لن يتذكر الفلسطينيون من عام 2015 سوى الآلام والدموع التي كانت نتيجة الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه. مرّ العام مثقلا باعتداءات غير مسبوقة وصلت حد إحراق أفراد عائلة كاملة، وأدت هذه الانتهاكات إلى اندلاع الهبة الشعبية مطلع أكتوبر الماضي.
وكانت بداية العام متشائمة بالنسبة للفلسطينيين، بعد إعادة انتخاب بنيامين نتانياهو على رأس حكومة يمينية متطرفة، والتي يقود وزراء منها حملات اقتحام المسجد الأقصى.
سياسيا، بقيت المفاوضات بين الجانبين شبة مجمدة، ولم يكسرها سوى لقاءات ومصافحات لم تثمر عن أي نتيجة ملموسة.
وعلى الصعيد الداخلي، ظلت المصالحة الفلسطينية تراوح مكانها دون أن يحدث أي تقدم ينهي الانقسام المستمر منذ 2007، وانعكس هذا الواقع سلبا بشكل خاص على قطاع غزة الذي يعيش أوضاعا اقتصادية صعبة، حيث تفاقمت فيه البطالة التي وصلت إلى 60-70%، وفقا للبنك الدولي.
وفي الضفة، تصاعدت حدة الاعتداءات الإسرائيلية، لا سيما جريمة إحراق أفراد عائلة الطفل الرضيع علي دوابشة في قرية دوما قرب نابلس في يوليو الماضي، وكانت هذه الجريمة تتويجا لتصاعد هجمات المستوطنين التي تستهدف المدنيين الفلسطينيين الذين يجاورون المستوطنات الإسرائيلية.
وعلى صعيد التوسع الاستيطاني، أصدرت السلطات الإسرائيلية عطاءات لبناء 15264 وحدة استيطانية، بينما يجري حاليا بناء 1300 وحدة استيطانية في الضفة الغربية والقدس، وصادرت نحو 6300 دونم في الضفة. وفي المقابل، هدمت الجرافات الإسرائيلية 645 منشأة، 208 منها في مدينة القدس.
وأوصلت تراكمات الاحتلال الإسرائيلي المتتالية الفلسطينيين إلى حافة الانفجار، خاصة مع إمعان المستوطنين والمسؤولين الإسرائيليين في اقتحام المسجد الأقصى، وانفجرت الهبة الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس.
وتميزت الهبة التي انطلقت في أكتوبر الماضي بالعفوية والشعبية، إذ لم تتدخل الفصائل الفلسطينية فيها، حيث شن معظم الهجمات على الإسرائيليين شبان لا ينتمون للفصائل.
وقتلت القوات الإسرائيلية خلال هذه الهبة 142 فلسطينيا وجرحت نحو 16 ألفا آخرين، في حين أوقعت الهجمات الفلسطينية 26 قتيلا إسرائيليا.
{{ article.article_title }}
{{ article.formatted_date }}