أكد وزير العمل والتنمية الاجتماعية جميل بن محمد علي حميدان على أهمية دعم فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، وهي إحدى الفئات المنضوية تحت مظلة الوزارة، وتقديم المساندة لها وتنمية قدراتها ومساعدتها على العطاء واستثمار طاقاتها وتحسين أدائها المهني، لتكون مساهمة فعالة في مجتمع مزدهر ينعم بالأمن والرفاه الاجتماعي في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين المفدى، حفظه الله ورعاه، وحكومته الرشيدة.

وقال حميدان انه في إطار اهتمام مملكة البحرين بجميع شرائح المواطنين، وفي مقدمتهم فئة ذوي الإعاقة، وتوفير أفضل الخدمات لهم، فإن وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، وبالتعاون مع الشركاء الاجتماعيين في القطاعين العام والخاص، مستمرة في تأمين احتياجات هؤلاء وتهيئة الظروف المناسبة أمامهم وتسخير الإمكانيات لهم وتأهيلهم مهنياً للدخول في سوق العمل حتى يشاركوا بفعالية في بناء وخدمة وطنهم ومجتمعهم.

وفي هذا الإطار أوضح سعادة الوزير ان مركز خدمات المعاقين "لست وحدك" التابع للوزارة يقدم خدمات الرعاية والتأهيل للأشخاص ذوي الإعاقة بمختلف فئات إعاقتهم، بما يتناسب مع ظروفهم وحالتهم الصحية والاجتماعية، وبما يلبي احتياجاتهم اليومية والمعيشية، كإيجاد وظائف تناسب قدراتهم وإمكاناتهم، وتوفير التدريب المتخصص لهم، مشيراً إلى أن المركز ساهم منذ افتتاحه في عام 2007 في توظيف (823) شخصاً من ذوي الإعاقات المختلفة في العديد من الوظائف والمهن، وفقاً لما يمتلكون من قدرات ومهارات ومؤهلات، في حين تم تدريب (214) شخصاً في منشآت ومعاهد تعليمية، لإكسابهم المعارف والمهارات اللازمة التي تساعدهم على دخول سوق العمل.

ويتابع المركز كل متوظف جديد بعد التحاقه بالوظيفة، حيث يقوم فريق مختص بزيارات ميدانية بمعدل (100) زيارة في العام للاطمئنان على استقرار المتوظفين ومساعدتهم في تذليل العقبات التي قد تعترضهم خلال الشهور الأولى من التحاقهم بالوظيفة، كما تقوم الفرق المعنية بتوفير استشارات أسرية للمعاقين وأسرهم، وتلقي الشكاوى والعمل على إيجاد الحلول المناسبة، فضلاً عن صرف الأجهزة التعويضية والبطاقات التعريفية لهم وتوعيتهم وإرشادهم مع أسرهم وإجراء الدراسات والبحوث المختصة ونشر المطبوعات الخاصة في مجال الإعاقة وتوفير خدمات المساندة للأشخاص ذوي الإعاقة وصرف البطاقات التعريفية لهم.

ويقدم مركز خدمات المعاقين كذلك الأجهزة التعويضية للأشخاص ذوي الإعاقة، كالسماعات الطبية والكراسي المتحركة وغيرها من الأجهزة والمعينات لمساعدتهم وتسهيل اندماجهم في المجتمع، حيث تم صرف (891) جهازاً لمختلف أنواع الإعاقات، وتم صرف (7827) بطاقة تعريفية لتمكين المعاقين من الحصول على الخدمات والتخفيضات من مختلف المؤسسات والشركات الداعمة والمتعاونة، إضافة إلى عقد الندوات ومحاضرات التوعية في المدارس والمراكز الاجتماعية والجامعات بهدف رفع وعي المواطنين بهذه الفئة وكيفية مساعدتهم وتقديم الرعاية لهم، كما يشارك المركز في تنظيم معارض التوظيف، فضلاً على الإشراف المباشر على علاج مشكلات ذوي الإعاقة وتقديم الاستشارات الأسرية بالتعاون والتنسيق مع مختلف الجهات وذلك بواسطة اختصاصيين في هذا المجال.

ويساهم المركز أيضاً في إعداد البرامج والمشاريع المختلفة، والتي تهدف إلى تقديم الخدمات المختلفة للأشخاص ذوي الإعاقة لتمكينهم اجتماعياً واقتصادياً ونفسياً، ومن ذلك مشروع دانات لذوي الإعاقة، الذي يعتبر من أبرز المبادرات التي دشنتها وزارة العمل والتنمية الاجتماعية لدعم ورعاية المشاريع الاقتصادية الصغيرة لذوي الإعاقة، متمثلة في إنشاء أكشاك في الحدائق والمنتزهات والمواقع الحيوية في مختلف محافظات المملكة، بالتعاون مع وزارة الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني وبعض شركات القطاع الخاص، وكذلك الاستفادة من القروض الميسرة من بنك الأسرة، بهدف بلورة الدور التنموي الفاعل لهذه الفئة والانتقال بها من دائرة الرعاية إلى دائرة الإنتاج والابتكار.

ويعنى مشروع ورشة الإدارة المكتبية، وهي مبادرة دشنتها الوزارة في أكتوبر 2012م بالتعاون مع بنك (BNP PAREBA) لرعاية برنامج تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال دورات تدريبية لإكسابهم المعارف والقدرات والمهارات اللازمة لإلحاقهم بسوق العمل، بهدف إعداد متدربين من الأشخاص ذوي الإعاقة وتزويدهم بالمهارات التي تتناسب مع متطلبات سوق العمل في مجال الإدارة والخدمات المكتبية، ويوفر لهم هذا البرنامج المفاهيم الأساسية المرتبطة ببيئة العمل الإدارية والمكتبية، وينمي ويصقل مهاراتهم الأولية لتمكينهم من إدارة مختلف الأنشطة والمهام والمسئوليات الموجودة في المسار المكتبي والتنظيمي، من أجل رسم طريق المستقبل لهم ليكونوا فاعلين في المجتمع.