ترتكز سياسة الصوت العالي على اتباع منهجية المطالبة بأمور ما ، فإن لم تنفذ يستخدم اصحاب هذه المطالب اداة الصوت العالي كالتهديد بالنزول للشارع ، فإن لم يحصلوا على مطالبهم،ينفذون تهديدهم بالنزول للشارع وإشاعة الفوضى من أجل الوصول لمطالبهم. والمتابع لجمعية الوفاق وأداءها في البرلمان خلال 4 سنوات ماضية ، يجد انها تطالب ببعض الأمور سواء كانت المطالبة عبر البرلمان او خارجه ، فإن لم تنفذ طلباتها –سواء كانت مشروعة او غير مشروعة- تهدد بالنزول للشارع، وفعلاً تنزل للشارع وتساهم في تهييج الشباب والشارع ضد الحكومة والدولة، لتضغط عليها من أجل ان تنفذ طلباتها مهما كان سقفها. وفي بعض الأحيان كانت الوفاق لا تكتفي بالنزول للشارع وإشاعة الفوضى والتعارك مع الشرطة، بل تقوم بإشاعة الفوضى في قبة البرلمان، وتعطيل الجلسات، وفي احيان تقوم بالتعارك داخل قبة البرلمان. هذه الممارسات في تاريخ الوفاق لا بد ان توضع في عين الاعتبار عند التقييم والنظر في ما قامت بعرضه اثناء الأزمة في عام 2011، وما تقوم به الآن في العام الحالي2012. فعندما تتحدث وسائل الاعلام عن المعارضة البحرينية، وتحصرها في جمعية الوفاق، فإنها ليس فقط تتجاهل باقي المعارضة التي لا تسير وفق اجندات الوفاق، ولها سبل وطرق تختلف اختلافا كليا عن جمعية الوفاق، بل تسيء للشعب البحريني الذي تدعي الوفاق بأنها تمثله، فشعب البحرين لا يتصل بأي صلة بالتخريب والفوضى والسب والشتم وقطع الطرق!
ومن الأمور التي قصمت ظهر الوفاق، بأنها فوتت على نفسها فرص كثيرة للعودة إلى الطريق السليم، ولكن تغلغل سياسة الصوت العالي فيها، ونظامها القائم عليه، جعلها تتوف هذه الفرص. وفي الحقيقة هذه الفرص يجب على العالم ان يفهم بأن الوفاق لا تمثل الشعب البحريني، وتمسك الوفاق بالعنف واستخدام سياسة الصوت العالي، لهو دليل على عدم مصداقية هذه الجمعية السياسية في السير نحو طريق الاصلاح الذي دعا إليه جلالة الملك مراراً وتكراراً. بل ويدل هذا التمسك بالعنف وسياسة الصوت العالي بأن الوفاق فعلاً لها اجندات خارجية، تتأثر بما تتعرض لها مرجعياتها في الخارج، وبما تمليه عليها المرجعيات خارج البحرين ! والعجيب انه لا زال بعض المغرر بهم تستخدمهم الوفاق كأداة لتنفيذ اجنداتها الخارجية، ومصالحها الخاصة ببعض افرادها وشخصياتها الكبار!! فإلى متى ستستمر الوفاق في استخدامكم كألعاب تحرككم كيف ما شاءت وبأي طريقة كانت، ووقت ما تريد !!