أشارت الدكتورة سارة الريفي استشارية الجراحة العامة وجراحة اورام الثدي والترميم ، إلى أن المرأة تمثل المجتمع بأكمله ، فهي اللبنة الأساسية لبناء المجتمع الراقي والصحي ، لذلك نرى التركيز في المجتمعات الراقية على الثقافة الصحية للمرأة ، حيث تقاس رقي المجتمعات بمدى ثقافة والوعي الصحي لدى المرأة ، كما تركز المنظمات العالمية في تصنيفها للمجتمعات على مدى الرعاية الصحية التي تحصل عليها المرأة في جميع المراحل العمرية .
جاء ذلك خلال المحاضرة التي نظمها مركز عبدالرحمن كانو الثقافي بعنوان "أهمية الوعي الصحي للمرأة البحرينية" للدكتورة سارة الريفي استشارية الجراحة العامة وجراحة اورام الثدي والترميم .
وفي بداية المحاضرة التي قدمتها الدكتورة هبة الريفي ، أوضحت الدكتور سارة الريفي أن الاهتمام دائما يتركز على الثقافة الصحية للمرأة ، لأنها هي التي تقوم بشراء احتياجات الأسرة من الأغذية والأطعمة وبعدها تعد الوجبات الغذائية لتقديمها للأسرة ، مما يستوجب ان يكون لديها وعي وعلم بكيفية اختيار الأطعمة الصحية ، هذا بالاضافة إلى الطريقة الصحيحة لغسل وتحضير المواد الغذائية للطبخ ، واذا كانت تفتقر المرأة للوعي الصحي فانها لن تهتم بأمور النظافة والسلامة والتي قد تتسبب في انتشار الأمراض بين أفراد العائلة ، كما ان المرأة هي المسئولة الأولى عن تربية الأبناء ومتابعة حالتهم الصحية فهي التي تتابع مواعيد تطعيمات الأطفال وهي من تقرر متى يكون الطفل بحاجة الى زيارة الطبيب .
وأضافت الدكتور سارة أن هناك متطلبات يجب ان تتوفر للمرأة ، من أجل الحفاظ على صحتها ، كممارسة الرياضة بشكل منتظم والتغذية السليمة والصحية للحفاظ على الوزن المثالي ، كما يجب ان لا نغفل عن الاهتمام بنفسية المرأة كونها بطبيعتها عاطفية وحساسة نتيجة مرورها بتغيرات هرمونية خارجة عن إرادتها ، إضافة إلى واجباتها اليومية كالعمل وتربية الابناء والقيام بمتطلباتهم ، فجميعها ظروف تجعل المرأة متقلبة النفسية والمزاج ، وعليه يجب أن نوفر لها الوقت الكافي للاسترخاء والراحة ، لذلك يجب على الرجل أن يكون متفهم أكثر لطبيعة المرأة ويقدر جهودها التي تبذلها من أجل عائلتها .
وأشارت إلى أن احتياجات المرأة الصحية تختلف بإختلاف المرحلة العمرية التي تمر فيها ، ففي مرحلة البلوغ والمراهقة يلزم التركيز في المحافظة على وزن الفتاة وتجنب زيادة الوزن وذلك من خلال التغذية السليمة وتحديد كميات الطعام المناسبة وممارسة الرياضة ، كما يجب عليها الابتعاد عن السهر وقلة النوم والتدخين ، ومن الضروري احتواء الفتاة عاطفيا في هذه المرحلة وتكون مرتاحه نفسيا ، أما في مرحلة الحمل والانجاب فهناك متغيرات تمر فيها المرأة وتكون فيها مسئولة عن نفسها وعن تغذية الجنين ايضا ، والمطلوب منها في هذه المرحلة تغيير نوعية الغذء وليس زيادة الكمية الطعام ، والتركيز على الطعام الصحي الغني بالفواكهة والخضروات والابتعاد عن الاغذية الغير صحية ، لأن زيادة الوزن في هذه المرحلة يؤثر على معدل السكر في الدم فقد يؤدي إلى إصابتها بسكر الحمل أو ضغط الحمل أو الزلال والطفل قد يتأثر بهذه الأمراض بالولادة ، حيث يصاب بمرض السكري أو امراض الغدة الدرقية ، كما قد تتعرض المرأة الى زيادة في تدفق الدم في جسمها 50 مرة أكثر من المرأة غير الحامل فتحتاج إلى شرب كمية كافية من الماء لتجنبها الاصابة بالصداع ، وقد تكون عرضة لنقص الكالسيوم وفيتامين دال التي يحتاجها الجنين لنموه.
أما عن مرحلة ما بعد سن الأمان من 53 عام فما فوق ، قالت الدكتورة سارة الريفي ان احتياجات المرأة في هذه المرحلة تتغير ، حيث تكون قد مرت بمرحلة الحمل والانجاب وتعرضت لنقص الكالسيوم وفيتامين دال ، كما انها غالبا لا تهتم بهذه المشاكل الا عندما تصل إلى سن الأمان وتبدء هذه المشاكل والشعور بآلام في العظام والظهر يتقوس وآلام المفاصل وكلها دليل هشاشة العظام ، اضافة الى نقص الهرمونات الأنثوية كالاستروجين والبروجسترون التي تسبب جفاف الجلد ويبدأ الشعر بالتساقط ، وعليها ان تكثر من شرب الماء والسوائل حتى تحافظ على طراوة الجلد والبشرة ، منوهة الى نسبة الاصابة بالسرطان في هذه المرحلة تكون عالية وأكثرها انتشارا في البحرين سرطان الثدي يلية سرطان القولون والرئة وسرطان الغدة الدرقية ، لذلك فانه بعد سن 40 يجب أن تخضع المرأة لفحوصات دورية للوقاية من هذه الأمراض السرطانية .
كما أشادت الدكتورة سارة بالخدمات الصحية التي تقدمها مملكة البحرين للمرأة ، حيث تتوفر في المراكز الصحية عيادة رعاية الأمومة والطفولة التي تقدم خدماتها من أجل صحة الامرأة والطفل والتي تقدم بالمجان لكافة المواطنين والمقيمين ، كما لا ننسى الدعم الذي تحصل عليه المرأة من المجلس الأعلى للمرأة أو جمعية البحرين لمكافحة السرطان وكافة مؤسسات المجتمع المدني التي تقوم بنشر الوعي والثقافة وتنظيم الدورات التدريبية وورش العمل وتهتم بالوقاية من الأمراض وصحة المرأة.