يوم الاثنين الموافق 28 كانون الاول/ ديسمبر الماضي كان الموعد الاخير واليوم المرتقب لاقالة الهولندي لويس فان غال من تدريب مانشستر يونايتد الانجليزي، لكن سرعان ما تغيرت الامور وهدأت عاصفة الانتقادات نسبيا.

ربما اعزت بعض وسائل الاعلام تأخر ادارة مانشستر يونايتد بقيادة العائلة المالكة غلايزر والمدير التنفيذي اد ادوارد عن اعلان اقالة فان غال، إلى العرض القوي والمثير الذي قدمه الشياطين الحمر امام تشيلسي في قمّة مباريات المرحلة التاسعة عشر من الدوري الانجليزي الممتاز لكرة القدم، رغم انتهاء القمة سلبية النتيجة، لكن الحقيقة قد تكون مخالفة للواقع تماما.

الخسارة في 4 مباريات والتعادل مثلها في آخر 8 مباريات لعبها الفريق تواليا ليصبح ترتيبه في المركز السادس وبفارق 9 نقاط عن المتصدرين آرسنال وليستر سيتي، هو امر مرفوض بكل تأكيد لجماهير فريق كبير بحجم مانشستر يونايتد، الذي خفت بريقه بعد اعتزال اسطورته التدريبية السير اليكس فيرغسون، لكن يبقى السؤال الابرز.. لماذا تماطل ادارة الشياطين الحمر باقالة فان غال؟.

خرجت تقارير انجليزية لتؤكد في الايام الماضية أن تأخر اعلان رحيل فان غال عن مسرح الاحلام يعود إلى اغلاق بورصة نيويورك، حيث سيؤثر اعلان الاقالة على سعر سهم مانشستر يونايتد بالسلب مثلما حدث عند اقالة ديفيد مويس، بيد أن ادارة مانشستر يونايتد فنّدت هذه الادعاءات بعد انقضاء يومان على موعد المهلة الاخيرة ولا زال فان غال مدربا للحمر.

السبب الثاني قد يتبلور في رغبة ادارة مانشستر يونايتد بحسم هوية المدرب الجديد قبل المصادقة على قرار اقالة فان غال، حيث لا يرغب البرتغالي جوزيه مورينيو بترميم حطام استاذه وصديقه الحميم ويفضل تدريب الفريق مع انتهاء الموسم الحالي، بينما لا يزال رايان غيغز يرسل ايماءات سلبية حول قرار تعيينه مدربا جديدا للفريق، خوفا من الفشل وفقدانه ثقة جماهير (اولد ترافورد) مبكرا، خاصة وان خبراته التدريبية انحصرت بادارة 4 مباريات للحمر بشكل مؤقت قبل قدوم فان غال (فاز في 2 وتعادل واحدة وخسر مثلها).

وقد يكون السبب الثالث فيما يتعلق باحترام تاريخ فان غال هو الاكثر منطقية ومجانبة للصواب بعد استبعاد احتمال استثمار قدرات المدرب الهولندي على المدى الطويل مع الحمر، حيث اكد فان غال (64 عاما) بعد رحيله عن تدريب المنتخب الهولندي أن فريق مانشستر يونايتد سيكون محطته الاخيرة في عالم التدريب.

وبدأ فان غال مسيرته التدريبية كمساعد مدرب في نادي الكمار الهولندي عام 1986 وصنع الانجاز مع اياكس امستردام في حقبة التسعينيات بعدما توج بلقب الدوري وكأس السوبر الهولندية 3 مرات وكأس الاتحاد الاوروبي وكأس هولندا ودوري أبطال اوروبا وكأس العالم للاندية مرة واحدة.

كما نجح بأول تجربة تدريبية له خارج هولندا مع برشلونة الاسباني، حيث فاز بالدوري والكأس مرتين وكأس السوبر الاسباني والاوروبي كلاهما مرة واحدة، وكأس جوهان غامبر 3 مرات، وحول البرسا إلى مستعمرة هولندية، قبل خلافة ريكارد في تدريب منتخب بلاده، وهي من اشد النقاط السوداء في مسيرته بعدما فشل ببلوغ مونديال 2002 في كوريا واليابان، رغم نجاحاته المبهرة في السنوات العشر التي سبقت العرس الكروي العالمي، ثم عاد إلى بيته القديم اياكس قبل احداثه ثورة كبيرة في الكرة الالمانية بتدريبه بايرن ميونيخ.

هذه النبذة البسيطة عن تاريخ المدرب الهولندي المخضرم ربما تركت بصيصا من الامل امام ادارة الشياطين الحمر حول قدرته على ملامسة نجاحاته السابقة، فإلى متى يستمر لويس فان غال مدربا لمانشستر يونايتد رغم انفاق الادارة لمبلغ 250 مليون يورو على قوائم مشترياته من اللاعبين؟، وهل اكتفى يونايتد بشرف المشاركة في البطولات الاخيرة بعدما انصهر الذهب امامه.. ام سيعود إلى الواجهة الاوروبية اقوى مما كان عليه بالسابق؟.