^ في منتصف التسعينات، وتحديداً في العام 1995 كانت أجهزة الاستخبارات الأمريكية تبحث عن خالد شيخ محمد المرتبط بتنظيم القاعدة، واستطاعت رصد تحويل مالي بقيمة 660 دولار أمريكي قام به محمد من قطر إلى نيويورك، وكان الهدف من تمويل هذه العملية دعم عملية تفجيرات برج التجارة العالمي في الولايات المتحدة. فور أن اكتشف ضباط السي آي إيه وثيقة التحويل المالي تم التأكد أن خالد شيخ تربطه صلة قرابة برمزي يوسف، وتمت متابعة تحركاته، واكتشفوا أنه مختبئ بقطر، حيث كان يعمل مهندساً ميكانيكياً بإحدى الأجهزة الحكومية الخدمية. البيت الأبيض حينها طلب من السي آي إيه دراسة إمكانية القيام بعملية سريعة لاعتقال خالد شيخ في قطر ونقله فوراً إلى الولايات المتحدة. ولكن السي آي إيه رد على طلب البيت الأبيض أنه لا يملك ضباط استخبارات أو عملاء في الأراضي القطرية آنذاك لتنفيذ مثل هذه العملية، كما تم تبرير المخاوف من احتمال معرفة إحدى الشخصيات القطرية التي لديها علاقات وتعاطف مع بن لادن ليقوم بتحذير خالد شيخ ويفر من الدوحة. البيت الأبيض قرر إحالة الموضوع إلى البنتاغون لإعداد قوة خاصة يمكنها تنفيذ هذه العملية، وبالفعل قام البنتاغون بإعداد خطة تفصيلية لتنفيذ المهمة، وكانت الخطة تعتمد على إرسال القوة الخاصة إلى البحرين جواً، ومن ثم يتم نقل هذه القوة عبر الطائرة العمودية (الهليوكوبتر) إلى قطر لتنفيذ الاعتقال السريع. نائب مستشار الأمن القومي آنذاك ساندي بيرجر تولى رئاسة اجتماع خاص في البيت الأبيض لدراسة خطة البنتاغون، وخرج الاجتماع بقناعة أن هناك مشكلة رئيسة يمكن أن تواجه العملية، وهي الخلاف الذي كان محتدماً بين المنامة والدوحة حول جزر حوار. والسؤال الرئيس الذي طرح حينها هو ما هي النتائج التي يمكن أن تترتب عندما ترصد السلطات القطرية دخول طائرة عمودية مقاتلة إلى أراضيها، فقد تعتبر هذه الطائرة معادية قادمة من المنامة لتنفيذ اعتداء، وليست طائرة أمريكية قادمة لاعتقال أحد الإرهابيين وتتم في ظروف سرية. المجتمعون في البيت الأبيض كانوا يخشون أن تتحول العملية الخاصة السرية في قطر إلى بداية حرب محتملة بين المنامة والدوحة. أيضاً وزارة العدل الأمريكية علقت على خطة البنتاغون بوجود مشاكل قانونية. خلال هذه النقاشات استطاع خالد شيخ الهروب من قطر بحلول يناير 1996. مثل هذه الحقائق يوثقها الصحافي الأمريكي الشهير ستيف كول في أحدث إصداراته “الحروب الشبح” التي يوثق فيها تدخلات السي آي إيه في منطقة الشرق الأوسط. وأعتقد أنها حقائق مهمة تثبت لنا نظرة واشنطن في التعامل مع دول الخليج عندما تتعلق المسألة بمصالح الأمن القومي الأمريكي.