^  إنجاح أي مخططات فوضى وتقسيم في المنطقة بحاجة لمعاونين من الداخل ومن دول تقع في المنطقة نفسها. هكذا احتاجت أمريكا لإيران لاحتلال العراق وأفغانستان وإيصالهما لحالة الدمار الذي يسميه البيت الأبيض “قصة نجاح” وحصلت إيران على ما تريد، فبات العراق منضوياً تحت عباءتها بعد أن كان حامياً للخليج من المد الاستعماري الفارسي وأحلام الهيمنة. اليوم اختارت دولة “شقيقة” جداً أن تضع يدها بيد من يريد قلب نظام الحكم في قطعة الدمينو الأولى والأهم بالخليج وهي البحرين ليتوالى بعدها زعزعة كيان الإمارات والكويت والسعودية. بعيداً عن تصريحات الدبلوماسيين بات الشعب البحريني على علم تام بدور “الشقيقة” في دعم أكثر التيارات تطرفاً في البحرين سواء عن طريق أكاديميات التدريب أو تسخير قناتها الفضائية لترديد ما يمليه عليها التيار الراديكالي الطائفي العنصري الموالي لإيران، إضافة لدور “الشقيقة” في تشجيع مبادرة أمريكية حيكت أيام الأزمة توسطت بها “الشقيقة” وتقضي بتشكيل حكومة انتقالية وتمكّن قوى التطرف والإرهاب في بلد يعتبر نموذجاً عربياً في الانفتاح والحريات، علماً بأن “الشقيقة” هذه لا يوجد بها ملمح واحد من ملامح الديمقراطية بينما تصرّح بحاجة الدولة الفلانية أو العلانية للديمقراطية والإصلاح. لقد كان ملك البحرين واعياً ومدركاً لما يجري من ألاعيب ومن محاولات انقضاض على المملكة باستغلال الظروف العصيبة التي مرت بها فرفض العرض مؤكداً أن الحلول يجب أن تكون بحرينية. مما يفضح تواطؤ “الشقيقة” بقاؤها طيلة فترة الهجوم الإعلامي العالمي على البحرين ودول خليجية أخرى في مأمن من التقارير الإعلامية أو تلك الصادرة من المنظمات المجنّدة لقلب الأنظمة باسم العمل الحقوقي ودعم الحريات، وهي منظمات معروفة ومحددة تساقطت أقنعتها الواحدة تلو الأخرى أمام الرأي العام والفضل في ذلك يعود للبحرين التي عرّت هذه المنظمات المسيسة المجندة لمصالح دول بعينها وكشفها انحيازها التام ورفضها لإدانة كل أشكال العنف والإرهاب والضحايا التي تخلفها لا سلمية التيار الراديكالي الطائفي في البحرين؛ بل والتغطية على تلك الجرائم وفبركة التقارير والنقل عن شخصيات قليلة محددة تسعى لقلب نظام الحكم ليس في البحرين وحدها؛ بل في دول الجوار أيضاً. إن الذي تعرضت له البحرين فتح أعين شريحة واسعة في الخليج العربي بما يخطط لهم. أعجبتني تغريدة لأحد مواطني الكويت حين قال : “كنا نظن أننا ندافع عن البحرين وعرفنا أن البحرين هي التي تدافع عن الخليج كله”. نعم، البحرين هي بوابة الخليج وهي إذ تصد وتقاوم الهجمات الشرسة الهوجاء عليها فإنها تحمي نفسها وأشقاءها في الوقت ذاته، عدا “الشقيقة” التي ربما وجدت لنفسها أحضان أخرى ترتمي بها غير البيت الخليجي موعودةً بمكتسبات أغلى من روابط الدم والتاريخ والثقافة والمصير الواحد المشترك، فقررت أن تصبح خنجراً بيد من يسدد لنا الطعنات. يبقى القول إن مكانة شعب هذه الدولة “الشقيقة” وغيرها من دول الخليج في قلوبنا ليست محل مزايدة وشك... نتحدث بالتأكيد عن سياسة تدار وتخطط في غرف مغلقة لا علاقة لها بقرارات شعبية، ولا نحسب أي شعب خليجي يقبل بطعن أشقائه في البحرين والعزف على جراحهم وصب الزيت على نيران تتوعدهم. إنها سياسة يبدو أن لها ثمن مجزٍ يعمي قابضه عن النظر إلى الدمار الذي ستخلفه هذه السياسات على بقية الأشقاء