حسن الستري
رفض وزير التربية والتعليم د.ماجد النعيمي وصف النائب جلال كاظم لإجابته على سؤال نيابي طرحه كاظم يتعلق بمخرجات التعليم بالـ»التهرب» من الإجابة، فرد الوزير: «أترفع عن الألفاظ، وعندي كلام يجعل النائب «يتحسف» ألف مرة قبل دخوله المجلس (..) لا يوجد بلد بالعالم أجمع يدعي الكمال بالتعليم».
وأشار إلى أنه ليس هناك تهرباً من الإجابة على سؤال النائب، وأنه حاول لأن يفصل رده قدر الإمكان، لافتاً إلى «أكرر احترامي للنائب وأرفض كلمة «تهرب»».
وعلق كاظم على رد الوزير، قائلاً «إن حديث الوزير يحمل تهديداً مرفوضاً، ولو لم يعلن احترامه لكنت انسحبت من الجلسة».
من جانبه، طلب رئيس الجلسة النائب الأول لرئيس مجلس النواب علي العرادي شطب كلام الوزير النعيمي من المضبطة.
وبين أن الإجابة في حقيقتها معلومات، ووصلت النائب ولا تهرب فيها، موضحاً أن استراتيجية وزارة التربية والتعليم مرت مسبقاً على مجلس النواب، ومألوفة لدى العديد من أعضاء المجلس.
وذكر عدد من الإجراءات التي اتخذتها الوزارة لتطوير العملية التعلمية ممثلة في مراكز رعاية الموهوبين والعديد من التسهيلات وتجهيزات في المدارس، ودمج ذوي الاحتياجات الخاصة عبر 72 مدرسة مختارة، وما أدى إليه من وجود معلم واحد لكل طالب في بعض الحالات كما هو الحال في فصول التوحد.
وأوضح أن هؤلاء يمنحون رعاية واهتماماً وبرامج خاصة تتناسب مع كل طالب على حدة ووضعه الصحي.
وحول انتقال الطلبة من المدارس الحكومية للخاصة وبالعكس، قال د.النعيمي إن أكثر من 1400 انتقلوا من المدارس الخاصة إلى الحكومية، بمقابل 118 طالب انتقلوا من المدارس الحكومية إلى الخاصة.
وعن إحصائيات المدارس الحكومية ومقارنتها مع المدارس الخاصة، قال النعيمي: «أصبح عدد المدارس الخاصة اليوم 75 مؤسسة تعليمية، مقابل 53 مدرسة في 2002 منها 38 وطنية و35 خاصة ومدرستان للجاليات، تحتضن حوالي 83,786 طالباً وطالبةً.
وأضاف أن المسألة حرية شخصية أمام أولياء الأمور، ولدينا بالمدارس الحكومية توسع في استخدام اللغة الإنجليزية والفرنسية.
وعبر عن فخره أن البحرين سجلت المرتبة الأولى في نسبة التمدرس على المستوى الخليجي والعربي وفق تقارير منظمة اليونسيف.
واتفق الوزير مع ما طرحه النائب جلال محفوظ بأن المنشآت التعليمية تحتاج للتطوير، مشيراً إلى أن 10 مدارس تبنى حالياً بفصول متحركة وصديقة للبيئة، وأن التطوير ليس سهلاً.
وأكد على وجود جهود تبذل للارتقاء بجودة عمل المدارس ونتعاطى مع تقارير هيئة ضمان الجودة بكل احترافية، وواقع الأمور يتغير.
وفيما يتعلق بمدارس المستقبل، أفاد وزير التربية أن مدارس المستقبل مشروع ضخم، وانطلق في مرحلته الأولى بـ4 مدارس للتجربة والتقييم، وسينتقل لمراحل أخرى.
وأشار النعيمي إلى أنه وفقاً لتقارير التعليم لليونسكو من 2007 وحتى 2015 حققت الوزارة إنجازات منها نسبة تمدرس عالية في المرحلة الابتدائية تصل إلى 100% ، ونسبة مساواة عالية بين الجنسين تقارب 100% ، وخفض نسبة التسرب من التعليم إلى أقل من نصف في المائة (0.40%) ، وخفض نسبة الأمية إلى ما دون 2.46%.
من جهته، قال كاظم إن مخرجات التعليم بالبحرين تعد الأدنى خليجياً، وتراجعت على المستوى العالمي وفقاً للأرقام والدراسات الصادرة عن جهات دولية متخصصة.
وانتقد النائب ما اعتبره تكدساً للطلبة في الصفوف واهتمام وزارة التربية بالكم وليس الكيف.
وأشار إلى أن غالبية الطلبة البحرينيين يصلون إلى الجامعة وهم لم يكتسبوا ما مقداره 20% من اللغة الإنجليزية.
وأكد المحفوظ أن وزارة التربية تتخبط وهنالك قرارات يومية تصدر والمعلمون يعانون من ضغط.
وطالب بخطط واضحة ومحددة لتطوير واقع المدارس والعملية التعليمية، مشيراً إلى أن رد وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي جاء إنشائياً.
وأشار كاظم لرسالة وصلته من عدد من أعضاء الهيئات الإدارية والتربوية في المدارس الحكومية يشكون فيها من عدم تأهل المدارس لمشروع التمديد المدرسي.
وطرح المحفوظ عدداً مما اعتبره إشكاليات يعاني منها المدرسون الوافدون بالمدارس الحكومية مع وجود قرابة 200 معلم يحملون مؤهل بدبلوم كهرباء ويتولون تدريس مقررات دراسية أساسية.
وتساءل «أين الحديث عن استقطاب الكفاءات؟»، هنالك مدرسات بإحدى مدارس الرفاع دعون مجموعات من الطالبات لتعلم «الأوردو»، فكيف نعتمد على هؤلاء؟
وتابع، لدي سجل بأكثر من 44 عاطلة جامعية ممن يحملن تخصصات تربوية، ووزارة التربية تبحث عن استقطاب مدرسين من الخارج.