أكدت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أن صناعة النفط تنتظرها في العام الجديد وفي السنوات والعقود المقبلة آفاق جيدة ومبشرة، على الرغم من حالة عدم الاستقرار في السوق وضعف الأسعار، مشيرة إلى أن الصناعة ستشهد تحولات إيجابية واسعة، تتمثل بشكل أساسي في إضافة تقنيات جديدة تقود التطوير وترفع التوقعات بشأن مستقبل أفضل للصناعة.
وقالت "أوبك"- في تقرير حديث لها عن مستقبل صناعة النفط –، إن أبرز التطورات في هذا المجال ستتمثل في التوسع في عمليات التقاط وتخزين انبعاثات الكربون، إلى جانب تحقيق تقدم فيما يتعلق بعمليات الاستخلاص المعزز للنفط وتطوير مواد جديدة تعتمد على النفط لتلبية مختلف حاجات وأغراض قطاعات الصناعة.
ونقل التقرير عن عبدالله البدري، الأمين العام لـ"أوبك"، أنه واثق من تبدل المشهد في سوق الطاقة، وأن صناعة النفط ستتعافى وتزدهر في المستقبل، كما جدد تأكيده وثقته بأن أفضل أيام صناعة النفط لم تأت بعد، وفقا لصحيفة "الاقتصادية".
وشدد التقرير على أهمية قضية تنمية الموارد البشرية في قطاع النفط خلال العام الجديد والأعوام المقبلة، مشيرا إلى أن هذه القضية تعد من القضايا الملحة حيث من الضروري العمل على ضمان تمتع الصناعة بتوافر المواهب البشرية المتفردة والعمالة الماهرة وجميع الموارد البشرية التي تحتاج لها الصناعة النفطية لتلبية الطلب المستقبلي.
وطالب التقرير بضرورة تركز الأعمال والاستثمارات الجديدة في مجال النفط على العنصر البشرى ودعم كل فرص تنمية الابتكار وزيادة التطور التكنولوجي موضحا أن فرص التنمية والنجاح في مستقبل صناعة النفط واسعة بشرط أن تعتمد إلى حد كبير على توافر عدد جيد من الموهوبين والعمالة الماهرة.
ورصد التقرير بالتدقيق تأثير هذه المشكلة على مستقبل الصناعة، موضحا أن الأمر اتسعت دائرته على الصعيد العالمي، حيث إن هناك نقصا كبيرا في عدد الشباب الذين يلتحقون بهذه الصناعة ولذا فإنه من الأهمية العاجلة لكل المشروعات العمل بشكل جاد على تصحيح هذا الأمر وإعطاء الدعم المستمر للعلماء والمهندسين في هذه الصناعة وتطوير الرؤى ومنظومة العمل خاصة عند إنشاء المشروعات الجديدة.
وأشار التقرير إلى أن التقنيات الجديدة ضرورة حياة لمستقبل صناعة النفط ومن شأنها أن تدفع الصناعة إلى الأمام وتوسع الإمدادات وتؤمن مستقبل الاحتياجات من الطاقة.
واعتبر التقرير أن الانخفاض الواسع الذي حدث في أسعار النفط على مدار أكثر من 18 شهرا هو من التقلبات المستمرة والدورات الاقتصادية التي هي سمة أصيلة في طبيعة سوق النفط إلا أنه من الضروري أن يكون للقائمين على الأسواق منظور طويل الأجل وأن يحافظوا على الاستثمار المستمر في الصناعة حتى في خضم التقلبات السعرية الحالية والحادة في السوق.
وقال التقرير، إنه لا يمكن إنكار بعض التداعيات السلبية على الصناعة التي حدثت على مدار العام الماضي وتمثلت بشكل أساسي فيما يمس الاستثمارات النفطية حيث تم إلغاء وتأجيل الكثير من المشروعات المهمة لارتفاع تكلفتها، كما تم تنقيح عديد من خطط الاستثمار.
ونوه التقرير إلى أنه خلال 2015 تم التركيز بشكل واسع على التوسع في اتخاذ عديد من التدابير لخفض التكاليف ما انعكس سلبا على مستويات الكفاءة وأرهق الصناعة التي وضح أنها تواجه عديدا من الصعوبات والتحديات الكبيرة التي أثقلت كاهلها.
وأضاف التقرير أن هذه الحالة جعلت الصناعة ليست في وضع جيد بشكل عام في ضوء انخفاض الاستثمار وتراجع برامج تطوير المشروعات وانخفاض القوى العاملة على نطاق واسع تنامى على نحو كبير في الآونة الأخيرة.
وذكر التقرير أن تراجع الاستثمارات سبب حالة سلبية مقلقة لكل أطراف الصناعة خاصة أنها قد تستمر على الأجلين القصير والمتوسط وربما أكثر من ذلك إذا استمر ضعف مستوى الأسعار ولكن آفاق الطلب تحمل رؤية مستقبلية معاكسة وتؤكد أن هذه الحالة لن تستمر وطبيعة السوق والدورات الاقتصادية تحمل آفاقا مستقبلية إيجابية ولكن ليس معروفا بالضبط توقيت التعافي.
وبحسب التقرير فإن "أوبك" تدرك على نحو قوى مدى أهمية الحاجة إلى الحفاظ على الاستثمار من أجل الوصول إلى مستقبل أفضل للصناعة، مشيرا إلى أن الأمر يمثل ضرورة قصوى لجميع المستهلكين في جميع أنحاء العالم خاصة الذين يعتمدون على الموارد الهيدروكربونية في تلبية الاحتياجات اليومية من الطاقة خاصة خدمات الطاقة الحديثة