لن تشعل المشاركة الوشيكة للاعب الوسط الدولي أردا توران مع برشلونة، الأربعاء أمام اسبانيول في كأس الملك، مشاعر أكثر من عشرة ملايين من أنصار النادي الكتالوني في تركيا فقط، ولكن يتوقع أيضا أن ترفع من أرباح كبرى الشركات التركية.فشركة (بيكو) للإلكترونيات التي تعد الشريك المميز للنادي منذ يونيو/حزيران 2014 وشركة (لاسا) للإطارات، الشريك الرسمي والراعي الرئيسي لألعاب كرة السلة واليد وكرة القدم للصالات والهوكي منذ بداية هذا الموسم، وشركة (أفيا) للاتصالات الراعي الإقليمي للنادي ولمدرسة برشلونة لكرة القدم في اسطنبول، تعد جميعها الآن من رعاة الكتالوني العريق.وقال جورج مياد، أحد المسؤولين بشركة (بيكو)، في مقابلة مع "مشاركة أردا توران الأولى مع برشلونة سيكون لها تأثير كبير في تركيا، نظرا لكونه أحد أكثر لاعبي كرة القدم الأتراك شعبية في أوروبا، وواحد من اللاعبين الناجحين في صناعة كرة القدم العالمية، فهو بالطبع سيعزز من انتشار بيكو بعد أن يوطد علاقته ببرشلونة".ويعد أردا، قائد المنتخب الوطني التركي الذي سيشارك في بطولة أمم أوروبا "فرنسا 2016" الصيف المقبل، معشوق الجماهير التركية، ومنذ ذهابه للاحتراف في الليغا الإسبانية وهو يحظى بملايين المتابعين عبر الشبكات الاجتماعية: فيسبوك (أكثر من 6.5 ملايين متابع) وإنستجرام (أكثر من ثلاثة ملايين متابع) وتويتر (أكثر من نصف مليون متابع).ويضيف مياد لـ قبل ساعات من مواجهة برشلونة لجاره اسبانيول غدا على ملعب كامب نو في ذهاب الدور ثمن النهائي من الكأس "كان من الرائع أن يقرر مدرب برشلونة ضم لاعب تركي" الصيف الماضي.وجذب اقتراب توران من المشاركة أخيرا مع البرسا للمرة الأولى منذ انضمامه إليه الصيف الماضي، حيث كان عليه الانتظار طيلة هذه الأشهر لحين انقضاء عقوبة الفيفا الموقعة بحق النادي الكتالوني بعدم تسجيل لاعبين جدد لمخالفته قواعد التعاقد مع لاعبين قُصّر لموسمي انتقالات متتاليين، اهتماما كبيرا من جانب الصحف التركية، بشكل يضاهي أو يفوق الحديث عن أهدافه مع المنتخب، الذي يشارك معه بصفه منتظمة منذ نحو عقد.ويمتلك برشلونة شعبية جارفة في تركيا، حيث يحظى هناك فقط بعشرة ملايين مناصر، بحسب مياد، ولكن أكثر من يجذب "بيكو" هو الـ300 مليون الذين يشجعون النادي الكتالوني في جميع أنحاء العالم، حيث يشير مسئول الشركة "97% من أنصار برشلونة يتواجدون خارج إسبانيا، وهذه تمثل فرصة كبيرة لوضع بيكو في خريطة الدول التي لا تزال تجهل هذه العلامة التجارية".وتنتشر شركة بيكو في أكثر من مائة دولة، وهي تمثل ثاني الماركات الأكثر مبيعا للأجهزة المنزلية في أوروبا، بحسب المسئول.وتأسست الشركة عام 1955 بتركيا وهي تعد العلامة التجارية الدولية لشركة (أرشيليك) الرائدة في صناعة الأجهزة المنزلية، التي تعد جزءا من امبراطورية (كوتش) القابضة، أكبر تكتل تجاري في تركيا.ويضيف مياد "وضع علامة بيكو على أكمام قميص برشلونة يجعلنا معروفين أمام نحو مليار شخص في جميع أنحاء العالم"، رافضا الكشف عن القيمة المدفوعة لرعاية بطل إسبانيا وأوروبا والعالم حاليا.وفي تركيا، التي بها نحو 2.5 مليون مناصر لبرشلونة على الشبكات الاجتماعية، هناك أيضا شركة راعية أخرى وهي "لاسا" للإطارات، الراعية لموقع أردا توران، بالإضافة إلى لاعبين برياضات أخرى بنفس النادي الإسباني، تعبر عن فخرها بكونها واحدة من "الشركاء الرسميين الـ11" له.وذكرت شركة الإطارات لدى توقيعها على عقد رعاية نادي البلاوجرانا لأربعة أعوام حتى 30 يونيو/حزيران 2019 "برشلونة هو مثال للصناعة العالمية للرياضة مع نهجه المستدام للنجاح، والقيم التقليدية للنادي، وثقافة أكاديميته ووعيه الاجتماعي".وبلغت قيمة العقد 21.6 مليون يورو، بحسب ما أفادت به صحيفة (حرييت) التركية، ويتضمن مشاركة لاعبين من كل القطاعات في حملاتها الإعلانية. وحتى الآن شارك في حملاتها لاعبون أمثال أردا وأندريس إنييستا وجيرارد بيكيه ولويس سواريز ونيمار، إضافة لخوان كارلوس نافارو (كرة سلة).كما افتتحت "لاسا" في 14 سبتمبر/أيلول الماضي أول متجر لها في برشلونة، وذلك بهدف "تعزيز موقعها" في المدينة ولضمان "النمو الاستراتيجي لها" في البلد الأوروبي، بحسب ما أفادت به الشركة نفسها، التي ترعى أيضا منذ أغسطس/آب 2014 اللاعب نفسه بصفته الشخصية كرمز لعلامتها التجارية.