وصف عددا من السياسيين قرار مملكة البحرين قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ،وإغلاق بعثتها الدبلوماسية لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسحب جميع أعضاء بعثتها، بالخطوة الموفقة التي طال انتظارها من قبل الشعب البحريني والخليجي ،مؤكدين ان تلك الخطوة وما سبقتها من قرار من المملكة العربية السعودية ستضع حدا فاصلا للغطرسة الايرانية وستنهي غرور النظام الايراني ،وتوقف تدخلاته السافرة في شئون دول الجوار وتهديداته المستمرة لامن واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي .
وقال الشيخ د.عبد اللطيف المحمود رئيس تجمع الوحدة الوطنية ان دول الخليج لم تكن تحاول الوقوف ضد ايران باعتبار ان الشعب الايراني هو شعب مسلم ،ولذلك صبرت دول مجلس التعاون على هذه العنجهية التي يتعامل بها نظام ولاية الفقيه.
واضاف المحمود ان النظام الايراني اصيب بالغرور لوجود من يأتمر بامره في الدول التي يوجد له فيها اتباع ، ووصل الغرور الى حده وظنوا انهم قادرون على بسط سيطرتهم على الدول العربية والاسلامية ولهذا زادوا من اعتداءاتهم على الدول العربية ،وكانوا يظنون ان المملكة العربية السعودية لا تسطيع ان ترد على اعتداءاتهم لكنهم اصيبوا بخيبة امل بعد القرار السعودي الحازم .
واشار المحمود الى ان دول الخليج كانت تتعامل مع النظام الايراني بالحلم ،ولكن كما يقال "اتقي شر الحليم اذا غضب" وقد جاءت غضبة المملكة العربية السعودية التي هي مركز العالم العربي والاسلامي والقلب والساعد القوي له فوقفت ضد مخططات ايران للسيطرة على اليمن كما سيطرت على العراق وسوريا ولبنان .
ولفت المحمود الى ان هذه الخطوة الحازمة ستجد مساندة من كثير من الدول خاصة دول التحالف الاسلامي وهذه الخطوة ستكون لايقاف هذه الحرب التي يشنها النظام الايراني على الدول العربية والاسلامية .
بدوره قال النائب عبد الحليم عبد الله مراد عضو مجلس النواب ان دول الخليج صبرت كثيرا على سلسلة من الاستفزازات الايرانية عبر السنوات السابقة ،مضيفا ان ايران لم تراعي ادنى حقوق الجوار بالرغم من اننا في البحرين نراعي حقوق ايران .
واوضح ان ايران امعنت في ايذاء جيرانها من خلال زعزعة الامن وتسييس القضايا وتحريك الخلايا التي تديرها في دول الجوار مثل ماحدث في البحرين في 2011،مؤكدا ان هذا القرار قد جاء بعد طول صبر ،وقد ان الاوان ان تعرف ايران حجمها في المنطقة .
واشاد مراد بالاجراء الذي اتخذته المملكة العربية السعودية من قطع العلاقات الدبلوماسية مع ايران ثم جاء قرار البحرين وايضا السودان والامارات ،معربا عن امنيته ان تقوم جامعة الدول العربية باتخاذ موقف موحد ضد ايران حتى نعطيها حجمها الفعلي في المنطقة ،ومنع محاولات طهران من نشر ادعاءات وصورة كاذبة بانها دولة مؤثرة ولديها دور ريادي في المنطقة ،مؤكدا انه مع الخطوات المباركة هذه ستقزم حجمها وتضعها في وضعها الصحيح .
ووصف عبد الحليم مراد القرار بانه صائب وحكيم ولم يأتي بردة فعل بل جاء بعد صبر ومحاولات من كافة دول الخليج بتهدئة الامور واحتواء الازمات مع ايران، لكن ايران لم تراعي هذه الجهود ولم تدخر جهدا الا وقامت بزعزعة الامن وتسليط التها الاعلامية على الخليج والبحرين ،مضيفا ان القرار جاء تماشيا مع طموح وارادة وامال الشعوب الخليجية والعربية .
وانتقد مراد بشدة الادعاءات الايرانية واتهامها المملكة العربية السعودية زورا بانها تنافي حقوق الانسان ، ونست جرائمها الصفوية في العراق وتنفيذها الاعدامات لكل من يعبر عن رأيه ووجهة نظره ،مشيرا الى انه
اصبح واضحا كالشمس للعالم كله ان ايران دولة دموية تنشر الارهاب وتقتل الناس وتمنع الحريات .
من جهته أشاد الأمين العام لجمعية المنبر الوطني الإسلامي الدكتور علي أحمد عبدالله بقرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران ،معتبرا القرار خطوة في الاتجاه الصحيح وموقف حاسم ضد التدخلات والتجاوزات التي يرتكبهاالنظام الإيراني تجاه مملكة البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي ،مضيفا أن القرار يصب في مصلحة محاربة الإرهاب ومحاصرة الطائفية البغيضة وحماية أمن واستقرار البحرين ، كما أن توقيته يعبر عن تضامن كبير من جانب البحرين مع الشقيقة المملكة العربية السعودية ضد التدخل الإيراني في شئونها الداخلية والاعتداءات السافرة التي طالت سفارتها وقنصليتها بطهران ،مشيداً في الوقت ذاته بقرار المملكة العربية السعودية قطع العلاقات مع إيران ومعتبرا إياه بداية لتدشين مرحلة جديدة في العلاقات العربية مع إيران .
وأكد الدكتور علي أن قرار الحكومة البحرينية والسعودية يعبر عن إرادة ورغبة شعبية كبيرة بعد أن ضاق الناس ذرعا بما ترتكبه طهران من جرائم بحقهم وحق وطنهم وبعد أن تجاوز المسئولون الإيرانيون كل الأعراف والمبادئ الدبلوماسية بل والأخلاقية، وسعوا بشتى الطرق للهيمنة على المنطقة من خلال تأجيج الصراع الطائفي وإثارة النزاعات والإنقسامات مستخدمين في ذلك مليشيات سوداء .
وقال الدكتور علي :" إيران لم تدع دولة في المنطقة العربية إلا سعت لضرب الاستقرار فيها بشتى الصور والوسائل، فالخطر الصفوي لايهدد البحرين بمفردها وإنما يتمدد ويهدد كل الشأن الخليجي والعربي وبالتالي يجب توحيد المواقف لدول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية والإسلامية لمحاصرة هذا الخطر الداهم ، داعيا الأشقاء في دول مجلس التعاون والوطن العربي لإتخاذ إجراءات مثيلة للإجراءات البحرينية والسعودية كرد رادع على العبث الإيراني بالمنطقة والمحاولات الإجرامية التي تقوم بها مليشياتها من قتل وتدمير في سوريا والعراق واليمن ولبنان.
من جانبه اعرب عبد الرحمن الباكر رئيس جمعية التجمع الوطني الدستوري عن تأييده للقرار الذي اتخذته مملكة البحرين ،مشيرا الى ان هذا القرار طالما طالبت به القوى السياسية في المملكة وكان مطلبا شعبيا ،بعد ان رأينا حجم التدخلات والمؤامرات التي تحاك ضد مملكة البحرين وكل دول الخليج من قبل هذا النظام الايراني .
وطالب بان تحذو جميع الدول العربية اتخاذ نفس القرار من اجل ايجاد موقف واحد قوي امام هذا النظام الايراني وردعه عن تدخلاته السافرة في شئون دول الجوار الداخلية .