لم تنل المواهب الصاعدة في بايرن ميونيخ فرصتها بالفريق الأول في ظل وجود غوارديولا. لكن عند مجيء أنشيلوتي قد يتغير الوضع، خصوصا وأن المدرب الإيطالي معروف بدعمه للمواهب الشابة في الكثير من الأندية التي سبق أن أشرف عليها.

بخلاف بيب غوارديولا، يُعرف عن المدرب المخضرم كارلو أنشيلوتي تشجيعه ودعمه للمواهب الشابة ومنحها الثقة باللعب في الفريق الأول للأندية التي يدربها. علاوة على ذلك يمتلك المدرب الإيطالي، الذي سيتولى الموسم المقبل تدريب بايرن ميونيخ خلفا للإسباني غوارديولا، قدرة عالية في التعامل مع اللاعبين كيفما كانوا. فقد سبق للمدرب الإيطالي أن أشرف على لاعبين كبار من أمثال كريستيانو رونالدو وباولو مالديني وتوني كروس. وكان رونالدو قد شبه أنشيلوتي في إحدى تصريحاته الصحفية بـ"الدب الكبير"، في إشارة إلى طيبة قلبه وسلطويته في آن واحد. وهي خصلة قد تعود بالنفع على اللاعبين الشباب، الذين لا يزالون في بداية مسيرتهم الكروية وبحاجة إلى من يأخذ بيدهم.

معيار غوارديولا الوحيد هو النجاح
قد تكون للمدرب بيب غوارديولا الكثير من الصفات الإيجابية، لكن وحسب التجارب فإن صفة الصبر والأخذ بأيدي الطاقات الشابة الصاعدة ليست من بين نقاط قوة المدرب الكتالوني. وسبق للألماني دانييل مارتينيز، الخبير الرياضي بموقع "فوكوس أونلاين" الألماني أن أوضح لصحيفة "آبند تسايتونغ" الصادرة في ميونيخ، الطريقة التي يتعامل بها غوارديولا مع اللاعبين، الذين لم يرقوا لمستوى تطلعاته، حيث قال مارتينيز: "غوارديولا يشرح للاعب ما عليه القيام به. وإذا لم ينفذ الأمر بالشكل المطلوب، فإنه يوضحه له من جديد ويصحح معه الأخطاء. وإذا اتضح أن اللاعب لا يحقق تقدما فإنه يسقطه من مخططاته". وذلك بغض النظر عن رأيه الشخصي في ذلك اللاعب خارج الملعب، فالمعيار الوحيد لدى غوارديولا، يضيف مارتينيز، هو النجاح، حتى ولو كان مصير اللاعب بعد ذلك هو الشارع.

وقد سبق لغوارديولا أن تصرف بهذا النحو مع مجموعة من المواهب الصاعدة خلال إشرافه على النادي البافاري، خاصة مع اللاعبين: يوليان غرين وسينان كورت وجيانلوكا غاودينو ولوكاس شول. فمسيرة غرين وغاودينو وشول تجمدت بعد تولي غوارديولا الإشراف على بايرن ميونيخ، كما أن قيمتهم في بورصة اللاعبين تراجعت.

وكما يؤكد والد غاودينو، فإن الفريق البافاري قال لابنه بأن "مكانتك بالفريق موجودة وأنه سيتم الاعتماد عليك". وبدوره شاهد غوارديولا إمكانيات اللاعب الشاب، لكن رغم ذلك ارتأى إرساله إلى ممثل بايرن ميونيخ في دوري الدرجة الرابعة. ويعتبر ديفيد آلابا آخر لاعب يلتحق بالفريق الأول لبايرن ميونيخ من فئات الشباب، وكان ذلك في عام 2011، بعد انتهاء إعارته لفريق هوفنهايم.

أنشيلوتي داعم كبير للمواهب الشابة

وتُعلق المواهب الشابة بفريق بايرن ميونيخ الآن الكثير من الأمل على المدرب الجديد كارلو أنشيلوتي، فهو معروف بدعمه للشباب. فمثلا في موسم 2013/2012 عندما كان أنشيلوتي مدربا لباريس سان جيرمان، كان أنشيلوتي هو من منح فرصة اللعب لأول مرة للفرنسي مامادو ساكو، الذي لم يكن عمره آنذاك يتجاوز العشرين عاما. واليوم أصبح ساكو لاعبا أساسيا في المنتخب الفرنسي وبفريق ليفربول الإنجليزي.

وقبل ذلك عندما أشرف أنشيلوتي على فريق تشيلسي، منح في موسم 2011/2010 الفرصة للاعب دانييل ستوريدج للعب في 13 مباراة، بالرغم من أنه لم يحرز أي هدف. واليوم تحول ستوريدج إلى نجم في المنتخب الإنجليزي وفريق ليفربول.

ولعل أكبر مثال للدعم الذي يقدمه أنشيلوتي للمواهب الصاعدة، يتجلى في اللاعب دانييل كارباخال. ففي عام 2013 أعاد أنشيلوتي كارباخال إلى النادي الملكي بعد أن كان معارا لفريق باير ليفركوزن الألماني. وصنع منه بعد ذلك نجما بريال مدريد، وهو ما سمح له بالتواجد أيضا بالمنتخب الإسباني. وينطبق هذا الأمر على لاعبين شباب آخرين أمثال ناتشو فيرناديز وخيسي رودريغيز، الذي سجل في أول موسم له مع أنشيلوتي 5 أهداف في 18 مباراة، وكان عمره آنذاك لا يتعدى 20 عاما.

وبدون شك فإن مثل هذه النماذج تشكل مصدرا للتفاؤل للكثير من الطاقات الشابة في فريق بايرن ميونيخ، والتي تنتظر أن تنال فرصتها كاملة مع أنشيلوتي، بعد أن تعذر عليها ذلك مع الفيلسوف "غوارديولا".