تتحرك قريبا عدد من المنظمات الحقوقية العربية والدولية لاجل رفع شكوى الى اليونسكو – منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة قال ضد النظام الايراني.
حيث إن التعليمُ حقٌ إنساني أصيل تكفله وتصونه جميع الديانات على اختلافها، كما تكفله العهود والمواثيق والاتفاقيات الدولية، فهو حق للبشر جميعا دون تمييز ٍأو انتقاصٍ لأحد من حقه هذا، على أساس الانتماء أو العرق أو اللون، أو اللغة، أو الدين أو غيرها. ويلاحظ بالتحديد أن هذه المعاهدات والإتفاقيات تؤكد في مواد منها على ضرورة ضمان عدم حرمان أو المنع من هذا الحق الاصيل. فنجد في (المادة 27 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، المادة 25 من الميثاق العربي لحقوق الإنسان والمادة 3 ، المادة 28 من اتفاقية حقوق الطفل، المادة 5 (هـ) من الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، المادة 4.3 من إعلان الأمم المتّحدة بشأن حقوق الأشخاص المنتمين إلى أقليات قومية أو إثنية وإلى أقليات دينية ولغوية.. وغيرها وغيرها من الاتفاقيات والمقررات الدولية.
في ايران ومنذ تاسيس الجمهورية الاسلامية بعد سقوط نظام الشاة، تعمد السلطات الايرانية إلى منع تدريس اللغة العربية للشعب الاحوازي المحتل من قبل النظام الايراني وعدم السماح الأحوازيين العرب باستخدام اللغة العربية في الإعمال والوظائف الحكومية وغيرها وفرض اللغة الفارسية ومناهج تعليمية في المدارس الرسمية والخاصة على جميع الطلاب والطالبات في منهج الدين و العقيدة، في حين يتعدد الإنتماء المذهبي في ايران وتبعا لهذا التعدد في الإنتماء تتعدد الحاجة لتعلم ما تقرره أصول المذهب الذي ينتمي اليه الطالب والطالبة في نواح كثيره، ويتعين أن يتعلم الطلاب ما يدينون به فكريا وممارسة.
وحيث أن المؤسسات الرسمية لا تعبأ بهذه الحاجة الماسة للطلبة والطالبات الذين ينتمون للمذهب السني وغيرة.
وكذلك ستتضمن الشكوي ضد النظام الايراني، صورة العرب في الكتب المدرسية الإيرانية، حيث أن المناهج الدراسية تتسم بالعنصرية والكراهية ضد العرب وتصف الإنسان العربي بـالكاذب والمخادع وغير الحضاري، وأنه يعيش في بيئة امتازت بفقر الطبيعة ، والتركيز على التاريخ العربي السلبي مقابل الإيجابي للحضارة الفارسية، فتغرس في عقل الطالب الإيراني صورة العرب بأنهم مجموعة قبائل همجية تحتكم للسيف وتئد المرأة، وأنهم لا يملكون مقومات حضارية، في حين يغرس في عقل الإيراني التفوق العرقي، وأنه نقي الدم الذي استطاع من خلال طموحه وجهوده أن يؤسس دولة أصبحت مطمعا لقوى الغزو المتمثلة بالعرب.
وتحاول الكتب المدرسية أن تطبع في عقل الطالب الإيراني أن الشخصية العربية تتسم بعدوانية أصيلة كرست نفسها في صراع مع إيران، في صورة العدو الدائم الذي تحاول أن تبرزه كذلك الكتب المدرسية الايرانية تحوي تزويرا كبيرا للحقائق التاريخية، وما ينطوي على ذلك من إعطاء معلومات علمية مشوهة المضمون والمحتوى، وما يرافق ذلك من تعبئة نفسية ضد العرب، واحتقارهم، بدل تعليمهم قيم الحوار والمصالحة وتعزيز مبادئ التعايش والتسامح مما أثرت هذه المناهج على إيران سلبي، في علاقتها مع العالم العربي، فهي تسعى وبدراية وبتخطيط من النظام الايراني عمدا لخلق نشء إيراني يبطن الكره والعداء للعرب.
وستسعين الشكوي بعدد من الدراسات القيمة العربية والأجنبية منها الدراسة المهمة التي أعدها الباحثان الدكتور نبيل علي العتوم والدكتور عادل علي العبدالله بعنوان «صورة العرب في الكتب المدرسية الإيرانية»، الصادرة عن مركز العصر للدراسات المستقبلية-لندن 2013م «764 صفحة من القطع الكبير» ومركز أمية للبحوث والدراسة الاستراتيجية كتاب بعنوان: “صورة العرب في الكتب المدرسية الإيرانية” للدكتور نبيل العتوم – رئيس وحدة الدراسات الإيرانية في مركز أمية.
وصرح الامين العام لجمعية البحرين لمراقبة حقوق الانسان عضو الامانة العامة بالرابطة العالمية للحقوق والحريات ومدير مكتب الرابطة في اوروبا فيصل فولاذ بان الأحكام الصادرة في حق النشطاء الأحوازيين ونشطاء الشعوب غير الفارسية من احكام طويلة واعدامات بسبب مطالبتها بالتعليم الملائم للطائفة السنية والتعليم العربي تاتي من ضمن الممارسات التي يقوم بها النظام الايراني ومؤسساته ضد أتباع المذهب السني والأصل العربي.
وقال فولاذ إننا في الجمعية نستنكر هذا التعامل الايراني بمصادرة حقوق الشعب الاحوازي والشعوب غير الفارسية الأخيري لما يمثله من تعطيل المجتمع في تلقي التعليم من جهة، و تعطيل حق الطلاب والطالبات المنتمين للطائفة السنية وغيرهم من حقهم في التعلم وفق ما يؤمنون به فكرا وعقيدة وممارسة. كما نطالب منظمة اليونسكو ومجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة الضغط على حكومة النظام الايراني للسماح بتدريس وتعلم المذهب السني واللغة العربية في المدارس العامة والخاصة دون إكراه أو تضييق وتغير النظرة العنصرية والكراهية ضد العرب بمناهج التعليم الايرانية.
وختم فولاذ تصريحة بان عدد من المنطمات الحقوقية العربية والدولية تتحرك قريبا لرفع الشكوي (بعد الاستعانة بمكتب استشاري قانوني دولي) الي منظمة اليونسكو ضد النظام الايراني، وأنة في زيارتة الاخيرة الي فرنسا زار مقر منظمة اليونسكو في باريس واطلع علي دورها وأنشطتها وكيفية رفع الشكاوي وأنشطة المنظمات غير الحكومية مع المنظمة.