لدى تفضل سموه بافتتاح معرض البحرين للفنون التشكيلية أكد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، "أن الفن في قيمته الابداعية ودلالاته الحضارية يمثل رسالة سامية تعبر عن عراقة الأمم وتطورها في الارتقاء بالذوق العام وتشكيل وعي ووجدان الشعوب".
وقال سموه "إن مملكة البحرين تعتز وتفخر بما لديها من نخبة متميزة من الفنانين التشكيلين الذين استطاعوا بإبداعاتهم أن يعبروا عن الوجه الحضاري للمملكة باعتبارها بلدًا عرف عنه ريادته في مجال الفن والابداع".
ونوه سموه إلى "أن معرض البحرين للفنون التشكيلية على مدى السنين الماضية استطاع أن يتبوأ موقعا متقدما بين المعارض الفنية المتخصصة اقليميا ودوليا، وهو ما يظهر جليا في تزايد الاقبال على المشاركة فيه من قبل الفنانين، نظرا لما يتمتع به المعرض من سمعة طيبة اعدادًا وتنظيمًا".
وكان صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر قد تفضل فشمل برعاية سموه الكريمة صباح اليوم حفل افتتاح معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية في نسخته الثانية والأربعين بمتحف البحرين الوطني، وذلك بحضور معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، وعدد من الوزراء والنواب وكبار المسئولين، ورجال السلك الدبلوماسي، ورجال الصحافة والاعلام والأعمال، والمثقفين، والفنانين المهتمين بالحركة التشكيلية البحرينية.
وبعد أن تفضل سموه بافتتاح المعرض قام بجولة في أرجاء المعرض اطلع خلالها على ما يتضمنه من معروضات فنية يصل عددها إلى 87 عملا متنوعا تشمل أعمال تركيبية ولوحات وأعمال نحت وتصوير فوتوغرافي وأعمال خط وفيديو.
وأعرب سموه عن اعجابه بما يحتويه المعرض من أعمال فنية رفيعة تميزت بالإبداع في الأفكار والنضج في التعبير، مؤكدا سموه أن معرض البحرين للفنون التشكيلية أصبح يماثل في جودته وتميزه أرقى المعارض العالمية المتخصصة في الفن التشكيلي، وبات مناسبة سنوية لتلاقي المبدعين ومحبي الفن التشكيلي على أرض مملكة البحرين.
وقال سموه "إن ديمومة هذا المعرض طوال هذه السنين يظهر مدى ما يتمتع به مجتمع البحرين من صورة متجددة وامتلاكه فنًا غنيًا ناضجًا يعبر عن وعي ومسئولية تؤصل لهوية البحرين الثقافية والفنية".
وأكد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء اهتمام الحكومة بدعم الحركة الفنية والفنانين والمبدعين البحرينيين ايمانًا منها بأن "رسالة الفن النبيلة ذات أهمية كبيرة في دعم نهضة المجتمع عبر تشكيل وجدان مجتمعي يسعى إلى الابتكار والإنجاز".
وأضاف سموه "أن الاستثمار في المكون الثقافي والفني يشكل أحد الأدوات الهامة التي تحرص عليها الدول الساعية إلى التطور والتقدم لما لهذا المكون من تأثير في بناء الطاقات وتحفيزها على العمل".
ودعا سموه الفنانين والمثقفين إلى اتخاذ ابداعاتهم وسيلة لتعزيز التقارب بين الشعوب ونشر ثقافة السلام والتعايش في مواجهة أفكار وممارسات التطرف التي أصبحت تمثل تهديد لحاضر الانسانية ومستقبلها.
بعدها، قام صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء بتسجيل كلمة في سجل المعرض، أكد فيها أن المتتبع لمسيرة تاريخ وطننا العريق يعرف عميقا أن الفن خطاب إنساني متصل بأبناء هذا الوطن من الفنانين والمبدعين الذين لازالوا يؤكدون على أن الحضارات العريقة تقوم على فكرة الجمال والعطاء وأن لغة الفن التشكيلي بكل ما يُضمنها الفنان من رؤى وتأملات قادرة فعلا على صناعة مستقبل أجمل وأفضل لبلدنا العزيز".
وأضاف سموه أنه بعد 42 عاما من هذا الحراك الفني لمعرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية فإن هذه الاستمرارية تؤكد أن الأمل يواصل طريقه في المجتمع وأن بلدا يحلم ويؤمن بالجمال سيكون قادرا بكل تأكيد على توظيف أدواته الثقافية وقدراته الابداعية في تشكيل هويته وصياغة مكونات وطنية تسهم في التنمية والازدهار.
ونوه سموه إلى أن كل معرض سنوي يعني أن المشهد الفني والثقافي البحريني يعمق وعيه بمفردات وتأملات الحياة، مشيرا سموه إلى أن هذا رهاننا كي نصل إلى العالم بسجل تراثي وفني متنوع.
وأشاد سموه بجهود الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار وجميع القائمين على تنظيم المعرص على الجهود التي قاموا في تنظيم المعرض الراقي.
وقال سموه:" كل الشكر والتقدير لهذه الجهود التي تؤكد أن البحرين ملتقى ثقافي يدرج الفن التشكيلي رهانا للتطور والبناء الحضاري".
من جانبها، توجهت معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار بجزيل الشكر والامتنان لحضرة صاحب السمو الملكيّ الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقّر لرعايته المعرض منذ إقامته في العام 1972م، مؤكدة أن هذه اللفتة تحيط الفنانين بالاهتمام وتدل على أن مملكة البحرين تقدر إبداعاتهم ونتاجاتهم وتضيفها إلى سجل إنجازاتها الحضارية. وقالت: "نراهن اليوم على مبدعينا ونجعل من الفن التشكيلي وجهاً جميلاً آخر من أوجه أوطاننا".
وأكدت أن افتتاح معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية يأتي في وقت تحتفي فيه هيئة الثقافة بمقومات مملكة البحرين الحضارية والثقافية خلال عام 2016م بشعار "وجهتك البحرين"، ليكون بذلك الفن التشكيلي وجهة ثقافية من بين وجهات كثيرة تستثمرها مملكة البحرين لصناعة تنمية مستدامة ترتقي بالبنية التحتية الثقافية وتجعل من الثقافة خطابا إنسانيا يصل إلى الجميع.
من ناحيته، توجه سعادة الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة الرئيس الفخري لجمعية البحرين للفنون التشكيلية بخالص الشكر والتقدير إلى صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء على رعاية سموه السنوية لمعرض البحرين للفنون التشكيلية، مؤكدا أن سموه بدعمه وتشجيعه للمعرض منذ بداياته الأولى وحتى اليوم وضع أساسًا لانطلاق جيل جديد من الفنانين البحرينيين إلى العالمية.
وقال: "إن ما نشهده كل عام من تطور ملحوظ في المعرض ألقى بظلاله على المعارض والفنانين التشكيليين، وهذا ما كان ليتم لولا دعم واهتمام صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الذي أرسى أول بداية لهذا التجمع الفاعل والحيوي من الفنانين الذين أثروا الحياة الفنية والتشكيلية في مملكة البحرين".
وأكد الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة أن المعرض من خلال الرعاية الكريمة لصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء استمد قوته في الابداع، لذا فإنه أصبح علامة فارقة في التجديد والتحديث.
وقد أعلن معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية 42 عن أسماء الفائزين في مسابقته، حيث حصد العمل التركيبي المشترك "هوية صماء خرسانية" لكل من مريم العرب وحسين الموسوي الجائزة الأولى "الدانة"، حيث صمم مجسم الجائزة "خليل الهاشمي" أما الجائزة فتقدر ب 6 آلاف دينار بحريني، أما الفنانة التشكيلية هدير البقالي فحلّت في المركز الثاني عن عملها الذي يتكون من 3 لوحات تحمل اسم "تجريد 1، 2، 3" لتفوز بذلك بمعرض تقيمه لها هيئة البحرين للثقافة والآثار في مركز الفنون لمدة شهر كامل، وحلت في المركز الثالث سمر الإسكافي حيث فازت عن عملها "حذر" بإقامة فنية في مركز الفيوم للفنون التشكيلية بجمهورية مصر العربية لمدة أسبوعين.