الأندبندنت عربية

دشنت ميليشيا الحوثي العام الجديد 2024 بحملات قمع واعتداءات طالت منتقدي سياساتها في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

وبعد يوم واحد على اعتداء عناصر مسلحة على الإعلامي مجلي الصمدي، شنت الجماعة حملة مداهمة لمنزل القاضي المعارض لها، عبدالوهاب قطران وعبثت بمنزله وروعت أسرته وفقاً لشهادات نجله، بالإضافة إلى تهديد آخرين وهو ما اعتبره مراقبون تكريس عملي جديد لسلوكها القمعي تجاه منتقديها، وإن كانوا يعملون تحت مظلتها.

وعقب حملة مداهمة بالمدرعات وعشرات المسلحين، اختطفت عناصر الميليشيا قطران من منزله في صنعاء بعد أن حاكت له تهمة بالمتاجرة بالخمور، وذلك في أعقاب كتابات القاضي الأخيرة على منصات التواصل الاجتماعي فضح من خلالها ما وصفه بـ"المسرحيات المصطنعة التي ينفذها الحوثيين للهروب من المسؤولية أمام الشعب".

وقال عضو مجلس النواب الموالي للحوثيين أحمد سيف حاشد في منشور له على "فيسبوك"، إن مدرعات ودوريات وجنوداً ملثمين حاصروا منزل قطران، واقتادوه إلى إحدى السيارات المتواجدة أمام منزله.

واعتبر ذلك حدثاً صادماً وغير مبرر لاستهداف الشخصيات المدنية بالضرب أو الاعتقال.

غزوة الزراعة بدلاً عن غزة

وفي وقت ما انفك إعلام الجماعة يروج لبطولات أفرادها بقصف إسرائيل، تفاجأ اليمنيون بغزوة حوثية أخرى كانت ضحاياها أسرة القاضي المدني.

وروى أحد أبناء القاضي قطران في فيديو نشره، تفاصيل قيام ميليشيات الحوثيين باقتحام منزلهم في صنعاء مساء الثلاثاء، وتقييده وإخوته وإصعادهم إلى مدرعة كانت تقف جوار المنزل قبل أن يختطفوا والده مقيداً، ويخلوا سبيل الأبناء.

وأوضح أن الحوثيين ظلوا لساعات يتجولون في المنزل الواقع في شارع الزراعة، بصنعاء، حيث عبثوا بمحتوياته وترويع أسرته، ثم جاءوا بقوارير خمر، وصوروها على أنهم ضبطوها في منزل القاضي.

وأشار إلى أن الاقتحام استمر لساعات، استخدم المقتحمون خلاله أبشع وسائل الترويع والتفتيش والعبث بممتلكات والده وأسرته وتفتيش كل خصوصياتهم بعد كسر كل الأبواب والأدراج الخاصة.

‏وسبق أن تعرض قطران ونشطاء آخرون، في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران على موارد النفط والغاز، للتهديد بالقتل والسجن، كما تعرض عدد ممن ينتقدون ممارساتها لاعتداءات تنوعت بين الاعتقال والضرب والنفي وقطع الرواتب والفصل من الوظيفة وغيرها.

وفي وقت سابق، قال قطران، عبر منشور له على منصة "إكس"، إنه تلقى تهديداً وسباً ووعيداً على تغريدته، ممن يقولون إنهم يناصرون غزة، في إشارة إلى الحوثيين.

وأضاف "حصلت على أكثر من ألف ومئتي تعليق ومشاركة، ممن يزعمون أنهم مناصرون لمظلومية فلسطين، كلها إرهاب ممنهج وعنف لفظي".

ألاعيب حرب إسرائيل

ويعد القاضي قطران من أبرز النشطاء الذين عُرفوا بمواقفهم المنتقدة لممارسات الحوثيين وسخريته من ادعاءاتهم شن حرباً ضد إسرائيل، بالإضافة إلى تضامنه المعلن مع الصحافي مجلي الصمدي الذي تعرض لاعتداءات متكررة كما تعرضت إذاعته للنهب من قبل المليشيا التي سيطرت على صنعاء منذ سبتمبر (أيلول) 2014.

وفي أحد كتاباته التي قوبلت بردود عنيفة من قبل الجماعة الحوثية ومناصريها، خاطب زعيم الميليشيا بالقول: "كفى عنتريات وفرد عضلات على الشعب اليمني... 30 مليون لم يفوضك أحد أن تحارب أميركا".

وأضاف ساخراً "حارب الجوع والفقر والجهل والمرض والتسول والشحاتة، وكثر الله خيرك".

وعقب ساعات من نشره التغريدة كتب قطران بأنه حصل على أكثر من 1200 تعليق ومشاركة "ممن يزعمون أنهم مناصرون لمظلومية فلسطين، كلها إرهاب ممنهج وعنف لفظي وتنمر وعنجهية وقذف وسب وشتم وانحطاط وتفاهة وتهديدات بالقتل والضرب والسجن"، حسب قوله.

وكانت عناصر تابعة للميليشيات قد اعتدت، يوم الإثنين، على الإعلامي مجلي الصمدي على خلفية انتقاده قاضياً أساء له عند محاولته رفع قضية

اقتحام وانتهاك

وعلى مدى الساعات الماضية، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صوراً تظهر جانباً من العبث الذي طال منزل القاضي عبد الوهاب قطران عقب اقتحامه من قبل مسلحي الميليشيا المتمردة.

صورة متداولة تظهر عبث الحوثيين بمنزل القاضي اليمني عقب تفتيش محتوياته (مواقع التواصل)

وتظهر الصور حالة العبث والتدمير التي طالت خصوصيات المنزل وانتهاك حرمته من دون سابق إنذار وطريقة التفتيش التي تظهر مدى الغيظ الذي تكنه للقاضي المعارض.

تلفيق

من جانبه، قال ‏المحامي نزار الآنسي إن المسلحين اقتحموا بيت القاضي عبدالوهاب قطران بعد أن كسروا باب المنزل، ونبشوا البيت كله وعبثوا بالأوراق.

واستغرب المحامي الآنسي من كلالوقت المستغرق لعملية التفتيش التي استمرت من الساعة العاشرة صباحاً وحتى السادسة مساء، مضيفاً أن المسلحين أخذوا هواتف المنزل، وحاولوا أن يلفقوا على القاضي بعض التفاهات واقتادوه إلى فوق إحدى المدرعات التي جاؤوا بها واعتقلوه وغادروا به.

وقال علي البخيتي الناطق السابق للحوثيين قبل أن يعلن استقالته عنهم "أتى الحوثيون بسيارة عليها زجاجات خمر ووضعوها في منزل القاضي عبدالوهاب قطران وصوروا أولاده بجانبها، وكلها ساعات ويخرج فيديو من الإعلام الأمني التابع للجماعة ليكيل الاتهامات للقاضي".

أضاف "الكل يعرف أنكم ناقمون عليه بسبب كتاباته الناقدة لسلطتكم، والمسرحية التي تطبخونها ستكون فضيحة لكم".

معركة اليمنيين

ويقول الناشط الصحافي همدان العليي، "يخوض عبدالوهاب قطران وأحمد سيف حاشد وكثيرون من الأحرار معركة الدفاع عن حقوق اليمنيين من الداخل بكل شجاعة وتضحية. هؤلاء ليسوا مع الشرعية ولم يؤيدوا التحالف وهي المبررات التي استخدمتها الحوثية لاستهداف اليمنيين خلال السنوات الماضية، مع ذلك تمارس العصابة ضدهم الإرهاب الممنهج بما يؤكد أن السلالة ضد كل يمني حر وأن كل المبررات التي سردتها لتشرعن قتل وتهجير وسجن وتعذيب ونهب اليمنيين كلها كذب.

التغطية بخساسة

وقال الكاتب عبدالوهاب الشرفي "ما فعلتموه بحق القاضي قطران هو همجية ولن تجدي تغطيتها بخساسة... أفرجوا عن قطران ولا تضيفوا فوق الهمجية خساسة، هناك ظلم".

تبرير

تغريدات رواد مواقع التواصل الاجتماعي المنتقدة سلوك الميليشيا قوبلت من قبل شخصيات وناشطين موالين للحوثيين بموجة تبرير وتهديد ووعيد بانتهاج المزيد في حال استمر انتقاد الجماعة.