قال الكاتب في صحيفة الحياة اللندنية جهاد الخازن، إن “الوفاق” تريد إقامة نظام حكم ديني على أساس ولاية الفقيه يسلب الآخرين حقوقهم، زاعماً أن عدد القتلى بالمدارس الأمريكية أكثر مما قُتل بشوارع البحرين كلها منذ بداية الأزمة. وأوضح أن الميديا الغربية وتحديداً الصحف البريطانية والأمريكية، أخطأت كثيراً في تعاملها مع أحداث البحرين منذ بدئها قبل 14 شهراً، وارتكبت مزيداً من الأخطاء في تعاطيها مع سباق الفورمولا1 الأحد الماضي، مضيفاً “ليس السبب مؤامرة صهيونية أو أجندة سرية، وإنما هو الجهل، فالجهل كما يُزعم له أكثر من الهيدروجين في هذا العالم”. ولفت الخازن إلى أن الصحافة الغربية تعتقد أن المعارضة البحرينية تريد أن تستبدل النظام الملكي في البحرين بديمقراطية تعددية برلمانية، وهذا خطأ واضح وفاضح، إلا للذين اختاروا أن يغلقوا عيونهم. وأضاف أن قيادة المعارضة من الوفاق، مثل علي سليمان أو المرشد عيسى قاسم، تريد إقامة نظام ديني شيعي على أساس ولاية الفقيه يحرم كل مذهب آخر أو إثنية حقوقها، وينصب مرشداً كالمرشد في قم يسلب الناس حريتهم الشخصية على أساس مفاهيم مذهبية ضيقة، تعكس مفهوم أقلية الأقلية بين مسلمي العالم. وتابع الخازن “يكفي أن نضع قائمة بالدول والأطراف التي تؤيد المعارضة في البحرين لحسم الجدال حول الهدف، كل حديث غير هذا جهل بدأ بالتقسيط، وتحول إلى تسونامي يدين كل من خُدع في الميديا الغربية بكذب قيادة المعارضة وأتباعها”. وأوردت كاتب المقال أمثلة حول تعاطي الصحف الغربية مع أحداث البحرين، وقال إن صحيفة “وول ستريت جورنال” الليكودية كان عنوان خبرها عن البحرين بتاريخ 11 أبريل “العنف يندلع في بلدات البحرين ويهدد المحادثات”، وتساءل الكاتب “أي محادثات؟ “الوفاق” قاطعت المفاوضات من البداية، وتريد الموافقة على طلباتها قبل الجلوس إلى المائدة، أما العنف فالشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع، وأولاد أرسلهم الكبار الجبناء استعملوا زجاجات المولوتوف الحارقة، وأُصر على أن هذه أسوأ من الغاز أو في سوئه”. وأشار الخازن إلى سطرٍ بخبر “وول ستريت جورنال” لفت نظره، ويتحدث عن أوجه شبه بين الوضع في البحرين وسورية، وأردف “قرأت مقارنة مماثلة في “واشنطن بوست” في افتتاحية كتبها مجلس التحرير الذي يضم ليكوديين معروفين ونشرت في 14 أبريل، وفي اليوم التالي كان باتريك كوكبرن في “الأندبندنت” يتحدث عن ازدواجية المعايير، وهو يقارن بين تجاهل أمريكا وبريطانيا الوضع في البحرين والتركيز على سورية، وكان الكاتب نفسه تحدث قبل 3 أيام عن الإصرار على إجراء الفورمولا1 رغم تزايد العنف”. وقال إن هذا “العنف” كان غاز الشرطة وزجاجات المعارضة الحارقة، فيما كان يقتل في سورية بعد الظهر أكثر ممن قتل في البحرين منذ 14 فبراير 2011، “الميديا الغربية أشارت إلى الفرق بين سورية والبحرين ثم قالت إنما...”. وزعم الخازن أنه في الفترة منذ بدء المعارضة محاولة فرض نظام شيعي على البحرين، قُتل في مدارس أمريكا وحدها أكثر مما قتل في شوارع البحرين كلها. وأضافت الصحيفة “لم تترك “الغارديان” الفرصة تفوتها، فقالت في خبر إن “فرق الفورمولا1 تدعو إلى إلغاء مسابقة البحرين”، ووجدت أن كاتبي الخبر يعتمدان على مسؤول واحد في فريق واحد دون تسميته، وأنا واثق أن الكاتبين نقلا بدقة ما قال الرجل، واعتراضي أنه لا يمثل سوى نفسه”. وتابعت “السباق جرى دون مشكلة، وانتظر نتائج التحقيق في سقوط قتيل، ولكن لم تعتذر صحيفة واحدة أو تتراجع، بل إن “الغارديان” نشرت رسماً كاريكاتورياً عن زجاجة شمبانيا تفيض دماً، غير أنني لا أعذر “التايمز” عن رسم لشيخ يملأ سيارة سباق يقودها رئيس الاتحاد الدولي للسيارات بيرني أكلستون، فهذه الجريدة أيدت الحرب على العراق حيث قتل مليون مسلم غالبيتهم من الشيعة، وهي الآن وسط تحقيق قضائي كجزء من إمبراطورية روبرت ميردوخ الصحافية المتهمة بالتنصت على الأحياء والموتى، ولا تستطيع أن تحاضر في الأخلاق الحميدة لأنها مجردة منها”. وقال إن “نيويورك تايمز” قررت عشية الفورمولا1 أن المسابقة لا تسير حسب الخطة الموضوعة، لافتاً إلى أنها جرت حسب الخطة تماماً، والمعارضة أحرقت إطارات في قراها، واحتفل المشاركون والمتفرجون بنجاح السباق، وغادروا البحرين بأمان كما دخلوا، وغداً تكنس الميديا الغربية خطأها تحت السجادة وتركز على الخطأ التالي، حتى ينكشف فتنتقل منه إلى غيره.