مكالمتان أحول أمرهما لمن يعنيه الأمر؛ وحقيقة لم أعد أدري من هي الجهة التي يعنيها الأمر!! المكالمة الاولى وهي من إحدى قريباتي، سيدة تعيش هي وأسرتها على “خط التماس” في قرية عالي وكل يوم تعيش الرعب على حقيقته، فلا تنام ليلاً ولا نهاراً وأبناؤها يعملون في الحقل الطبي وفي وظائف تستدعي عودتهم في ساعات متأخرة أحياناً، فلا تنام حتى تطمئن على سلامتهم والسبب أعمال الإرهاب اليومية التي تجري أمام منزلهم من سد للطرقات وحرق الإطارات ورمي زجاجات المولوتوف التي تحضر أمام أعينهم. تقول السيدة إن الأمن مفقود تماماً في منطقتنا، وهي تعرض منزلها الآن للبيع حتى تتمكن من شراء غيره في منطقة أخرى بل، وتفكر بالهجرة وتسأل هل نحن مواطنون لنا حقوق، أم لا وجود لنا على هامش حقوق الإنسان في هذا البلد؟ هذه هي الرسالة الأولى إلى من يعنيه الأمر. المكالمة الثانية أجريتها للاطمئنان على سلامة إحدى قريباتي التي تعيش هي الأخرى على خط التماس إنما في منطقة أخرى وهي بلاد القديم، والبيت الذي انفجر السلندر بقربه هو بيت ابنها، والزجاج أصاب زوجة ابنها وحفيدها وجروحهم بليغة، كانت تبكي وتقول أين نذهب؟ لمن نشتكي؟ هذه حالتنا يومياً، رعب وخوف ودخان وحرائق وسلندرات أين الأمن؟ أين حقوقنا، من لنا في هذا الوطن؟ هذه هي الرسالة الثانية لمن يعنيه الأمر. تزامن ذلك مع حادثة تعرضت لها صديقة ابنتي أول أمس كادت أن تلقى حتفها وهي على الهايوي؛ إذ كانت زجاجة المولوتوف تلقى عشوائياً على السيارات العابرة وألقي على سيارتها وابل من المولوتوف، ومنها نوجه أيضاً رسالة لمن يعنيه الأمر. فهل ضاع حق الإنسان العادي الذي يعيش على خطوط التماس مع مناطق نفوذ الإرهابيين؟ هل أصبحت هذه المناطق خارج نطاق التغطية الأمنية؟ هل أصبحت رهينة للإرهاب واختفى دور الدولة وشكل الدولة فيها؟ أين حق المدنيين الذين لم يخرجوا من بيوتهم أو الذين يستخدمون الطرقات العامة في الأمن؟ حقنا في سلامة أبداننا وسلامة أرواحنا؟ أي شريعة هذه التي أجازت القتل والحرق والتفجير؟ أي حقوق إنسان هذه التي تؤخذ بالقتل وبالحرق وبالخراب؟ أين خطب رجال الدين في يوم الجمعة عن هؤلاء القتلة؟ هل لهؤلاء رجال دين يقودونهم؟ هل يقرؤون لهم القرآن ويذكرون لهم شروط الإسلام والدين؟ فإن كانوا كذلك فكيف أحلوا دماء أبرياء لا علاقة لهم بما يحدث؟ هل للقتلة علاقة بمنظمات حقوق الإنسان هل تجيز تلك المنظمات ما يتعرض له عامة الناس من رعب وإرهاب يومي؟ هل يدري عنا أحد؟ هل يصل صوتنا لولاة الأمر؟ إذا كانت أمريكا تحمي هؤلاء؟ من يحمينا نحن إذاً؟ هل قيادتنا ترضى أن نهان في وطننا من أجل عيون أمريكا ومن أجل عيون بريطانيا. لو كان على الرد بالمثل فنحن قادرون على الرد وأبناؤنا على استعداد للدفاع عن أنفسهم وعن عوائلهم وكلنا مستعدون للدفاع عن أنفسنا ولكننا لا نريد لهذا البلد أن ينحدر إلى هذا الدرك، قولوا لنا بصراحة إن كنتم عاجزين عن حمايتنا حتى نتصرف. رسائل أنقلها بالحرف وحقيقة لا أعرف الآن لمن أتوجه بهذه الرسائل، خصوصاً أنها ليس المرة الأولى فقد اشتكى لي أحد سكان المقشع مرة ذات الشكوى وها هو الضابط الذي في العكر تهدد حياته وحياة أبنائه أكثر من مرة ويتكرر الأمر عنده بلا حماية، لقد وصل الإرهاب إلى بيوت الناس وهم آمنون في بيوتهم ومن يده في النار ليس كمن يده في الماء البارد!! لذلك فكرت بتحويل الرسائل إلى “هيومن رايتس ووتش” أو “أطباء بلا حدود” أو “مراسلون بلا حدود” أو إلى منظمة “مواطنون بلا حدود” (هذي اختراعي) أو إلى بطل التويتر (أبو قمصان) أو لعلي سلمان ربما يستطيع أن يوفروا لهم الأمن ويمسكوا عصاباته عن الناس؟ أو للسفير الأمريكي ربما تستطيع السفارة أن توفر لهم الأمن؟ فهؤلاء هم الذين أصبحت لهم الكلمة الأخيرة في أمن المواطن البحريني!! .. وسامحونا