تجاوباً مع إعلان جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، عن تخصيص يوم السابع عشر من ديسمبر من كل عام يوماً للشهيد، لبى صرح الميثاق الوطني دعوة جلالته من خلال عمل فني بعنوان "ملحمة الشهداء".
"ملحمة الشهداء" عمل مكون في صورته الأولى من لحن مُبتكر، يُعزف على آلة موسيقية واحدة (العود)، وكلمات تستعرض اللحظات الأخيرة من حياة شهيد قدم حياته فداءً للوطن. ويجسد العمل قيم الصرح الوطني المُتمثلة في العطاء والشجاعة والتفاني والتضحية من أجل رفعة الوطن.
العمل من فكرة وكلمات وإلقاء د. خولة المهندي، تُصاحبها معزوفة رائعة نُسجت بأنامل فارس العود العراقي الفنان سعد محمود جواد الذي أنجز التأليف الموسيقي والعزف في وقت قياسي رغم تعرضه لإصابة في يده اليمنى.
من جهتها، قالت د. خولة المهندي "أهلنا الأعزاء أسر الشهداء الذين هم في قلوبنا، الأخوة الأفاضل، الأخوات الفاضلات الذين أتوا اليوم ليكونوا معنا، مع أهلنا أسر الشهداء. هذا العمل الفني حرصنا أنا وأخي العزيز فارس العود الأستاذ سعد محمود جواد أن نقدمه لكم، وأنجزناه في وقت قياسي لأننا أردنا أن نقول لأسر الشهداء جميعاً أنكم في قلوبنا، أننا نشعر بكم. قد تمر أيام وقد تمر ليالي وقد تمر شهور وقد تمر سنون وكلٌ منشغلٌ في حياته، بينما في أسر الشهداء من يتذكر فقيداً عزيزاً لن يعود. هذا الفقيد لم يرحل كما رحل الآخرون ولكنه رحل كأكرم ما يكون، رحل لأجلنا جميعاً قدم أغلى ما يملك لأجل وطنه ولأجلنا جميعاً. لذلك كان هذا العمل الذي حاولنا من خلاله أن نسرد اللحظات الأخيرة التي عاشها الشهيد بحزنها، بألمها، بلحظات يائسة ربما فيها سرعان ما تزول ويحل محلها شعور غامر يملأ كل شيء. العمل القيم كما نحن جميعاً على ثقة تامة أن اللحظات الأخيرة كان شهداؤنا فيها في قمة الجمال والفرح والثقة والفخر لأنهم قدموا أرواحهم طوعاً لأجل هذا الوطن ولأنهم يعلمون أن هناك جنة تنتظرهم. جنة رأوها بقلوبهم المحلقة لحظة الرحيل في سيبان الماء في البلابل في النخيل في الغيلم في تلك الأصوات الجميلة في الصحاري في الشطآن رأوها في البحرين. الجنة التي كان يحلم بها شهداؤنا في لحظاتهم الأخيرة هي الوطن، هي جنة الوطن التي بإذن الله تعالى سيكونون فيها وسيكون معهم ذووهم وبإذن الله نكون نحن أيضاً معهم في أجمل صورة وحال. وأن الله سبحانه وتعالى وعدنا بأن (من يعمل خيراً يرى)، ونتذكر في هذا اليوم في ذكرى المولد النبوي الرسالة المحمدية، رسولنا الأعظم (ص) الذي جاء برسالة الحب والسلام والخير، رسالة الرحمة والوفاء وتقديم كل ما هو غالي من أجل هدف نبيل".
وأضافت "نتذكر في هذا اليوم أن ندعو لشهدائنا، ونتذكر بأننا كلنا خلقنا الله سبحانه وتعالى في هذا العالم لهدف. وعندما ندرك ذلك الهدف، عندما نقدم كل ما نملك من أجل ذلك الهدف، نكون قد حققنا السعادة الأبدية التي يتمنى أن يحظى بها كلٌ منا".
وتابعت بالقول "تحية من القلب لأسر الشهداء، أنتم في قلوبنا صرح الميثاق الوطني يقول لكم هذا مكانكم، ستدعون في كل مناسبة ومن غير مناسبات، أطفالكم هم أطفالنا، سيلعبون معنا وسيتعلمون معنا المنظومة القيمية السامية لصرح الميثاق الوطني والتي تمثل قيمنا البحرينية العربية الإسلامية الإنسانية. فتحيةً لكم من الأعماق، ومن صرح الميثاق الوطني، ومن كل أخٍ واختٍ حاضرين معنا هذا اليوم تحية لأسر الشهداء العظام".
من جهتها، قالت السيدة نورة عبدالله عمة الشهيد عبدالمنعم حسين في كلمة بالنيابة عن أسر الشهداء "الحمد لله الذي أكرمنا وشرفنا بأن يكون لنا بين أسماء الشهداء شهيداً، وأن يترجم حبنا لوطننا، وولائنا لقادتنا قولاً وفعلاً، فالوطن نفديه بكل غالٍ ونفيس، ونقدم أرواحنا رخيصة في سبيلة فأرواحنا وأبناؤنا وأموالنا فداءٌ للوطن وقادته، ونحن على عهدهم بنا نبادلهم الحب بالحب وال الوفاء بالوفاء".
وأضافت "إن الدفاع عن تراب البحرين والأمة العربية لهو شرف عظيم، وإنها لتجارة رابحة، استلهمتها جنودنا الباسل من كتاب الله عز وجل، وغرسها في نفوسهم قادتنا العظام، فمنهم من قضى نحبة، ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا فإنها إحدى الحُسّنَيين إما النصر وإما الشهادة في سبيل الله والوطن والدين".
وتابعت "فأرواحنا فداء للوطن، فداء للدين والعروبة وواجب علينا الدفاع عن ديننا وعروبة أوطننا وكرامتنا، إن دماء شهدائنا التي سالت هي البساط الأحمر نحو وطن لغد مشرق الذي خلد أسمائهم بوسام السعفة والياسمينة رمز السلام والوفاء لشهداء الواجب، وذلك في جلوس جلالة الملك حفظه الله ورعاه والذي خصصه جلالته يوماً للشهيد، تقديراً من جلالته لتضحيات الشهداء في سبيل رفع رايه مملكة البحرين والدفاع عن الهوية العربية والإسلامية ودحر قوى الباطل والظلم والطغيان ونصراً للشرعية في اليمن الشقيق".
وختمت بالقول "نترحم على أرواح شهدائنا الباسل وشهداء دول مجلس التعاون الخليجي والدول المشاركة في التحالف العربي، فالشهادة شرف عظيم ونحمد الله أنه مَنَّ سبحانه علينا وكرمنا بشهادة خمسة من خيرة جنود البحرين البواسل. إن أرواحهم الطاهرة وذكراهم الطيبة ستبقى خالدة في وجداننا، نستمد منها العزم والقوة والوفاء والولاء للبحرين وقادة البحرين ونعاهدهم بأن نبقى على العهد جنوداً أوفياء للوطن والقادة والأمة والدين، ملبيين لنداء الواجب حتى آخر قطرة دم في عروقنا، عاشت البحرين عربية إسلامية حرة مستقلة".
تجدر الإشارة إلى أنه تم إهداء وتسليم النسخة الأولى من العمل الفني الإبداعي إلى جلالة الملك المفدى في صرح الميثاق الوطني بعد إلقائه كلمته السامية في يوم الشهيد (17-12-2015).
وكان جلالته قد أعلن في افتتاح دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الرابع عن تخصيص يوم السابع عشر من ديسمبر يوماً للشهيد، وذلك تخليداً وتكريماً لشهدائنا الأبرار البواسل من رجال البحرين الشجعان الذين ضحوا بأرواحهم الزكية في سبيل وطنهم في ساحة الشرف.
970x90
{{ article.article_title }}
970x90