رفض ريال مدريد هدية اسبانيول واكتفى بالتعادل الايجابي 2-2 في قمّة (الميستايا) امام مضيفه فالنسيا مساء الاحد، لحساب الجولة الثامنة عشر من الدوري الاسباني لكرة القدم.

وبهذا التعادل رفع ريال مدريد رصيده من النقاط إلى 37 محتلا المركز الثالث على سلم ترتيب اندية الليغا وبفارق 4 نقاط عن المتصدر اتلتيكو مدريد ونقطتين عن برشلونة صاحب المركز الثاني، والذي يمتلك مباراة مؤجلة امام سبورتينغ خيخون.

طريقة لعب عشوائية تستند إلى الاجتهادات الشخصية لبعض اللاعبين، ومدرب لا يجيد سوى كتابة الملاحظات، ولاعبون مؤثرين لازموا دكّة بدلاء ريال مدريد في الآونة الاخيرة، باختصار انه مدمّر الكبار رافاييل بينيتيز.

"لو" - وهي احدى ادوات التمني - لم تفارق شفاه جماهير النادي الملكي منذ تعيين بينيتيز، حيث تسائل العديد حول الوضع الحالي للفريق، فتارة تجد بعض الجماهير تقول لو تعاقدنا مع كلوب.. لو لم يرحل انشيلوتي ومورينيو .. لو اقلنا بينيتيز وعينّا زيدان، ماذا سيحدث؟. الاجابة مرهونة بكل تأكيد في الحسابات المالية لرأس الافعى فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد.

الجميع كان يتحدث عن الانتفاضة الحقيقية المنتظرة لريال مدريد مع بداية العام الجديد 2016، بيد ان التعثر الاخير امام فالنسيا بالتعادل الايجابي 2-2 اعاد عشاق اللوس بلانكوس إلى نقطة الصفر، فمنهم من بدأ يتحدث عن امكانية تكرار انتكاسة الموسم الماضي والخروج بدون أي لقب (الموسم الصفري)، والبعض الآخر ادرك حقيقة واحدة وهي.. كيف يستطيع فريق تقديم كل ما لديه مع وجود مدرب فقد قنوات الاتصال بين اللاعبين؟.

للوهلة الاولى كمُتابع، دُهشت باصرار بينيتيز على اجلاس الاسباني ايسكو على دكة البدلاء نظرا لموهبته الكبيرة، لكن بديله الكرواتي كوفاسيتش كان على الموعد وظهر منسجما بشكل كبير مع مواطنه لوكا مودريتش، فيما كان تغييب الكولومبي جيمس رودريغيز رغم جاهزيته وعروضه القوية في الآونة الاخيرة، القشة التي قسمت ظهر البعير.

اخطاء بينيتيز الابتدائية والتي تدل على ضعف تكتيكي واضح للمدرب لم تقف عند هذا الحد، حيث عمد في منتصف الشوط الثاني إلى اخراج احد افضل اللاعبين في المباراة، الفرنسي كريم بنزيمة، والزج باللاعب الشاب لوكاس فاسكيز، بينما بقي محتفظا بباقي تبديلاته وسط ذهول وحسرة من ايسكو ورودريغز، اللذان كانا ينتظران اخذ فرصتهما من أجل تنشيط الجوانب الهجومية، خاصة وأن الفريق كان بحاجة للاعب خبرة لتعويض النقص العددي بعد طرد كوفاسيتش قبل حوالي 25 دقيقة على نهاية المباراة.

خطأ ادارة ريال مدريد كان واضحا في البداية عقب تعيين بينيتيز مدربا لأحد اعرق الاندية في العالم، فاهمال التعاقد مع الالماني يورغن كلوب، الذي يحظى بفكر تكتيكي عال ويستطيع صناعة الانجاز باقل الامكانيات، كان الجريمة الاكثر بشاعة التي ارتكبها رئيس النادي بيريز بحق النادي. خاصة وأن المسيرة التدريبية لبينيتيز تقتصر على النجاحات المحلية فقط باستثناء بعض الطفرات التي احدثها مع فريقي فالنسيا وليفربول على المستوى الاوروبي.

ما يعيب اداء ريال مدريد في الآونة الاخيرة هو الاجهاد البدني السريع، فأن تشاهد لاعب بامكانيات الويلزي غاريث بيل يكاد لا يستطيع لفظ انفاسه عند الدقيقة 70 ومثله كريستيانو رونالدو، فهذا يدل على وجود تقصير في عمل الجهاز التدريبي المساعد للمدرب رافاييل بينيتيز، فضلا عن كثرة تعرض اللاعبين للاصابات نتيجة ضعف عملية الاحماء أو الاجهاد الكبير نتيجة التدريبات المفرطة.

كما أن المباراة الاخيرة امام الخفافيش وضعت الكثير من علامات الاستفهام على اداء الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس، والذي يتحمل مسؤولية الهدف الثاني بشكل كبير نتيجة بطئه الشديد في الخروج لابعاد الكرة، فضلا عن مواصلة بينيتيز بالاعتماد على البرازيلي دانيلو في الرواق الايمن والذي لم يبرهن بعد على احقيته بالاموال المدفوعة من أجله، حيث سيفقد مركزه بكل تأكيد مع عودة الماتادور الاسباني كارفاخال من الاصابة.

"خير لك أن تصل متأخرا من أن لا تصل أبدا" مثل امريكي يلخص حال ريال مدريد، فإذا ما اراد المنافسة على الالقاب المتاحة هذا الموسم يجب عليه استبدال بينيتيز بأحد الاسماء التدريبية الثقيلة مع استبعاد خيار الاعتماد على الفرنسي زين الدين زيدان مدربا مؤقتا خوفا من النتائج السلبية والتي ستنعكس بطريقة اكثر سوء على مسيرته التدريبية، فهل تواصل ادارة الميرينغي دعم خيارها الارتجالي (بينيتيز) في الفترة المقبلة، ام تستفيق من سباتها العميق وتحقق طلب جماهير سانتياغو بيرنابيو واغلب اللاعبون باقالة رافا؟.