أنقذ حامل اللقب تشلسي نفسه من خسارة جديدة عندما سجل قائده جون تيري هدفا قاتلا في الدقيقة الثامنة من الوقت بدل الضائع ليتعادل مع إيفرتون 3-3 في الجولة 22 من الدوري الإنجليزي لكرة القدم يوم السبت.
وسجل أهداف إيفرتون كل من جون تيري (خطأ في مرمى فريقه 20) وكيفن ميرالاس (56) وراميرو فونيس موري (90)، لكن تشلسي خطف نقطة ثمينة بثلاثة أهداف أحرزها دييغو كوستا (64) وسيسك فابريغاس (66) وجون تيري (98).
وبقي تشلسي بهذه النتيجة في المركز الرابع عشر برصيد 24 ليفشل بالابتعاد عن معركة الهبوط، فيما رفع إيفرتون رصيده إلى 29 نقطة.
أحدث مدرب تشلسي غوس هيدينك تغييرا واحدا على تشكيلته الأساسية التي بدأت المباراة السابقة، فأشرك الصربي نيمانيا ماتيتش في وسط الملعب بدلا من البرازيلي أوسكار، أما مدرب إيفرتون روبرتو مارتينيز فأجرى 3 تغييرات على التشكيلة التي تعادلت مع مانشستر سيتي 0-0 في الجولة الماضية، فبدأ كل من برايان أوفيدو وأرون لينون وكيفن ميرالاس على حساب راميرو فونيس موري وليون أوسمان وجيرار ديلوفيو.
وجرى اللقاء تحت أنظار مدرب المنتخب الإنجليزي روي هودجسون الذي يتطلع لمراقبة أهم اللاعبين المحليين في الدوري قبل 5 أشهر على انطلاق كأس أوروبا 2016 في فرنسا، كما حضر اللقاء رئيس الإتحاد الدولي لألعاب القوى سيباستيان كو الذي يعد من أبرز الشخصيات الشهيرة المناصرة لتشلسي.
المباراة بدأت ببطء من كلا الطرفين، ولم يتعامل دفاع الفريقين مع كرات كثيرة، قائد تشلسي جون تيري شارك في مباراته رقم 700 بقميص النادي وسط أجواء باردة وجمهور افتقر للحماس، علما بان الفريق اللندني الأزرق لم يخسر في آخر 20 مباراة له بالدوري أمام إيفرتون على ملعبه "ستامفورد بريدج" (11 انتصارا و9 تعادلات)، أي منذ سقوطه أمامه 0-1 في تشرين الثاني (نوفمبر) العام 1994، كما أنها المباراة رقم 250 لروبرتو مارتينيز في الدوري كمدرب.
نشط تشلسي بعد فترة جس نبض دامت ربع ساعة، ومر ويليان من الجهة اليمنى وسدد كرة مركزة أبعدها حارس إيفرتون تيم هاوارد إلى ركنية.
وفي الدقيقة 20، اقتحم أرون لينون دفاع تشلسي وسدد كرة ارتدت من أقدام المدافعين إلى برايان أوفيدو الذي أطاح بها بعيدا عن المرمى لتضيع فرصة التقدم على الفريق الضيف.
وبرزت تحركات روميلو لوكاكو في هجوم إيفرتون، فاستطاع المهاجم البلجيكي المرور من أمام جون تيري قبل أن يتبادل الكرة مع مواطنه ميراليس لكن مدافع تشلسي الآخر كيرت زوما تدخل لقطع الكرة في الوقت المناسب.
ورغم التفوق النسبي لتشلسي في السيطرة على الكرة، لم يتراجع إيفرتون كثيرا بل حاول الهجوم معتمدا على تحركات لوكاكو وميرالاس الذي تباطأ كثيرا ليهدر فرصة تمرير الكرة لزميله روس باركلي المتحفز للتسديد أمام المرمى.
وفي الوقت الذي تحرك فيه ويليان كعادته، لم يكن الجناح الأيمن لتشلسي بدرو رودريغيز فعالا وفشل في تشكيل أي خطورة بعد مرور 35 دقيقة من عمر الشوط.
وسرعان ما تعالت صيحات الاستهجان من جمهور تشلسي على الأداء الرتيب لفريقه، وزاد ميراليس الطين بلة عندما تخلص من رقيبه في وسط الملعب وركض يمينا قبل أن يسدد كرة قوية أنقذها مواطنه تيبو كورتوا في الدقيقة 39.
في الشوط الثاني، نشط تشلسي قليلا ولم تجد عرضية بيدرو من يتابعها أمام المرمى، لكن إيفرتون عاد للمستوى الذي ظهر عليه في النصف الثاني من الشوط الأول، وافتتح التسجيل في الدقيقة 50 عندما مرر روس باركلي الكرة إلى ليتون باينز في الجهة اليمنى رفعها الأخير نحو منطقة الجزاء أخطأ جون تيري في تقديرها ووضعها في شباك فريقه معلنا تقدم إيفرتون 1-0.
وبدلا من التراجع نحو المواقع الخلفية، كاد إيفرتون يسجل هدفا ثانيا، عندما استخلص غاريث باري الكرة من ماتيتش ومرر إلى ميرالاس الذي نقل الكرة إلى الجهة اليسرى حيث يتواجد باركي، فسدد الأخير بالقائم.
وانتبه هيدينك للأداء العقيم للاعب وسطه مايتيش واستبدله بأوسكار في محاولة لقلب الأدوار، إلا أن إيفرتون تمسك بأفضليته وعززها بهدف ثان في الدقيقة 56 حمل توقيع ميرالاس الذي استقبل عرضية من باينز ودار حول نفسه قبل أن يطلقها فوق كورتوا ليتقدم إيفرتون 2-0.
وانتظر تشلسي حتى الدقيقة 60 ليستطيع تهديد مرمى إيفرتون عن طريق فابريغاس الذي سدد كرة أنقذها المتألق هاوارد ببراعة.
التبديل الذي أجراه هيدينك سرع من وتيرة لعب تشلسي هجوميا بعدما تحرر فابريغاس في منتصف الملعب، وقاد الدولي الإسباني حملة فريقه لقلب النتيجة، ومرر الكرة إلى دييغو كوستا الذي سبق فيل جاغيلكا ولكز الكرة بمرمى هاوارد مسجلا أول أهداف فريقه في المباراة (64)، ثم عادل فابريغاس النتيجة بعد دقيقتين مستغلا ارتداد كرته من جاغيلكا ما صعب من مهمة هاوارد في إبعادها.
ودبت الحياة في مدرجات "ستامفورد بريدج" مجددا بعد تحقيق تشلسي التعادل، وخرج بدرو ودخل بدلا منه البرازيلي كينيدي، وتعرض لاعب إيفرتون برايان أوفيدو لإصابة في ركبته اليسرى نتيجة كرة مشتركة مع كينيدي ليدخل بدلا منه راميرو فونيس موري.
وفي الدقيقة 75 كاد كوستا يحرز هدف التقدم لتشلسي لكنه لم يلحق بالكرة من على بعد يارده واحدة من خط المرمى، ثم عاد ميرالاس لمشاغباته المزعجة وتلقى كرة من محمد بيسيتش لكنه فضل التسديد بين قدمي كورتوا الذي لم تنطل عليه الحيلة.
وتعرض كوستا لإصابة أرغمته على الخروج من الملعب، فدخل بدلا منه المهاجم الفرنسي لويك ريمي، أما إيفرتون فحاول تنشيط جبهته الهجومية بإخراج لينون وباركلي وإشراك ديلوفيو وستيفن بينار.
هدأت وتيرة الأحداث قليلا، وسدد لاعب تشلسي جون اوبي ميكيل "صاروخا" من على بعد 25 ياردة ابتعدت قليلا عن المرمى.
وظن إيفرتون أنه سيخرج فائزا من المباراة عندما طار راميرو فونيس ميرو عاليا ووضع بقدمه كرة عالية في الشباك في الدقيقة 90، لكن الوقت بدل الضائع الطويل الذي احتسبه الحكم نتيجة إصابة أوفيدو وكوستا كان كافيا لتشلسي لإحراز هدفا ثالثا عن طريق تيري الذي كفر عن خطئه السابق بهدف جميل بعد استغلاله كرة رأسية من برانيسلاف إيفانوفيتش وضعها بكعب قدمه في المرمى وسط فرحة هسيترية من جمهور الفريق المضيف.