^ ليس لمجرد الإثارة ولكنه بالفعل تصريح خطير جداً، فما صرح به ذلك الشخص ينبغي ألا يمر مرور الكرام ولا بد من أن تتم دراسته والاستفادة منه في إضعاف ذلك الطرف الذي لا يريد الخير للبحرين. فما نقلته صحيفة الشرق الأوسط مؤخراً عن النائب العراقي عن كتلة الأحرار جواد الجبوري واهتمت بإعادة نشره بعض المواقع الإلكترونية الداعمة لما يسمى بالمعارضة تتطلب قراءته بعناية وتحليله وبيان تأثيره ومدى الأضرار التي قد تتكبدها البحرين من مثل هكذا تصريح هو بالفعل خطير، حيث القول “إن التيار الصدري داعم لكل حركات التغيير والثورة وبالذات الشعب البحريني” قول خطير لأن الدعم يختلف عن التعاطف وهو يعني أن مقتدى الصدر وتياره لا يكتفون بالتعبير عن تعاطفهم مع فئة من البحرينيين أعطوا أنفسهم حق توسيع الحلم وشطح بهم الخيال ولكنهم (يدعمونهم)، والدعم ليس بالضرورة أن يكون بالكلام والتشجيع ولكنه قد يعني أو يعني فعلاً أنه بالأموال والسلاح وبالخبرات التي اكتسبها هذا التيار في العراق منذ أن “اختربت الطاسة هناك”. كانت مواقع إخبارية إيرانية قد ذكرت أن لقاءات تمت في مدينة قم بين الصدر و”معارضين” بحرينيين، وهي أخبار ظلت هذه الفئة تنكرها وتنكر غيرها على مدى الزمن الماضي لأنها تعلم أنه باب إن فتح جلب لها المشكلات لكن جواد الجبوري “بط البرمة” قال “إن التيار الصدري بخلاف الآخرين اعتاد أن لا يضمر مواقفه، بل إن مواقفه معلنة ومعروفة وبالتالي لا جديد هنا على صعيد لقاء يتم مع “ثوار” بحرينيين في أي مكان، مضيفاً أن “الأمر لا يحتاج إلى لقاء في إيران أو في أي مكان آخر، حيث إن الاحتفالية التي أقامها التيار لمناسبة خروج الاحتلال في بغداد والتي ألقى فيها الصدر خطاباً كان هناك وفد من “ثوار” البحرين حاضراً وألقى ممثلهم كلمة”. أما الأخطر من هذا الكلام الذي هو بالفعل “من الآخر” كما يقول المصريون فهو قوله “إن الصدريين يطالبون بدماء الشعب البحريني التي سفكت ظلماً وعدواناً لأنه يريد ممارسة حريته التي كفلتها الشرائع والدساتير وحقوق الإنسان”. فهذا الكلام أكثر من خطير وهو يعني بما لا يدع مجالاً للشك أن هذه الفئة التي ما فتئت تتباكى تحصل على معونة ودعم غير عادي من هذا التيار الذي يعرف الجميع دوره في العراق، وهو يعني أيضاً أن باب الدعم مفتوح “حتى يتم تعويض الدماء التي سفكت ظلماً وعدواناً”، وهو ما يعني في خاتمة المطاف أن هذا التيار يمارس دوراً قيادياً وميدانياً في المواجهات التي لا تتوقف مع رجال الأمن، أي أن الدعم ليس مقتصراً على إنتاج الأغاني الثورية وبث روح الحماس. التصريح خطير بالفعل وينبغي ألا يمر هكذا، ومسؤولية عدم السماح بمروره مسؤولية الحكومة وأجهزتها المختلفة. وكما إن جواد الجبوري كان صريحاً و”جاب من الآخر” فإن على الحكومة أن تكون صريحة كذلك و«تجيب من الآخر” فليس في هذا مجاملة وليس فيه دبلوماسية، وبالتأكيد فإن الطيبة الفائقة غير لائقة هنا. أمر آخر ينبغي ألا يتغافل عنه هو أن الدعم الصدري ما هو إلا شكل واحد من أشكال الدعم اللامحدود من قبل جهات عراقية وإيرانية، وهو دعم لا يقتصر على ما توفره فضائياتها من خدمات إعلامية غير عادية تبينت أيام الفورمولا-1 ومحاولات الوصول إلى حيث كان الدوار، وتتبين في “الأخبار العاجلة” التي تكشف عن وجود قناة اتصال غير عادية أيضاً مع الداخل. مرة أخرى، التصريح خطير، بل خطير جداً، ولا بد من التعامل معه بما يستحقه من اهتمام.