، ونرفض احتلال الجزر الثلاث، وما تقوم به إيران من تجاهل تام للدعوات العربية والإسلامية والدولية وكأنَّ القضية محسومة لصالحها”. وقال إنه إذا لم تستجب إيران للحلول السلمية والعقلانية، فأعتقد أنَّ الدول العربية والخليجية ليست ضعيفة ولديها من الإمكانيات ومن القوة ما يجعلها مؤهلة للمطالبة واسترداد حقها بمختلف الطرق والأساليب المتيسرة. ولا تزال إيران تواصل ممارساتها الاستفزازية وتصعيدها تجاه دولة الإمارات العربية المتحدة بعد زيارة رئيسها أحمدي نجاد إلى جزيرة أبو موسى الإماراتية المحتلة الأسبوع الماضي، حيث أعلنت وسائل إعلام إيرانية أن فريقاً من العلماء سيتوجه قريباً إلى جزيرة أبو موسى للتنقيب عن الآثار، رغم إعلان مجلس الوزراء الإماراتي استعداده للتفاوض مع إيران بشأن أبو موسى وجزيرتي طنب الكبرى وطنب الصغرى. ونقلت وكالة “أرنا” الإيرانية الرسمية للأنباء عن مساعد رئيس مؤسسة التراث الثقافي والصناعات اليدوية والسياحة الإيرانية، سعود علويان أن فريقاً من علماء الآثار يضم أساتذة من جامعة طهران وخبراء من أكاديمية التراث الثقافي ومعنيين بمجال التنقيب والآثار، سيتوجهون في غضون الأيام الـ20 المقبلة إلى جزيرة أبو موسى للتنقيب عن الآثار. ويشار إلى أن إيران احتلت جزر أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى منذ سبعينيات القرن الماضي، وكان المجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي جدد في نهاية اجتماعه في الدوحة مؤخراً بدعوة من الإمارات “دعمه المطلق للسيادة التامة للإمارات على ثلاث جزر في الخليج”، كما استنكر بشدة زيارة نجاد إلى جزيرة أبو موسى “باعتبارها عملاً استفزازياً وانتهاكاً صارخاً لسيادة الإمارات”. ولكن إيران قللت من المواقف الإماراتية والخليجية وجددت التأكيد على ملكيتها للجزر الثلاثة. ومن جهة أخرى، تناولت صحيفة (الحدث) السياسية اللبنانية عن وكالة أنباء العربية أن إيران تدفع للمواجهة وتنشر أنظمة هجومية ودفاعية بالجزر الإماراتية؛ إذ أعلن قائد القوات البحرية في الحرس الثوري الإيراني الأدميرال علي فدوي عن نشر أنظمة هجومية ودفاعية على الجزر الثلاث “أبو موسى” و«وطنب كبرى” و«طنب صغرى” المتنازع عليها مع الإمارات. وأشار فدوي في تصريحات متلفزة نشرها موقع قناة “العالم” الإيرانية إلى قيام الحرس الثوري الإسلامي في إيران بنشر مشاة البحرية على الجزر الثلاث. ولوحت إيران، في وقت سابق الخميس، بقدراتها العسكرية في حال فشل الدبلوماسية في حل الخلاف القائم مع دولة الإمارات حول الجزر المتنازع عليها، والذي عاد للواجهة بعد زيارة نجاد لجزيرة “أبو موسى”، وهي الزيارة التي وصفتها حكومة أبوظبي بأنها عملاً “استفزازياً”.