^   جاء تأسيس كلية البحرين للمعلمين في جامعة البحرين، كما أوضحنا في هذه المساحة، ضمن استراتيجية تطوير التعليم في البحرين، والتي تم بموجبها أيضاً تدشين هيئة ضمان الجودة للتعليم والتدريب التي تشرف على تقويم أداء المدارس والجامعات بالمملكة، وتسعى إلى طرح المقترحات البناءة الكفيلة بتطوير أدائها ومخرجاتها؛ وكذلك بوليتيكنك البحرين، والتي تهتم بالارتقاء بمخرجات التعليم المهني بالبلاد، حيث تم افتتاحها في عام 2008، وذلك بهدف تلبية الحاجة للقوى العاملة البحرينية الماهرة القادرة على دعم الاقتصاد من حيث معدّلات النموّ والتنويع، حيث تقدم هذه المؤسّسة مؤهّلات تطبيقية ومهنية في عدّة مجالات، ومنها إدارة الأعمال، وتكنولوجيا الهندسة، والمعلومات والاتصالات، والتصميم البصري والإعلام الإلكتروني. ويتصوّر البروفيسور إيان هاسلم، عميد كليّة المعلمين، أن مملكة البحرين تبنّت بشكلٍ صحيح طريق الإصلاح المركزي (الإرشادي) المؤدِّي إلى إصلاحاتٍ عميقةٍ في القطاع التعليمي، وتغيير النظام التعليمي، وهو النهج الذي اختطّته المملكة المتحدة في تسعينيات القرن الماضي، والذي حقق نجاحاً باهراً في تحسين أوضاع المدارس الضعيفة، وزيادة أعداد التلاميذ القادرين على القراءة والكتابة؛ ومع ذلك فإن نجاح هذا الأسلوب يتوقّف كلياً على قوّة الرأسمال البشري والاجتماعي، وعلى مدى نجاعة «قدرة الأقران» في الصف، بحسب تعبير التربوي الكندي ميخائيل فُلان، ويُقصد بهذا المصطلح أن المعلِّمين الذين يلاحظون أداء أقرانهم المعلِّمين يمتلكون القدرة على تطبيق أفضل الممارسات التدريسية في كل صف دراسي، وذلك عبر دمج الأساليب الحديثة في التدريس مع الحوارات المهنية بين المعلمين، والملاحظة الإكلينيكية، والتقييم الذاتي، والذي يفترض أن يدفع المعلِّم باتجاه تطوير مهاراته في مجال التدريس والبحث العلمي. وحيث إن التطبيق الواسع لهذا الأسلوب التعليمي في بعض الدول الأوروبية والآسيوية قد أثمر نموذجاً فعّالاً للتطوير المهني للمعلِّم يتعاظم الطلب عليه حالياً من أجل تحسين كفاءة المعلِّم بوجه عام، وضمان أعلى مستويات النجاح للطلبة. فقد برزت إلى الواجهة مسألة تحسين إعداد المعلم، وما إذا كان من الأجدى أن يتم هذا الإعداد في كلية بعينها أم في إطار جامعة.